Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
التاريخ الإسلامي

كيف سارت عملية توزيع غنائم غزوة الطائف؟


كيف سارت عملية توزيع غنائم غزوة الطائف؟

 

أعطى المؤلَّفة قلوبهم، وكانوا من أشراف الناس، يتألفهم على الإسلام، فأعطى أبا سفيان وابنه معاوية وحكيم بن حزام والعلاء بن جارية الثقفي، والحارث بن هشام وصفوان بن أمية وسهيل بن عمرو وعيينة بن حصن والأقرع بن حابس، كل واحد من هؤلاء مائة بعير.

 

وأعطى آخرين دون المائة، منهم العباس بن مرداس، فسخِط فقال شعرًا:

وما كان حِصنٌ ولا حابسٌ
يفُوقانِ مِرْداسَ في المَجمَعِ
وما كنتُ دونَ امرئٍ منهما
ومَن تضَعْ أليومَ لا يُرفَعِ

ثم أعطاه حتى رضي.

 

وقال رجل من الصحابة: يا رسول الله، أعطيتَ عيينة بن حصن والأقرع بن حابس وتركت جعيل بن سراقة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده، لجعيل خير من طِلاع الأرض رجالًا كلهم مثل عيينة والأقرع، ولكني تألَّفتهما، ووكلتُ جعيلًا إلى إسلامه)).

 

وظهر نفاق آخرين، ولم يخف هذا، بل نطق به لسانهم، ومنهم ذو الخويصرة التميمي؛ حيث قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنك لم تعدل اليوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ومن يعدِلُ إذا لم أعدل؟))، فقال عمر بن الخطاب: ألا نقتله؟ فقال: ((دعوه، ستكون له شيعة يتعمقون في الدِّين حتى يخرجوا منه كما يخرج السهم من الرمية)).

 

أعطى النبيُّ صلى الله عليه وسلم من هذه الغنائم لأناس من قريش ومن قبائل العرب، ولم يعطِ الأنصار شيئًا، فوجدوا في أنفسهم، وخافوا أن يكونوا قد فعلوا ما يستحقون الحرمان وهم عماد الجيش الذي ناداهم النبي صلى الله عليه وسلم يوم تفرَّق عنه الناس عند الصدمة الأولى، فقال قائلهم: لقي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قومه، فأتى سعد بن عبادة وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: ((فأين أنت يا سعد؟))، قال: أنا من قومي، قال: ((فاجمع قومك لي))، فجمعهم، فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((ما حديث بلغني عنكم؟ ألم آتِكم ضُلَّالًا فهداكم الله بي؟ وفقراءَ فأغناكم الله بي؟ وأعداءً فألَّف الله بين قلوبكم بي؟))، قالوا: بماذا نجيب؟ فقال: ((والله، لوشئتم لقلتم فصدقتم: أتيتَنا مكذَّبًا فصدقناك، ومخذولًا فنصرناك، وطريدًا فآويناك، وعائلًا فواسيناك، أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم في لعاعة من الدنيا تألَّفتُ بها قومًا ليسلِموا ووكلتكم إلى إسلامكم؟ أفلا ترضَوْن أن يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعون برسول الله إلى رحالكم؟ والذي نفسي بيده، لولا الهجرةُ لكنت امرأً من الأنصار، ولو سلك الناس شِعبًا وسلكت الأنصار شِعبًا، لسلكتُ شِعب الأنصار، اللهم ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار))، فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم، وقالوا: رضينا برسول الله قِسمًا وحظًّا.

 

وفي رواية: ((الأنصار شِعار – الثوب الذي يُلبَس أولًا – والناس دِثَار – الثوب الذي فوق الأول – إنكم ستلقَوْن بعدي أثرة، فاصبِروا حتى تلقوني على الحوض)).

 

اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجعرانة، ثم جعل على مكة عتاب بن أسيد ومعه معاذ بن جبل ليفقه الناس، وعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة.

 



المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى