Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
التاريخ الإسلامي

خرافة النباتية لليير كيث


خرافة النباتية لليير كيث

 

صدر حديثًا كتاب “خرافة النباتية”، تأليف: “ليير كيث”،ترجمة: “عمر فايد”، نشر: “دار مؤسسة صفحة 7 للنشر والتوزيع”.

 

وهذا الكتاب مثير للجدل، تتحدث فيه المؤلفة (ليير كيث) عن تجربتها النباتية لمدة 20 عامًا، والتي اكتشفت فيها لاحقًا أنها كانت على خطأ… وأنه للحصول على حالة صحية جيدة، لا داعي على الإطلاق لالتزام الطعام النباتي طيلة حياتك، يمكنك بكل بساطة تجنب منتجات السكر الأبيض والدهون المصنعة والكحول وتقليل اللحم قدر الإمكان وممارسة الرياضة!

وقد أحدث هذا الكتاب جدلًا واسعًا منذ صدوره، وأربك الكثير من معتنقي النظام النباتي، ووصل الأمر إلى تهديد صاحبته بالقتل من بعض متطرفي النباتيين!

حيث يكشف هذا الكتاب عن الخلفيات التي تدفع المرء إلى اعتناق النظام النباتي، والقطيعة مع الأنظمة الغذائية السائدة، كما يحملنا في رحلة صادمة إلى هذا الكوكب الذي نال من جماليته الإنسان، حيث ترى الكاتبة أن الأنظمة الغذائية الحديثة بتطرفها حطمت حياة الإنسان والحيوانات معًا، وتواجه أيدلوجية هذا الكتاب الخرافات المدمرة التي نعيش وفق قواعدها، وتتيح لنا طريق العودة إلى أجسادنا، وإلى الصراع من أجل إنقاذ هذا الكوكب.

ويتكون الكتاب من خمسة فصول كتبت بأسلوب بسيط ومناسب لكافة أنواع القراء.

الفصل الأول: لما هذا الكتاب؟

الفصل الثاني: النباتيون الأخلاقيون.

الفصل الثالث: النباتيون السياسيون.

الفصل الرابع: النباتيون الغذائيون.

الفصل الخامس: حتى ننقذ العالم.

ووضحت الكاتبة انسياقها وراء صيحات حميات إنقاص الوزم، والتزامها بنظام غذائي نباتي برؤية أيدلوجية صارمة، والتي بنت بينها وبين العالم قطيعة كبيرة، لتكتشف الكاتبة التدهور الذي حل بصحتها وسبب لها أضرارًا لا رجعة فيها.

تقول الكاتبة:

“النباتية ليست بالتغذية الكافية التي تصون وتصلح الجسد البشري. وكي أصف الأمر دون مواربة، سوف تدمرك. أعرف هذا. فبعد عامين من فترة حياتي النباتية التي عشتها، تدهورت صحتي، تدهورت بصورة كارثية. حدثت في جسدي مضاعفات تسببت في داء مفصلي انتكاسي سيلازمني لبقية حياتي.

بعد مرور ٦ أسابيع تعرضت لأول تجربة نقص سكر، بعد ثلاثة أشهر توقفت الدورة الشهرية، بعد عامين تأثر عمودي الفقري”.

وبيت الكاتبة أن النباتيون في منهجهم الصارم يصارعون نواميس الكون، ويتجنون على قانون الله في الطبيعة… بل إن خرافة “النظام الغذائي النباتي” أكذوبة كبرى فكما تقول الكاتبة: “إننا حضريون نعيش على المنتجات الصناعية، ولا نعرف أصل طعامنا. وهذا يشمل النباتيين، على الرغم من ادعائهم امتلاك الحقيقة”.

وقعَّدت الكاتبة لخرافة النباتية في فصول كتابها؛ فالتفاصيل التي ألمت بها الكاتبة طوال رحلة بحثها عن الحقيقة المجردة هي تفاصيل مشوقة حرفيًا ومعلومات جديدة وصادمة.. دون قصد من الكاتبة أن تجعل طرحها مثيرًا أو غير مألوف، فكانت ثمرة بحثها هذه بعيدة عن صياح وحشد النباتيين، وعجرفة وتضليل الشركات الكبرى والتي جعلتها أشبه بمن مشي على الحبل في طريقه لاكتناز المعرفة، فسردتْ مع تجربتها هذه أروع التفاصيل والمعلومات والحقائق والتي كانت أكثر من ممتعة ومقنعة للقارئ، وقد انطلقت الكاتبة من فلسفة مجردة عن كيف بدأ أمر الطبيعة على الأرض وكيف تطورت وانمحت فصائل وأنواع كاملة بسبب الزراعة، ليتكشف لنا مفهومًا جديدًا لامس فطرتنا، إن الزراعة مع إنها ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ إلا إنها أمر طارئ فيه، وخُيل إلينا مع طول الأمد أنها الطبيعة والفطرة السليمة وأنها السبيل الوحيد للحياة، وما هي إلا إفناء لها.

النباتات يتعين عليها أن تأكل أيضًا، إنها في حاجة إلى النيتروجين وفي حاجة إلى المعادن، عليك أن تستبدل ما تأخذه. والخيارات المتاحة أمامك هي إما الوقود الأحفوري أو منتجات الحيوانات.

تقول الكاتبة: “إن العشب والحيوانات العاشبة في حاجة إلى بعضها بعض بقدر حاجة الحيوانات المفترسة إلى الفرائس، وليست هذه علاقة من طرف واحد.. ليست هيمنة وتبعية، إننا لا نستغل بعضنا بعض بالأكل لكننا نأخذ أدوارنا”.

وتقول أيضًا:

“وهذا هو الجهل الذي تتوقف عنده خرافة النباتية. وجب على الحياة أن تقتُل، وأصبح وجودنا ممكنًا بفضل جثث بعضنا البعض ككائنات. ليس القتل هو الهيمنة: إنها الزراعة. إن الأطعمة التي يقول النباتيون أنها ستنقذنا هي نفسها الأطعمة التي تدمر العالم”.

وطرحت الكاتبة بديلًا عنها الزراعة المتعددة المستدامة التي يجدها المترجم الحل الأنسب لضرب أكثر من عصفور بحجر واحد بيئيًا وصحيًا واجتماعيًا.

ومع أن الكاتبة خالفت أفكار ووجهات نظر متأصلة عند القارئ العربي في مناحٍ أخرى تتعلق بالأديان والنسوية والتطور وزيادة السكان وربطت بينها وبين لب الموضوع، إلا أنها لم تخلّ باللوحة الكاملة والنسق العام للكتاب وخرجت أفكارها متسلسلة من ذهنٍ متقد، وما يخصنا فيها جوهر حديثها عن النباتية وأكذوبة ذلك النظام الغذائي.





المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى