القارئ الخاشع
القارئ الخاشع
ما إن يصدح المذياع على تلاوة الشيخ المنشاوي؛ إلا وأتذكَّرُ قول القائل:
هيهات أن يأتي الزمانُ بمثله
إنَّ الزمانَ بمثلهِ لبخيلُ
|
ولعلِّي لا أكون مبالغًا إذا أنا قلت: من أراد أن يتذوَّق شيئًا من النعيم المُعجَّل، ويرفرف بجناحين من نور؛ فليستمع لتلاوته، ويُقبِل عليها بكل جوارحه.
هذا القارئ لم يقتصر نفعه على طائفة القُرَّاء فحسب؛ بل زرع في النفوس المنحرفة بذور الاستقامة، ثم سقاها بدموع عينيه الباكيتين، فما أعظم غرسه! وما أجزل عطاءه!
إن القارئ الذي تختلط معاني القرآن بلحمه ودمه؛ تجود قريحته بصوت شجي مُبايِنٍ لجميع القرَّاء، وكأنه مزمار من مزامير آل داوود.
وإيزاء هذا الجمال أقول: يُعدُّ الشيخ المنشاوي رحمه الله واحدًا من أهم وأشهر القُرَّاء الذين أُوتوا صوتًا نديًّا يهز أوتار القلوب هزًّا، وحيال ذلك؛ تصفو النفوس عن الأكدار، وتُشرِق بالأنوار.
ولا غرو! فقد تبوَّأ عرش القُرَّاء بدون منازع، وأصبح أشهر من نار القِرى على علَم، ولعلَّ سبب شهرته “أن بينه وبين الله سِرًّا”؛ كما قال الشيخ المعصراوي.