التاريخ الإسلامي

شرح السنة للإمام المزني تحقيق جمال عزون


شرح السنة للإمام المزني تحقيق جمال عزون

 

صدر حديثًا في طبعة جديدة كتاب “شرح السنة”، للإمام المزني (ت 264 هـ)، تحقيق: د. “جمال عزون”، نشر: “دار المنهاج للنشر والتوزيع”.

 

شرح السنة للمزني أحد كتب السنة والعقيدة؛ ألفه إسماعيل بن يحيى المزني صاحب الإمام الشافعي (ت 264 هـ)، وهي رسالة مسماة باسم “شرح السنة“، أو “عقيدة الإمام المزني” كما جاءت في سماعات بعض النسخ، وهي واحدة من تلكم الجهود لأسلافنا في بيان اعتقاد السلف.

وقد بين فيه ما يلى: بيان طريقة أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات، وعبادة الله – عز وجل -، وحق الرسول – صلى الله عليه وسلم -، وحق الصحابة – رضي الله عنهم -، وحق الأولياء والأئمة، وإصلاح المجتمع، ومسائل القبر والآجال والبعث والنشور، وما جاء في الجنة والنار، والرؤية يوم القيامة، وطاعة ولي الأمر، والإمساك عن تكفير أهل القبلة.

كما بين فيها المحافظة على أداء الفرائض والرواتب واجتناب المحرمات، والصلاة وراء الأئمة والجهاد معهم والحج، وقصر الصلاة والاختيار بين الصيام والإفطار في الأسفار.

وسبب تأليف الرسالة أن جماعة من أهل السنة بطرابلس المغرب كانوا في مجلس مذاكرة، فجرى ذكر علماء أهل السنة كمالك والشافعي والثوري وأحمد والمزني وغيرهم، فعارض معارض في المزني وقال: ليس من جملة العلماء، فلما أنكروا عليه، قال: لأني سمعته يتكلم في القدر، ويجادل بالقياس والنظر، فغمهم ذلك وأرسلوا إليه يسألوه عن عقيدته، فكتب إليهم هذه الرسالة يبين فيها معتقده وهو معتقد أهل السنة والجماعة.

ونجد أن رسالته هذه متفقة مع أقواله العقدية التي نقلها عنه العلماء في إثبات الصفات، وأن كلام الله غير مخلوق، وإثبات الرؤية، وأن الأعمال من الإيمان، والنهي عن الخوض في علم الكلام.

وقد اعتمد المحقق في تحقيق هذه العقيدة على ثلاث نسخ خطية، وقدم لها بمقدمة نافعة في التعريف بالرسالة ومؤلفها، كما أثبت نسبة هذا المؤلَّف إلى صاحبه وعلق عليه بما يقتضيه المقام، وذيل الرسالة بالفهارس التي تخدم الرسالة.

وصاحب الرسالة المزني هو أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن عمرو بن إسحاق بن مسلم بن نهدلة بن عبد الله المصري (175 هـ- 264 هـ).

حدث عن: الشافعي، وعن علي بن معبد بن شداد، ونعيم بن حماد، وغيرهم.

وهو قليل الرواية، ولكنه كان رأسًا في الفقه.

حدث عنه: إمام الأئمة أبو بكر بن خزيمة، وأبو الحسن بن جوصا، وأبو بكر بن زياد النيسابوري، وأبو جعفر الطحاوي، وأبونعيم بن عدي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبو الفوارس بن الصابوني، وخلق كثير من المشارقة والمغاربة.

وامتلأت البلاد بـ ” مختصره ” في الفقه، وشرحه عدة من الكبار، بحيث يقال: كانت البكر يكون في جهازها نسخة بـ ” مختصر ” المزني.

قال الفقيه أبو إسحاق: فأما الشافعي -رحمه الله- فقد انتقل فقهه إلى أصحابه، فمنهم أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن عمرو بن إسحاق المزني. مات بمصر في سنة أربع وستين ومائتين. قال: وكان زاهدًا عالمًا مناظرًا محجاجًا غواصًا على المعاني الدقيقة. صنف كتبا كثيرة: “الجامع الكبير”، و”الجامع الصغير”، و”المنثور“، و”المسائل المعتبرة“، و”الترغيب في العلم“، وكتاب “الوثائق“.

قال الشافعي: المزني ناصر مذهبي، قال البيهقي: ولما جرى للبويطي ما جرى كان القائم بالتدريس والتفقيه على مذهب الشافعي المزني، قال المنصور الفقيه: لم تر عيناي وتسمع أذني أحسن نظمًا من كتاب المزني، وأنشد أيضًا في فضائل المختصر وذكر من فضائله شيئا كثيرًا.

