Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
التاريخ الإسلامي

المختار من مناقب الأخيار لأبي السعادات ابن الأثير الجزري


المختار من مناقب الأخيار لأبي السعادات ابن الأثير الجزري

 

صدر حديثًا كتاب “المختار من مناقب الأخيار”، تأليف: الإمام “مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد ابن الأثير الجزري”، تحقيق: “مأمون الصاغرجي” – “عدنان عبد ربه” – “محمد أديب الجادر”، في ست مجلدات، نشر: “دار ابن كثير للنشر والتوزيع”.

 

وهذا الكتاب يحتوي على تراجم وأخبار وأقوال ومناقب أكثر من خمسمئة وخمس وثمانين من أخبار الصحابة، رضي الله عنهم. ويعد هذا الكتاب من كتب الزهد والرقائق مما عرض من أحوال الصحابة والتابعين وتابعيهم، وكذلك ذكر أخبارهم وأقوالهم ومناقبهم وزهدهم.

قال المحققون في مقدمته:

“مختاراتٌ من عيون أخبارِ السَّلَف من الصحابة والتابعين ومَنْ بعدَهم، وشذراتٌ من مناقبِهم ومآثرِهم وأقوالِهم، ومواقفهم النبيلة في الحياة، استخرجَها المؤلفُ من كُنوز التُّراث، وكُتُب الحديثِ والتراجم، التي زخرَتْ بالرقائق والحقائق، والتصوُّف الحقِّ، المستمَدُّ من روح الإسلام، وشريعتِه المطهَّرة. وقدَّمَها إلى القارئ بعبارةٍ رشيقة، وكلماتٍ دقيقة، فيها من طَيِّب الكلام، وعِطرِ الإسلام، ما تنصلِحُ بهِ القلوب، ويستدلُّ بها على علَّام الغيوب، تزدانُ بها خُطبةُ الخطيب، وكلمةُ الأديبُ، وقصيدةُ الشاعِر الأريب”.

وقد جعل ابن الأثير مدار الكتاب على قسمين:

القسم الأول: فيمن عُرف اسمه، والقسم الثاني: فيمن لم يعرف اسمه.

وينقسم القسم الأول إلى ثلاثة أبواب:

الباب الأول: في ذكر العشرة من الصحابة رضي الله عنهم المبشرين بالجنة.

الباب الثاني: في ذكر الرجال من الصحابة والتابعين ومن بعدهم، مرتبًا على حروف المعجم، وهو في فصلين:

الفصل الأول في الصحابة، والفصل الثاني في التابعين وغيرهم.

الباب الثالث: في النساء الصحابيات وغيرهن، مرتبًا على حروف المعجم.

وينقسم القسم الثاني إلى بابين، وهو مرتبٌ على أسماء بلادهم وجهاتهم، ملتزمًا فيه المتابعة بذكر الرجال ثم النساء، حيث جاء الباب الأول في الرجال، والباب الثاني في النساء.

وقد أراد ابن الأثير صناعة كتاب في مناقب الصحابة والتابعين على التوسط من غير إطالة أو إيجاز أو الاستئثار بترجمة علم عن غيره من الإعلام، وقام بتجريدها من الإسناد من باب عدم الإملال.

وللكتاب عدة نسخ خطية محفوظة بمكتبات العالم منها نسخة محفوظة بمكتبة “شستربيتي” بدبلن بأيرلندا تحت رقم 2-3441، ونسخة أخرى محفوظة بأكاديمية ليدن بهولندا تحت رقم 1090، ونسخة مصورة محفوظة بمعهد المخطوطات العربية، وأخرى مصورة بقسم المخطوطات بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.

وقد قام المحققون بتحقيق نسخ الكتاب وإثبات الفروق مع تخريج التراجم على كتب التراجم والتاريخ وتخريج الأحاديث النبوية وتفسير بعض ما أشكل من ألفاظ المتن، مع التقدمة للكتاب.

وصاحب الكتاب هو مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري ابن الأثير (544 – 606 هـ = 1150 – 1210 م)، ولد ونشأ في جزيرة ابن عمر على نهر دجلة شمال الجزيرة الفراتية، وإليها تنسب أسرته وجماعته، فيقال لهم (آل الجزري)، وهم من بني شيبان بن ثعلبة بن بكر بن وائل، هو الأخ الأكبر لابن الأثير الكاتب وابن الأثير الجزري، وجميعهم ذوو علم وفضل ومكانة. كان والدهم يشغل منصبًا رفيعًا لدى الأمير “مجاهد الدين قايماز”، ثم في سنة (565 هـ)، انتقل مع والده وأخوته إلى الموصل، وفيها نشأ وتلقى علومه ومعارفه، ثم اتصل بعز الدين مسعود الأتابكي، فقربه وجعله من خاصته وكتبته، وولاه ديوان الرسائل، إلا أنه آثر طلب العلم فانتقل بعد مدة إلى بغداد وتتلمذ على كبار علمائها.

أصيب بالنقرس فبطلت حركة يديه ورجليه. ولازمه هذا المرض إلى أن توفى في إحدى قرى الموصل، قيل: إن تصانيفه كلها، ألفها في زمن مرضه، إملاء على طلبته، وهم يعينونه بالنسخ والمراجعة.

ولما أُقعد آخرة عمره، جاء رجل مغربي فعالجه بدهن صنعه، فبانت ثمرته، وتمكَّن من مدِّ رجليه، فقال لأخيه عز الدين أبي الحسن علي بن الأثير: أعطه ما يرضيه، واصرفه، فقال أخوه: لماذا وقد ظهر النُّجح؟! قال: هو كما تقول، ولكني في راحة من صحبة هؤلاء القوم – يعني الأمراء والسلاطين – وقد سكنت نفسي إلى الانقطاع والدعة، وبالأمس كنت أُذِل نفسي بالسعي إليهم، وهنا في منزلي لا يأتون إليَّ إلا في مشورة مهمة، ولم يبق من العمر إلا القليل، فدعني أعش باقيه حرًا سليمًا من الذل، قال أخوه: فقلبت قوله وصرفت الرجل بإحسان. فلزم بيته صابرًا محتسبًا، يقصده العلماء، ويفد إليه السلاطين والأمراء، يقبسون من علمه، وينهلون من فيضه، حتى توفي رحمه الله بالموصل سنة 606 هـ.

قال الذهبي : “كان ورِعًا عاقلًا بهيًّا، ذا بِرٍّ وإحسان” وقال ابن الجوزي : “روى الحديث، وانتفع به النَّاس، وكان عاقلًا مهيبًا، ذا بر وإحسان”. وقال جمال الدين القفطي: “كاتب فاضل، له معرفة تامة بالأدب، ونظر حسن في العلوم الشرعية”. وقال ابن كثير : “كان ورعًا مهيبًا عاقلًا مهابًا ذا بر وإحسان”. ووصفه جلال الدين السيوطي أنه: “من مشاهير الْعلمَاء، وأكابر النبلاء، وأوحد الْفُضَلَاء” وقال ابن خلكان: “كان فقيهًا محدثًا أديبًا نحويًا عالمًا بصنعة الحساب والإنشاء ورعًا عاقلًا مهيبًا ذا بر وإحسان”.

من مصنفاته:

“جامع الأصول في أحاديث الرسول”.

“النهاية في غريب الحديث والأثر” – أربعة أجزاء.

“شافي العي في شرح مسند الشافعي”.

“البديع في علم العربية”.

“الإنصاف في الجمع بين الكشف والكشاف” – في التفسير.

“المرصع في الآباء والأمهات والبنات”.

“ديوان الرسائل”.

“المختار في مناقب الأخيار”.

“تجريد أسماء الصحابة”.

“منال الطالب، في شرح طوال الغرائب”.

“المصطفى والمختار في الأدعية والأذكار”.

“منال الطالب، في شرح طوال الغرائب” – في مجلد، جمع فيه من الأحاديث الطوال والأوساط ما أكثر ألفاظه غريب، وصنفه بعد انتهائه من كتابه “النهاية”.





المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى