المسلمون أرحم المحاربين في التاريخ
المسلمون أرحم المحاربين في التاريخ
ثبت في التاريخ بما لا يدع مجالًا للشكِّ أن حروب المسلمين كانت هي الأقَلَّ تكلفةً إنسانيةً وبشريةً وماديةً في تاريخ العالم كله والإنسانية كلها.
لم يعرف التاريخُ كلُّه فاتحًا أرْحَمَ من رسول الإنسانية محمدٍ صلى الله عليه وسلم.
لقد خاض المسلمون في حياة النبي صلى الله عليه وسلم أكثرَ من عشرين معركةً، كانت هي الأقَلَّ كُلْفةً في الخسائر على الإطلاق في تواريخ البَشَر وحياة الأُمَم؛ فقد كان مجموع القَتْلى في كل المعارك التي خاضَها المسلمون في حياةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم 386 قتيلًا، نَعَم ثلاثمائة وستة وثمانين قتيلًا فقط من الجانبين: 203 من الكُفَّار، و183 من المسلمين، تخيَّلوا 386 قتيلًا فقط! في أكثر من عشرة أعوام، وفي أكثر من عشرين معركة؛ لتكون وقائع التاريخ هي الدليل الأقوى للعالم كله على أن المقصد الأهم للإسلام والمسلمين هو حماية النفس أي نفس من المسلمين أم من غير المسلمين.
ولقد فتح عمر بن الخطاب رضي الله عنه القدس بلا قتيلٍ واحدٍ، واحتلَّها الصليبيُّون في عام 1099م، فقتلوا أكثر من سبعين ألف إنسان بريء بعد أن دخلوا المدينة المقدَّسة، وحرَّرها صلاح الدين الأيوبي في عام 1187م، فلم يقتُلْ إنسانًا واحدًا بعد دخول القدس.
وغير ذلك الكثير والكثير من الوقائع والأدِلَّة الدامغة التي تثبت بما لا يدع مجالًا للشكِّ أنَّ الإسلام دينٌ يُحافِظ ويحمي دماء الأعداء والأولياء على السواء، وأن قتل غير المسلم حرامٌ كحُرْمة قَتْل المسلم تمامًا، انظر إلى قوله تعالى: ﴿ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا ﴾ [المائدة: 32]، فلقد حرَّم النصُّ القرآني قتل النفس الإنسانية كلها مسلمها وكافِرها، وجاء واقع المسلمين في القديم والحديث ليثبت جدارتهم بحماية النفس الإنسانية كلها في مشارق الأرض ومغاربها.
واللهُ من وراء القصد.
اللهُمَّ اجعل نيَّتنا خالصةً لك، وطهِّر مقصدنا، ونظِّف وجهتنا، وتقبَّل عملنا.