وقال الشافعي: “لو ناظر المزني الشيطان لقطعه“. وهذا قاله الشافعي والمزني في سن الحداثة، ثم عاش بعد موت الشافعي ستين سنة يقصد من الآفاق وتشد إليه الرحال، حتى صار كما قال أحمد بن صالح: لو حلف رجل أنه لم ير كالمزني لكان صادقًا، وذكروا من مناقبه في أنواع طرق الخير جملًا نفيسة لا يحتمل هذا الموضع عشر معشارها. وهي مقتضى حاله وحال من صحب الشافعي.

قال الذهبي: وبلغنا أن المزني – رحمه الله – كان مجاب الدعوة، ذا زهد وتأله، أخذ عنه خلق من العلماء وبه انتشر مذهب الإمام الشافعي في الآفاق.

توفي المزني بمصر ودفن يوم الخميس آخر شهر ربيع الأول سنة أربع وستين ومائتين، قال البيهقي: يقال كان عمره سبعًا وثمانين سنة.

للإمام المزني رحمه الله مؤلفات متعددة غالبها في الفقه ومسائل المذهب، فمن تلك المؤلفات:

الجامع الكبير، والجامع الصغير، والمنثور، والمسائل المعتبرة، والترغيب في العلم، وكتاب الوثائق.

غير أن أشهر كتبه وأبعدها صيتًا، وأكثرها شروحًا من علماء المذهب، هو كتابه المختصر الذي عُرف بمختصر المزني، وقد أثنى عليه أهل العلم، وتحدثوا عن ذيوعه بين الناس؛ قال أبو العباس أحمد بن سريج: “وهو أصل الكتب المصنفة في مذهب الشافعي رضي الله عنه، وعلى مثاله رتبوا، ولكلامه فسروا وشرَحوا”.

والمحقق هو د. “جمال عزّون” من مواليد الجزائر في 12 /05 /1965م.

حصل على درجة الماجستير قسم الفقه بكليّة الشّريعة بالجامعة نفسها عام 1418هـ وكان بحثه تحقيق قطعة من كتاب شرح التّلقين، تأليف: الإمام محمّد بن علي بن عمر المازري المتوفّى سنة 536هـ.

وحصل على درجة الدكتوراه قسم الفقه بكليّة الشّريعة بالجامعة نفسها عام 1423هـ. وعنوان بحثه: إسماعيل بن إسحاق القاضي المتوفّى سنة 282هـ حياته واختياراته الفقهيّة (تحت الطّبع).

عمل رئيسًا لقسم المخطوطات بمركز سعود البابطين الخيري للتّراث والثّقافة بالرّياض.

حقّق عددًا من كتب التّراث منها:

1- الآيات البيّنات فيما في أعضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم من المعجزات لابن دحية الكلبيّ الأندلسيّ المتوفّى سنة 633 هـ.

2- شرح الحديث المقتفى في مبعث النّبيّ المصطفى صلى الله عليه وسلم لأبي شامة المقدسيّ.

3- أداء ما وجب من بيان وضع الوضّاعين في رجب، تأليف ابن دحية الكلبي الأندلسي المتوفّى سنة 633هـ.

4- مجموع فيه:

أ- وصيّة الذّهبي لمحمّد بن رافع السّلامي.

ب- جزء في اتّباع السّنن واجتناب البدع للذّهبي.

جـ- نصيحة ابن دقيق العيد لأحد نوّابه في القضاء.

د- ملحق بكلمات في العلم وأدب الطّلب مستخرجة من تراث الحافظ الذّهبي.

5- كتاب اعتقاد أهل السّنّة، تأليف: الحافظ أبي بكر الإسماعيلي ت 371هـ.

6- جواب أبي بكر الخطيب البغدادي عن سؤال بعض أهل دمشق في الصّفات.

7- إسماعيل بن يحيى المزني المتوفّى سنة 264هـ ورسالته شرح السّنّة.

8- جزء في عدم صحّة ما نقل عن بلال بن رباح رضي الله عنه من إبداله الشّين في الأذان سينًا لقطب الدين الخَيْضَري.

9- وصيّة القاضي ابن الميلق ت797هـ للقضاة وأصحاب المناصب والوظائف.

10- مسألة سبحان لنفطويه، تحت الطّبع في مكتبة المعارف بالرّياض.

11- خطبة الكتاب المؤمّل للرّدّ إلى الأمر الأوّل لأبي شامة المقدسي.

12- ما وضح واستبان في فضائل شهر شعبان لابن دحية الأندلسي.

13- حصول التهاني بالكتب المهداة إلى محدّث الشّام محمّد ناصر الدّين الألباني ط في ثلاث مجلّدات.

14- يعمل الآن في تحرير كتابه فوات الأعلام للزّركلي ويقع في 10 مجلّدات يسّر الله إتمامه.





المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى