التاريخ الإسلامي

تسمية من روى الموطأ عن الإمام مالك لابن الأكفاني


تسمية من روى الموطأ عن الإمام مالك لابن الأكفاني

 

صدر حديثًا كتاب “تسمية من روى الموطأ عن الإمام مالك بن أنس الأصبحي إمام دار الهجرة”، تأليف: الإمام “أبي محمد هبة الله بن أحمد ابن الأكفاني” (ت 524 هـ)، تحقيق: أ.د. “طه بن علي بوسريح التونسي”، نشر: “دار سحنون للنشر والتوزيع” بتونس.

 

وهو من ضمن جهود الأستاذ الدكتور “طه بن علي بوسريح التونسيّ” في خدمة موطأ الإمام مالك، حيث نذر علمه ووقته لخدمة كتاب “الموطّأ” – للإمام “مالك بن أنس” إمام دار الهجرة – بتحقيق ودراسة كتب لها علاقة وطيدة بهذا المصدر الحديثي والفقهي الخطير منذ التسعينات من القرن الماضي، ومن تلك الجهود هذا السفر النفيس المسمى بـ”تسمية رواة الموطأ”: لهبة الله ابن الأكفاني الدّمشقي (ت524هـ) وهو أوّل كتاب ألّف في ذكر أسماء رواة “الموطأ” عن مالك، قبل القاضي عياض (ت544هـ) وكتاب ابن الأكفاني مصدر أساسي من مصادر كتاب ابن ناصر الدّين الدّمشقي (ت842هـ) “إتحاف السالك برواة الموطأ عن الإمام مالك” وقد ذكر أسماء الرّواة باختصار مع ذكر كناهم وشيء من أخبارهم، ثمّ ذكر لفوائد عزيزة.

وقد قام المحقق بالتعليق على الكتاب بعد ترجمة المؤلف، وتوثيق الكتاب.. وذكرَ بالهامش كلّ من وافق “ابن الأكفاني” على اعتبار كلّ راو سمّاه من رواة الموطأ مع الترجمة المختصرة، وذكر المحقق كلام أئمة الجرح والتعديل في كلّ راوٍ باختصار.

مع ضبط نصه، والتقدمة له ببيان جهود العلماء في خدمة الموطأ والتعريف بابن الأكفاني والمكانة العلمية لمؤلفه.

ويرى المحقق أنّ علماء تونس المعاصرين قد قصروا في خدمة كتاب المذهب الرئيس وهو “الموطّأ” ما عدا طائفة من أهل العلم ممّن أشار إليهم. وعلى رأسهم العلامة المحقق محمّد الطاهر ابن عاشور رحمه الله (ت1973م)، والعلامة محمّد الشاذلي النيفر رحمه الله (ت1997م)، وأمّا بقية الباحثين ومن قبلهم مشايخ الزيتونة فإنّهم كتبوا مقالات متفرقة، أو محاضرات متنّوعة، أو جملة من الأختام المطبوعة أو المخطوطة وليس تلك الأعمال بذلك العمق العلمي المنشود أو التأصيل المنهجي الدقيق، بل هي أشبه بتقيدات ونقول عن المتأخرين وبعضها مكرّر فائدته قليلة.

ومؤلف الكتاب هو هبة الله بن أحمد بن محمّد، أبو محمّد بن الأكفاني الأنصاري الدّمشقي، قال عنه الذّهبي في “التّاريخ”: “الحافظ”، له عناية بالتأريخ. وهو شافعيّ، كان من كبار العدول، قال ابن قاضي شهبة: “محدث دمشق، كتب ما لم يكتبه أحد من أبناء زمنه بالشام”.

ولد سنة ( 444 هـ).

وسمع وهو ابن تسع سنين، وبعد ذلك من والده، وأبي القاسم الحنائي، وأبي الحسين محمد بن مكي، وعبد الدائم بن الحسن الهلالي، وأبي بكر الخطيب، وعبد العزيز الكتاني، ولازمه مدة، وأبي نصر بن طلاب، وأبي الحسن بن أبي الحديد، وطاهر بن أحمد القايني، وعبد الجبار بن برزة الواعظ، وأبي القاسم ابن أبي العلاء، وخلق كثير، وكان أبوه قد سمع من عبد الرحمن بن الطبيز.

وسمع جده لأمه أبا الحسن ابن صصرى وغيره، وكان يزكي الشهود إلى أن مات.

حدث عنه غيث الأرمنازي، وأبو بكر ابن العربي، وأبو طاهر السلفي، وابن عساكر، وأخوه الصائن، وعبد الرزاق النجار، وإسماعيل بن علي الجنزوي، وأبو طاهر الخشوعي، وآخرون.

قال ابن عساكر: سمعت منه الكثير، وكان ثقة ثبتًا متيقظًا، معنيًا بالحديث وجمعه، غير أنه كان عسرًا في التحديث، وتفقه على القاضي المروزي مدة، وكان ينظر في الوقوف، ويزكي الشهود.

وقال أبو طاهر السلفي: “هو حافظ مكثر ثقة، كان تاريخ الشام، كتب الكثير”.

وقال ابن عساكر: مات الأمين في سادس المحرم سنة أربع وعشرين وخمسمائة، رحمه الله.

من مصنفاته: “ذيل ذيل تاريخ مولد العلماء ووفياتهم”، و”من حديث أبي محمد ابن الأكفاني”، و”وفيات ابن الحبال”، و”تسمية من روى عن المزني المختصر الصغير من علم الشافعي”.

والمحقق هو د. “طه بن علي بوسريح التونسيّ” رئيس وحدة الحديث والسيرة بجامعة الزيتونة، ورئيس دار الحديث بتونس.

تتلمذ على يد العلامة محمد الشاذلي النيفر وهو عمدته، وعن الشيخ إسماعيل بن ماحي الأنصاري والشيخ عبد العزيز الغماري، وأحمد محمد زبارة مفتي اليمن، وعبد الله التليدي، وأبي أويس محمد بوخبزة، ويوسف العتوم الأردني، وتدبّج مع كثيرين، وهو من القلائل الذي يروون عن العلامة حماد الأنصاري محدث المدينة لشدّته المعروفة، وقد سمع الشيخ منه الأولية بشرطه وأجازه إجازة عامّة رحمه الله.. وغيرهم.

 

ومن تحقيقاته:

كتاب “الجمع بين الصحيحين” للحافظ عبد الحق الإشبيلي (قدّم له د. بشار عواد).

“مطالع الأنوار على صحاح الآثار” لابن قرقول في 5 مجلدات عن دار ابن حزم.

“مسند الموطأ” للجوهري.

“جزء في الأربعين في المساواة” للحافظ ابن عساكر (قدّم له الشيخ عبد القادر الأرنؤوط).

“جزء لأبي عمرو الداني في مصطلح الحديث”.

“نقد علمي لكتاب الإسلام وأصول الحكم للشيخ محمد الطاهر بن عاشور (تحقيق).

“كشف المغطى من المعاني والألفاظ الواقعة في الموطأ” للشيخ محمد الطاهر بن عاشور (تحقيق).

 

ومن تآليفه:

“المنهج الحديثي عند الإمام ابن حزم الأندلسي”.

“المنهج النقدي عند الحافظ ابن عبد البرّ من خلال التمهيد”.

“مصادر الحافظ ابن عبد البر الأندلسي”.

“من جهود شيوخ الزيتونة في التحذير من الأحاديث الضعيفة والموضوعة”.





المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى