تعقبات الإمام الرسعني على المفسرين لفيصل عباد عبد ربه الهذلي
تعقبات الإمام الرسعني على المفسرين لفيصل عباد عبد ربه الهذلي
صدر حديثًا كتاب: “تعقبات الإمام الرسعني على المفسرين”، تأليف: “فيصل بن عباد بن عبد ربه الهذلي”، تقديم: أ.د. “طه عابدين طه” أستاذ التفسير وعلومه بجامعة أم القرى، نشر: “دار الأوراق للنشر والتوزيع”.
وأصل هذا الكتاب أطروحة علمية لنيل درجة الماجستير في تخصص التفسير وعلوم القرآن، بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى، تحت إشراف أ.د. “إسماعيل بن عبد الستار بن هادي الميمني”، وذلك عام 1434 / 1435 هـ.
تتناول هذه الدراسة تعقبات الإمام الحافظ عز الدين عبد الرازق بن رزق الله الرسعني الحنبلي (ت 661 هـ) على غيره من المفسرين في تفسيره المسمى بـ”رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز”، وهو من التفاسير عظيمة القدر، كثيرة النفع، حفل بالفوائد، والاستنباطات، والتعقبات، والاختيارات، والترجيحات.
وقد أثنى العلماء على هذا التفسير، ووصفوه بأوصاف تدل على قيمته العلمية فقال فيه الذهبي: “صنف تصنيفًا حسنًا، يروي فيه بإسناده”.
وقال ابن رجب الحنبلي: “وصنف تفسيرًا حسنًا في أربعة مجلدات ضخمة، سماه “رموز الكنوز”، وفيه فوائد حسنة، ويروي فيه الأحاديث بإسناده”.
وقال ابن بدران عند حديثه عن تفاسير الحنابلة: “وأجل هذه التفاسير كلها وأنفعها، تفسير الإمام عبدالرازق بن رزق الله بن أبي بكر بن خلف بن أبي الهيجاء الرَّسْعَني، الفقيه المحدث الحنبلي”.
ثم قال: “وتفسيره “رموز الكنوز” وهو في أربعة مجلدات، وفيه فوائد حسنة، ويروي فيه أحاديث بإسناده، ويذكر الفروع الفقهية، مبينًا خلاف الأئمة فيها، وله مناقشات مع الزمخشري، ولقد اطلعت عليه، وارتويت من مورده العذب الزلال، وشنفت مسامعي بتحقيقه، وارتويت من كوثر تدقيقه، فرحم الله مؤلفه”.
وقد تعقب الباحث تعقبات الرسعني في تفسيره، في مواضع كثيرة، بلغت ستة عشر ومائة موضع، حيث نجد أن نقولات الرسعني عن غيره من الأئمة وافقهم في بعضها وتعقبهم في البعض الآخر، مما أوقد في ذهن الباحث فكرة البحث وهو تعقب تلك التعقبات بالتحرير والتحقيق للوقوف على الصواب قدر الإمكان، إلى جانب إلقاء الضوء على هذا التفسير، فهو من التفاسير الجامعة حيث جمع فيه مؤلفه إلى جانب التفسير: الحديث والفقه وكثيرًا من الفوائد والاستنباطات والترجيحات والتعقبات، ونجد أن من يتعقبهم الرسعني من كبار المفسرين كسعيد بن جبير، والضحاك، والسدي، ومقاتل، والفراء، والأخفش، والطبري، والزجاج، والماوردي، والواحدي، والزمخشري، وابن الجوزي، والعكبري.. وغيرهم، مما يدلل على قيمة موضوع البحث.
وهذا البحث هو دراسة تفسيرية مقارنة، تُجمع فيها الأقوال، ويُبَيََنُ الراجح منها بدليله.
ويتضح من خلال جمع هذه التعقبات والردود والزيادات والمناقشات أن مؤلفات التفسير ليست بجامدة، تنقل الأقوال فحسب؛ بل ناقشت وزادت ووافقت وخالفت، وكذلك خرجت بجديد يتفق مع أصول السلف في الجملة.
ونجد أن الرسعني يتقعب الزمخشري في كثير من اعتزالياته ويرد عليها، ويبين المسلك الصحيح وفق منهج أهل السنة والجماعة مما يدلل على كون هذا التفسير من تفاسير أهل السنة والجماعة، إلى جانب أن الإمام الرسعني يروي الأحاديث بإسناده إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – حيث ذكر ما يزيد على خمسمائة حديث، وهذا مما يقوي الجوانب التفسيرية في تفسيره.
ويتكون البحث من مقدمة وقسمين وخاتمة وفهارس لخدمة الدراسة على النحو التالي:
المقدمة وتشمل: أهمية الموضوع وأسباب اختياره، وأهداف البحث، والدراسات السابقة، وحدود البحث، وخطة البحث، والمنهج المتبع في البحث.
القسم الأول: الدراسة النظرية وتشتمل على فصلين:
الفصل الأول: التعريف بالإمام الرسعني وبكتابه “رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز” في مبحثين.
الفصل الثاني: معنى التعقبات، وصيغها عند الرسعني، ومنهجه فيها، وفيه مبحثان.
القسم الثاني: الدراسة التطبيقية، وتشمل تعقبات الإمام عبد الرازق الرسعني التفسيرية، في كامل القرآن، وهي مرتبة على ترتيب السور.
خاتمة: في نتائج وتوصيات البحث.
والرسعني هو العلامة عبد الرازق بن رزق الله بن أبي بكر بن خلف الإمام الحافظ المفسر عز الدين أبو محمد الرسعني الحنبلي المحدث.
كان عالمًا ومفسرًا، وكان إمامًا محدثًا أديبًا شاعرًا دينًا صالحًا.
ولد برأس عين سنة تسع وثمانين وخمسمائة.
وسمع أبا اليمن الكندي والأفتخار الهاشمي وجماعة من العلماء.
روى عنه الدمياطي والأبرقوهي.. كان أحد علماء الحنابلة، وعالم الجزيرة الفراتية في عصره، رحل إلى بغداد ودمشق وحلب في طلب الحديث، وولي مشيخة دار الحديث في الموصل.
وقد كانت وفاته في شهر ربيع الآخر في سنة إحدى وستين وستمائة.
من مؤلفاته:
• “درة القاري في الفرق بين الضاد والظاء”: في التجويد. هي مخطوطة تحتوي على ورقتين يتضمَّنان منظومةً من 32 بيتًا، أوضحَ فيها الإمام عز الدين الرسعني الفرق بين الضاد والظاء في القرآن الكريم.
• “رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز”: في التفسير. حيث اعتمد مؤلفه في بيان معاني الآيات أحسن طرق التفسير، فهو يفسر الآية بالقرآن وقراءاته، ثم بالأحاديث الواردة، ثم بأقوال الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين، مع إيراد أسباب النزول المروية عنهم، ثم باللغة العربية، ويسوق الأحاديث النبوية بأسانيده المتصلة إلى الرسول، والتفسير شامل أنواع شتى من فنون التفسير.