التاريخ الإسلامي

شرح الهمزية للشيخ شهاب الدين أحمد السنباطي


شرح الهمزية للشيخ شهاب الدين أحمد السنباطي

 

صدر حديثًا كتاب “شرح الهمزية”، للعلامة الشيخ شهاب الدين أحمد بن أحمد بن عبد الحق السنباطي (ت 999 هـ)، سلسلة تراث الأزهريين، نشر: “دار كشيدة للنشر والتوزيع”.

 

والكتاب يتضمن شرح وتعليقات الشيخ “أحمد السنباطي” على قصيدة “الهمزية” للبوصيري.


وتعد القصيدة الهمزية جنبًا إلى جنب مع البردة من أفضل ما قيل في مدح المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم شعرًا، على الرغم ما في البردة من شطط في بعض المواضع، وإلى جانب ما اتسمت به الهمزية من عذوبة في الألفاظ وجزالة في المعاني، مثلها في ذلك مثل البردة، إلا أن الهمزية – نظرًا لطولها – انفردت باشتمالها على أطراف من شمائل المصطفى وجوانب عدة من سيرته، حتى وجدنا كُتَّابَ السيرة بعد البوصيري يستأنسون بأبياتها في عرضهم لأحداث السيرة النبوية.


ويعد شرح العلامة السنباطي للهمزية من الشروح المتقدمة لها، إذ لم يسبقه إلى شرحها إلا عدد قليل من العلماء، ومقارنة بغيره من الشروح المطولة يتسم شرح السنباطي للهمزية بالإيجاز والاختصار، مع الحرص على تقرير المقصود من كل بيت بصورة واضحة، وترجيح ما يراه صوابًا عند وجود اختلاف في فهم مراد البيت، دون الخوض في تفاصيل ذلك الاختلاف.

 

والقصيدة الهمزية للبوصيري نالت اهتمامَ الشعراء والأدباء والباحثين، فأثنوا على قائلها، وقد عبّر عن عظمة الهمزيّة شارحُها الشيخ سُليمان بن عمر بن منصور المعروف بالجَمَل (ت 1240 هـ/ 1789م)، عبّر عن همزية البوصيري بقوله: قصيدته الهمزيّة المشهورة، العذبة الألفاظ، الجزلة المعاني، النجيبة الأوضاع، العديمة النظير، البديعة التحرير، إذْ لم يُنسجْ على مِنْوالها، ولا وَصَلَ إلى حُسنها وكمالها أَحَدٌ (انظر: مقدمة الفتوحات الأحمديّة بالمنح المحمديّة منشورات القاهرة سنة 1274 هـ/ 1857م).


ولقد أصبحت الهمزيّة من عُمُدِ التراث الإسلامي في تأريخ السيرة النبوية الشريفة، ولذلك نجد استشهاد العلماء والباحثين بأبيات منها، كما هو الحال عند الكتّاني في التراتيب الإداريّة (التراتيب الاداريّة 1/478 و 2/364 و366 و403) والحلبي في السيرة الحلبية “إنسان العُيُون” والآلوسي في تفسيره (روح المعاني: ج: 19/141 و180، وج: 26/75).


وعدد أبيات الهمزية 450 بيتًا يقول في مطلعها:




كيف ترقَى رُقِيَّك الأَنبياءُ
يا سماءً ما طاوَلَتْها سماءُ
لَمْ يُساوُوك في عُلاكَ وَقَدْ حا
لَ سنًا مِنك دونَهم وسَناءُ

 

وصاحب الشرح هو “أحمد بن أحمد بن عبد الحق بن محمد بن عبد الحق السنباطي”، هو الشيخ الإمام المقرئ الكبير، العلامة المحقق، المحرر، العالم المشارك في أنواع من العلوم، شهاب الدين ابن عبد الحق الشافعي المصري شارح الشاطبية.


اشتغل (السُّنباطي الابن) بدراسة العلوم الشرعية والأدبية وعلوم القرآن، وصنَّف في كثيرٍ من ذلك، وشرح بعض المنظومات، وكان شديدًا في أحكامه، موفقًا في نقضه وإبرامه، وافر الديانة، محسن للفقراء والصالحين، وكان بصيرًا بالفقه والأصول والكلام والأدب، وفيه صدق وتواضع وبهاء، والملاحظات التي عليه هي ميله ناحية مذهب الأشاعرة، والسير على منهج الصوفية.


قال عنه الزركلي: “فاضل مصري، من أهل سنباط (في المحلة الكبرى بمصر)”. وقال عنه تلميذه الغزي في الكواكب السائرة: “أحمد بن أحمد بن عبد الحق، الشيخ الإمام العلامة المحقق، المحرر”.


وأخذ العلم عن:

1. والده الشيخ: شهاب الدين أحمد بن عبد الحق بن محمَّد بن عبد الحق بن أحمد بن محمَّد بن محمَّد بن محمَّد بن عبد العال الشرف ابن الشمس السنباطي، الشافعي (ت950هـ). (والد شارح الشاطبية السلفي الاعتقاد والمنهج).


2. الشيخ: شيخ القراء والإقراء في زمانه الشيخ شحاذة اليمني الشافعي المصري (ت977هـ).


3. الشيخ: يوسف بن زكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا الأنصاري الشافعي الأزهري، السنبكي (ت987هـ)‏.


أما تلامذته فقد توسَّعت كتب التراجم في ذكر بعض تلامذته، وعرفنا مِن قبل أن (السُّنباطي الابن) ذاع صيتُه في علم القراءات والتجويد والإقراء، فاشتهر علمه، وعلا ذكره، وبُعد صيته، وقصده الناس من النواحي لعلمه ودينه، فانتفع على يديه جماعات، وجوَّدوا القرآن. وإذا كان (السُّنباطي الابن) قد ترك وراءه بعضًا من المؤلفات والكتب، فقد خلَّف لنا أيضًا عددًا من التلاميذ والعلماء الذين نقلوا علمه ونشروه بين الناس، ولم يكن العكوف على التأليف والكتابة ليصرف (السُّنباطي الابن) عن الإقراء والتدريس ونقل السند للجيل الذي بعده، كما أن الإقراء والتدريس لم يكن عائقًا له عن الكتابة والتصنيف. وأما عدد تلامذته فهم كثير وأوَّلهم:

1- الشيخ: أبو عبد الله محمد بن قاسم القصار الغرناطي الأصل الفاسي (ت1012هـ). روى عنه بالإجازة مكاتبة.


2- الشيخ: عبد القادر بن محمَّد بن أحمد بن زين الفيومي المصري الشافعي الإمام الكبير المعروف (ت1022هـ).


3- الشيخ: سيف الدين بن عطاء الله، أبو الفتوح الوفائي الفضالي: مقرئ شافعي، بصير. كان شيخ القراء بمصر (ت1020هـ).


4- الشيخ: أبو العباس أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن علي بن أبي العافية المكناسي النجاري الفاسي الدار المعروف بابن القاضي (ت1025هـ).


5- الشيخ: محمد حجازي بن محمد بن عبد الله الشهير بالواعظ القلقشندي شارح الجزرية المعروف (ت1035هـ).


6- الشيخ: عمر بن إبراهيم بن علي بن أحمد بن علي السعدي الحموي الأصل الدمشقي المولد المعروف بابن كاسوحة (ت1017هـ).


7- الشيخ: عبد الرحمن بن شحاذة المعروف باليمنى الشافعي شيخ القراء وإمام المجودين في زمانه (ت1050هـ).


8- الشيخ: الغَزي محمد بن محمد بن محمد الغزي العامري القرشي الدمشقي، أبو المكارم، المؤرخ الباحث الأديب (ت1061هـ).

 

ومن مؤلفاته:

“روضة الفهوم بنظم نقاية العلوم” للسيوطي.


“فتح الحي القيوم بشرح روضة الفهوم” المذكورة له.


“حاشية على شرح المحلي للورقات”.


“شرح القصيدة الهمزية في المدائح النبوية” للبوصيري في مجلد.


“إظهار الأسرار الخطية في حل الرسالة الجيبية” أو شرح رسالة الجيب للشيخ بدر الدين المارديني وهي على مقدمة وعشرين بابًا شرحها أحمد بن عبد الحق السنباطي.


“توضيح على رسالة المارديني في العمل بالربع المجيب”.


كتاب “شرح الشاطبية” في القراءات السبع المتواترة، قال المرصفي: “ومن وقف على هذا الشرح عرف مقدار الرجل وسعة اطلاعه وطول باعه في علم القراءات والتجويد”.


كتاب “شرح مقدمة زكريا الأنصاري في الكلام على البسملة”.


“حاشية على كتاب الورقات” للجويني.





المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى