التاريخ الإسلامي

غيث الأدب الذي انسجم في شرح لامية العجم لصلاح الدين الصفدي


غيث الأدب الذي انسجم في شرح لامية العجم لصلاح الدين الصفدي


صدر حديثًا كتاب “غيث الأدب الذي انسجم في شرح لامية العجم“، للعلامة الأديب صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي (ت 764هـ)، تحقيق ودراسة وتعليق: أ.د. “عبدالسلام الهمالي سعود“، في أربعة أجزاء، نشر: “دار المالكية التونسية للنشر والتوزيع“.

 

 

وهذا الشرح من أكبر شروح “لامية العجم“، صاحبه إمام الأدب “الصفدي” صاحب أكبر كتاب في تراجم أعلام المسلمين وهو (الوافي بالوفيات)، وقصيدة “لامية العجم” للطُّغْرَائي تسامي ضرتها “لامية العرب” للشَّنْفَرَى في المنزلة الأدبية والقيمة الفنية، وإن افترقا من حيث تناول الموضوعات، ولقد حظيت “لامية العجم” في المحافل الأدبية بالاهتمام، فتناولها محبُّو الأدب بالحفظ والاستشهاد، وأشادوا بفنها وسموِّ أدبها، وهبَّ غير واحد من المعنيين بالأدب العربي فنقَّبوا عن كنوزها، وغاصوا في لجِّها، واستخرجوا جواهرها، وأماطوا اللثام عن محيّا بلاغتها.

 

وكان ممن أعنق إلى تبيان ذلك الأديب المؤرخ “خليل بن أيبك الصفدي“، الذي سلك فيه منهج الاستقصاء والبسط.

 

وهو مع هذا أعنق في ذكر المِلَح والغرائب، وأضاف إلى ذلك نقل أشعار ماجنة، وشرحه من الشروح المبسوطة التي ذهب فيها كل مذهب، وولج كل مدخل، حتى آخى بين الغث والسمين، وبين الحكمة والمجون.

 

وقد أتاح تأليف هذا الكتاب للصفدي أن يستعرض معرفته الواسعة بالأدب ومهارته الفنية العالية في التلاعب بالألفاظ.

 

ويعد شرحه موسوعة ماتعة جمعت بين فنون شتى وعلوم منوعة، وهذا التحقيق الجديد سدَّ حاجة المكتبة لمثل هذا الكتاب بسبب سقم النشرات المطبوعة، وردائتها، وهو ما حاولت هذه الطبعة تداركه بجهد المحقق في تحرير النص وتخريجه على النسخ الخطية المعتمدة، إلى جانب دراسة موارد الصفدي في هذا الشرح وما أضافه للمكتبة الأدبية بشرحه هذه القصيدة النفيسة، إلى جانب خدمة هذا الشرح بالفهارس اللازمة.

 

 

 

وصاحب الشرح هو صلاح الدين أبو الصفاء خليل بن أيبك بن عبد الله الألبَكِي الفاري الصَفدي الدِّمشقيّ الشافعيّ. وُلِدَ لواحدٍ من أمراء المماليك، في صفد سنة ستٍّ وتسعين وست مئة، ونشأ في أُسرة ثرية نشأةً مرفَّهة، فحفظ القرآن العزيز في صغره، ثُم طلب العلم، وبرع في النحو واللُغة والأدب والإنشاء، وكتب الخطّ المنسوب، وقرأ الحديث وكتبه. ومارس صناعة الرسم على القماش، ثُمَّ حُبِّب إليه الأدب فولِعَ به، وذكر عن نفسه أنَّ أباه لم يمكِّنه من الاشتغال حتى استوفى عشرين سنة، فطلب بنفسه وقال الشعر الحسن ثُم أكثر جدًا من النَّظم والترسل والتواقيع.

 

وأخذ الصَفدي العلم عن العديد من العُلماء في صفد ودمشق والقاهرة وحلب ومن هؤلاء: الحافظ فتح الدِّين محمد بن محمد بن سيِّد الناس، وابن نُباتة، وقد أخذ عنه الأدب، وأبو حيان أثير الدِّين محمد بن يوسف الغرناطيّ (745 هـ)، وعنه أخذ النحو واللُّغة، وقد جمع الصَفدي ما سمعه من أماليه في كتاب “مجاني الهصر من أدب أهل العصر”.

 

وأخذ العلم عن القاضي بدر الدِّين بن جماعة، والإمام تقيّ الدِّين السُّبكي، والمُحدِّث أبو النُّون يونس بن إبراهيم الدبوسي (-729 هـ)، والحافظ جمال الدِّين يوسف بن عبد الرحمن المزِّي، والحافظ شمس الدِّين أحمد بن محمد بن عثمان الذَّهبيّ، وشيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تَيميَّة (728 هـ)، ويقول عنه الصَفدي: “وكنتُ أحضر دروسه، ويقع لي في أثناء كلامه فوائد لم أسمعها من غيره، ولا وقفتُ عليها في كتاب”.

 

وتولَّى الصَفدي الكثير من الوظائف الإدارية والمالية في القاهرة ودمشق وصفد وحلب والرحبة، ومن هذه الوظائف: كتابة الدّرج بصفد ثم بالقاهرة، وهي تتمثَّل بقراءة المكاتبات على الناس وكتابة الأجوبة، وما يجري مجرى ذلك، وكتابة الدست بدمشق، وكُتّاب الدست هم الذين يجلسون مع كاتب السّرّ بمجلس السلطان بدار العدل في المواكب، على ترتيب منازلهم بالقِدمة، ويقرؤون القصص على السلطان بعد قراءة كاتب السّرّ، وسُموا كُتّاب الدست إضافة إلى دَست السلطان، وهو مرتبة جلوسهم للكتابة بين يديه، وكتابة السّرّ بحلب والرحبة، وتتمثل بقراءة الكتب الواردة على السلطان وكتابة أجوبتها، وأخذ خط السلطان عليها، والجُلوس لقراءة القصص بدار العدل والتوقيع عليها، ووكالة بيت المال في دمشق، وتتمثَّل بالتَّحدُّث فيما يتعلق بمبيعات بيت المال ومشترياته من أراضٍ وآدُر والمعاقدة على ذلك.

 

مُؤلَّفاته المطبوعة:

الوافي بالوفيات: وهو مطبوع في ثلاثين مجلدًا، أشرفت على نشره جمعية المستشرقين الألمانية، وساهم في تحقيقه “هيلموت ريتر”، و “دريدرينغ”، ونخبة من المحققين العرب من أمثال: رمضان عبد التواب، وصلاح الدين المنجد، وشكري فيصل، وإحسان عبَاس.

 

أعيان العصر وأعوان النَصر: وهو مطبوع في ستة مجلَّدات عن دار الفكر المعاصر، سوريا، بتحقيق د. علي أبو زيد، ود. نبيل أبو عمشة، ود. محمد موعد، ود. محمود سالم.

 

تمام المُتون في شرح رسالة ابن زيدون، وهو مطبوع في مُجلَّد بتحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم.

 

نَكْت الهميان في نُكَتِ العميان: وهو مطبوع في مُجلَّد، بتحقيق أحمد زكي باشا في سنة 1911م.

 

الشُّعور بالعُور: وهو مطبوع بتحقيق د. عبد الرَزاق حسين، عن دار عمار، عمّان.

 

اختراع الخُراع في مُخالفة النَقل والطّباع: وهو مطبوع بتحقيق عن دار عمّار، عمّان، 2003م.

 

لوعة الشَاكي ودمعة الباكي: وهو مطبوع بتحقيق عن دار الأوائل، سوريا، 2003م.

 

تشنيف السَمع في انسكاب الدَمع: وهو مطبوع بتحقيق عن دار الأوائل، سوريا، 2004م.

 

كشف الحال في وصف الخال، وهو مطبوع بتحقيق عن دار الأوائل، سوريا، 2005م.

 

فضُّ الختام عن التورية والاستخدام، وهو مطبوع بتحقيق عن الدَار العثمانية، عمان، 2005م.

 

تُحفة ذوي الألباب فيمن حكم بدمشق من الخُلفاء والمُلوك والنُّواب، بتحقيق إحسان بنت خلوصي، وزهير الصَمصام في مُجلَّدين من منشورات وزارة الثقافة السُّوريَة سنة 1991م.

 

توشيع التَوشيح: وهو من مطبوعات دار الثقافة، بيروت، بتحقيق ألبير حبيب مطلق.

 

غوامض الصِّحاح: وهو مطبوع عن معهد المخطوطات العربيَة سنة 1985م، بتحقيق عبد الإله نبهان، وأعيد نشره في مكتبة لبنان.

 

جنان الجناس: وهو مطبوع عن دار الكُتب العلميَة، بتحقيق سمير الحلبي سنة 1987م، وأعاد نشره د. هلال ناجي بالاعتماد على نسخة المؤلف دون أنْ يذكر مصدر المخطوط، في “مجلَّة الذخائر”، العدد (3-4)، لسنة 2000م.

 

نُصْرَة الثائر على المثل السَائر: وهو مطبوع عن مجمع اللُغة العربيَة بدمشق، سنة 1972م، بتحقيق محمَّد علي سُلطاني.

 

المُختار مِنْ شعر ابن دانيال: وهو مطبوع في المَوصِل سنة 1979م، بتحقيق محمَد نايف الديلمي، وهو الجزء الرابع عشر من التذكرة.

 

الكشف والتَنبيه على الوصف والتَشبيه: وهو مطبوع عن مجلّة الحكمة، بريطانيا، بتحقيق د. هلال ناجي، في مُجلَّد واحد، وهو يرى بأنَّ هذا المُجلَّد من أصل مُجلَّدين، وأنَّ المُجلَّد الثاني مفقود، بالاعتماد على ما قاله ابن تغري بردي في “المنهل الصَافي” بأنَه في مُجلّدين، وهذا وهمٌ منه، فقد ذكر الصَفدي كتابه هذا في “الغيث الذي انسجم”: (1/ 52)، فقال: “وقد ذكرتُ الشَواهدَ على هذه التشبيهات في مُقتضبٍ لي مسمّى بالتَنبيه على التَشبيه”، فلو كان في مُجلَّدين كبيرين، لما صحّ أنْ يُسمِّيه مُقتضَبًا، بالإضافة إلى أنَّ ابن حجر، ذكر أنَّ مِن مُؤلَّفات الصَفدي اللِّطاف “التَنبيه على التَشبيه”.

 

تصحيح التصحيف وتحرير التحريف: وهو بتحقيق السيد الشرقاوي، ومطبوع عن الخانجي، بالقاهرة، سنة 1987م.

 

الرَوض الناسم والثغر الباسم، وهو مطبوع عن دار الآفاق العربية، بتحقيق د. محمد عبد المجيد لاشين، سنة 2004م.

 

الهول المعجب في القول بالموجب، وهو مطبوع عن دار الآفاق العربية، بتحقيق د. محمد عبد المجيد لاشين، سنة 2004م.

 

صرف العين عن صرف العين في وصف العين، وهو مطبوع في جزأين عن دار الآفاق العربية، بتحقيق د. محمد عبد المجيد لاشين، سنة 2004م.

 

الحسن الصَريح في مئة مليح، وهو مطبوع بتحقيق د. أحمد فوزي الهيب، عن دار سعد الدِّين، دمشق، سنة 2003م.

 

رشف الرَحيق في وصف الحريق: وهي مقامةٌ أدبيَةٌ يُصوِّر فيها حريق دمشق سنة (740هـ) على يد النَصارى، وقام بتحقيقها د. سمير الدُّروبي في مجلَّة البلقاء، سنة 1995م.

 

مؤلفاته المخطوطة:

المجاراة والمجازاة، في مجاريات الشعراء، وقد جمعهُ لعلاء الدين ابن فضل الله العمري حسبما طلبه منه، ومنه منتقى في طوب قبو سراي، رقم: (2618)، وعنها مصوَرة في معهد المخطوطات العربيَة، برقم: (828، 829).

 

جلوة المذاكرة في خلوة المحاضرة، ومنها نسختان في دار الكتب المصريَة، برقم: (168)، ورقم: (198) أدب/تيمورية.

 

التذكرة الصَفدية أو الصَلاحيَة، وهي أكبر موسوعة أدبيَة وتاريخيَة ألَّفها الصَفدي، وتزيد عن ستَة وأربعين جزءًا، ولم يُطبع منها غير “المختار من ديوان شمس الدِّين بن دانيال”، وهو الجزء الرَابع عشر.

 

ديوان شعر صلاح الدِّين الصَفدي، ومنهُ نسخة في مكتبة المتحف العراقي، برقم: (1032).

 

طرد السَبع عن سرد السَبع، ومنه نسخة في كوبريلي برقم: (1337)، ونسخة في يكي جامع برقم: (984)، ونسخة في الخزانة العامَة برباط الفتح بالمغرب الأقصى، برقم: (1926).

 

وقد اختصره جلال الدين السيوطي وسمَاه: “تشنيف السمع بتعديد السبع”، ومنه الكثير من النسخ، منها: نسخة مكتبة الأسد برقم: (1127حديث)، ودار الكتب المصريَة برقم: (2593)، وليدن: (474/16)، والمكتبة الأزهرية برقم: (768/8762)، و(870/2990)، وغيرها.

 

ألحان السواجع بين البادي والمُراجع.

 

نجم الدياجي في نظم الأحاجي، وهو حوار بين الصفدي وتاج الدين بن الدريهم، قائم على المحاجاة بالألغاز والمعمَيات، وقد سجلَ فيه الصفدي هذه المحاورة، ولم يصل إلينا، ومن حسن الحظِّ، أنَّ ابن الدريهم سجَل هذه المحاورة أيضًا في كتاب “المحاورة الصَلاحية في الأحاجي الاصطلاحيَة”، ومنه نسخة وحيدة فريدة مميَزة بخطها الواضح الجميل، وهي محفوظة بالاسكوريال برقم: (432)، وهي مطبوعة عن دار ابن الجوزي، عمَان.

 

الفضل المنيف في المولد الشريف، ومنهُ ثلاثُ نسخ في برنستون، بمجموعة يهودا، برقم: (4553)، والمتحف البريطاني برقم: (640)، وبرلين بمجموع رقم: (2617).

 

كشف السِّرِّ المبهم في لزوم ما لا يلزم، ومنه عدَة نسخ في مكتبة الأسد الوطنية، ومن أجودها النسخة رقم: (7150)، وتقع في (114) ورقة، وهي تضم القسمين من الكتاب.

 

رشف الزُّلال في وصف الهِلال، ومنه نسخة في برلين برقم: (7064)، ونسخة أخرى في مكتبة عارف حكمت برقم: (107/810)، وتقع في (86) ورقة.

 

ومنهُ استفادَ جلال الدِّين السيوطي كتابهُ “رصف الآل في وصف الهلال”، الذي طبعَ ضمن مجموعة “التحفة البهيَة والطرفة الشهيَة”، بمطبعة الجوائب بالقسطنطينية، سنة 1302هـ.

 

نفوذ السَهم فيما وقع للجوهري من الوهم، ومنه نسختان، واحدة في المكتبة العمومية، يايزيد برقم: (6834)، وتقع في (109ورقات)، ومنها مصوَرة في مركز الوثائق والمخطوطات بالجامعة الأردنية، برقم: (1210)، والنسخة الثانية توجد في مكتبة شهيد علي، برقم: (2701)، وتقع في (95ورقة)، ومنها مصوَرة في جامعة أم القرى برقم: (331)، ومصوَرة في الجامعة الأمريكية ببيروت، على ميكروفيلم رقم: (492073).

 

حسنُ النَواهِد على ما في الصِّحاح من الشَواهد، أو “حلي النواهد”، وقد ذكرهُ الصفدي في كتاب “نفوذ السهم” في عدَة مواضع، وأحال عليه، ومنه نسخة وحيدة في العالم في برلين برقم: (6948)، وهي محفوظة باسم “شواهد الصحاح”.

 

الاقتصارعلى جواهر السلك في الانتصار لابن سناء الملك، ومنه نسخة وحيدة في دار صدَام للمخطوطات ببغداد.

 

عِبْرَة اللبيب بعثرةِ الكئيب، وهو ما يُسمى بالمقامة الأيبكيَة، لها نسختان، وهما: نسخة بودليانا، مجموع رقم: (34)، ونسخة عارف حكمت رقم: (3065عام)، تصنيف: (37/810).

 

ديوان الفصحاء وترجمان البلغاء، ومنه نسخة وحيدة في المكتبة القيصرية في فينَا برقم: (389)، وهي بخط الصفدي.

 

اختبار الاختيار: وجمعه من كلام الصفدي، تلميذُهُ علي بن الحسين المَوصلي، وجعله على خمسة أبواب، وهي: الباب الأوَل: في التقاليد والتواقيع، والباب الثاني: في الأجوبة الملوكية، والباب الثالث: في التهاني والتعازي، والباب الرابع: في الإخوانيات، والباب الخامس: في خطب الأصدقة.

 

ومن الكتاب نسخة في تشستربيتي برقم: (5183)، وتقع في (124ورقة)، وقد سقط منها الباب الخامس، المتعلق بخطب الأصدقة، ومنه أوراق في مكتبة الأسد الوطنية، برقم: (10227)، وتقع في (8ورقات)، ومنه نسخة في جامعة استانبول، القسم العربي، برقم: (3727)، وتقع في (115ورقة).

 

نسخة صداق المولى صلاح الدين موسى بن القاضي محيي الدِّين يحيى ابن فضل الله العمري، في برنستون، يهودا برقم: (4370) في أربع ورقات.

 

اختيار تضميخ التضمين، ومنه نسخة غير مكتملة في برنستون، مجموعة يهودا، برقم: (3925).

 

كتب الصفدي المفقودة:

 

جَرُّ الذَّيل في أوصاف الخيل.

 

زهر الخمائل في ذكر الأوائل.

 

حقيقة المجاز إلى الحجاز.

 

المقترح في المصطلح.

 

طراز الألغاز.

 

غُرَة الصبح في اللَّعب بالرُّمح.

 





المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى