Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
التاريخ الإسلامي

من منطلقات العلاقات الشرق والغرب ( الحوار


من منطلقات العلاقات الشرق والغرب

(الحوار – طرَفا الحوار)

 

في السنوات الأخيرة ازداد الحوار المستمر بين الشرق والغرب، وأضحى يسمى اصطلاحًا “الحوار بين الإسلام والغرب”، وكأن الإسلام هو الطرف الأول والغرب هو الطرف الثاني في الحوار أو العكس.

 

المتمعن في هذا الاصطلاح يدرك الغرض من إطلاقه؛ إذ إن الإسلام ثقافيًّا منطلق واحد، يحمل أفكارًا محددة، مَنشؤها كتاب الله تعالى القرآن الكريم، وسنَّة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.

 

أما الغرب فهو تجميع لثقافات عدة، بعضها ينطلق من منطلق ديني؛ كالنصرانية واليهودية، وبعضها ينطلق من منطلق متناقض مع الدين ومحارب له في الحياة العامة؛ كالعلمانية الشاملة، والشيوعية والاشتراكية والإلحادية، ثم في صياغتها الأخيرة باسم العولمة الثقافية، وغيرها من الملل والنحل التي تقف طرَفًا آخر في هذا الحوار القائم الآن مع الإسلام.

 

الأصل أن يقوى الحوار ويستمر ويتخذ أشكالًا سلمية متعددة، بحسب المقام من حوارات فردية، أو جماعية علمية أكاديمية، أو فكرية، أو تجارية، أو اجتماعية؛ إذ لا يملك المرء اليوم إلا أن يكون طرفًا في هذا الحوار المستمر.

 

مع أن فكرة الحوار ليست جديدة على هذه الثقافة، إلا أنه يستغرب المرء تحفظ بعض المعنيين من الحوار مع الآخر بحجج، منها: ارتباط الحوار بالتنصير[1]، وارتباطه بالتهيئة للاحتلال، ونحو ذلك من حجج وقتية قد لا ترقى إلى العلمية الموضوعية،وليس لدينا نحن المسلمين ما نخفيه عن الآخر، ليتحفظوا على الحوار معه[2]، وليس لدينا كذلك ما نخشاه من أن نصل إلى نتيجة مَرْضيَّة في الحوار؛ إذ إن المقصود من الحوار ليس النجاح فيه هدفًا، بل إن النجاح وسيلةٌ لا غاية، وعدم النجاح يعزى إلى المحاور، وليس إلى الموضوع المتحاور فيه،وإنما الغاية هي نقل المعلومة الصحيحة عن الإسلام، وتلقي المعلومة الصحيحة عن الثقافات الأخرى، ليكون هناك إقناع واقتناع.

 

أهم من هذا كله: أن يقوم الحوار على المعلومة الصحيحة الواضحة، وأن يقوم على الندية بين المتحاورين، وأن تكون هناك نقاطُ تلاقٍ، كما تكون هناك نقاط اختلاف، ليكون للحوار مغزى وثمرة دونما خوف من الغرب على الشرق/ الإسلام، أو خوف من الشرق/ الإسلام على الغرب[3]،وقد أبدع فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد في حديثه، بل أحاديثه عن الحوار، وطرقه وآدابه وأصوله، ونشر هذا في أكثر من مكان ومقام[4]، فيرجع إليه؛ لِما فيه من فائدة مهمة في مجال الحوار بين المسلمين وغيرهم[5].


[1] انظر: التبشير والحوار في: سعود المولى،الحوار الإسلامي المسيحي: ضرورة المغامرة/ قدم له الشيخ محمد مهدي شمس الدين بيروت: دار المنهل اللبناني، 1996م/ 1416هـ ص 127 – 136.

[2] جرى في المجمع الفاتيكاني الثاني (فاتيكان اثنين)، الذي عقد سنة 1965م، الوصول إلى إحدى عشرة نقطة، هي جملة قرارات المجمع، وهي على النحو الآتي:

1- تبرئة اليهود من دم المسيح عيسى ابن مريم – عليهما السلام.

2- اقتلاع اليسار في عقد الثمانينيات.

3- اقتلاع الإسلام في عقد التسعينيات.

4- توصيل الإنجيل إلى البشر كافة.

5- توحيد الكنائس كافة تحت لواء كاثوليكية روما.

6- فرض عملية التنصير على المسحيين كافة، الكنسيون منهم والعلمانيون.

7- استخدام الكنائس المحلية في عمليات التنصير.

8- فرض بدعة الحوار أسلوبًا للتنصير.

9- إنشاء لجنة خاصة للحوار.

10- إنشاء لجنة خاصة لمهمات تنصير الشعوب.

11- تغيير اسم لجنة محاكم التفتيش.

انظر: زينب عبدالعزيز، حرب صليبية بكل المقاييس مرجع سابق ص 27 – 53.

[3] انظر: عبدالله عبدالدائم،العرب والعالم وحوار الحضارات دمشق: دار طلاس، 2002م ص 136.

[4] انظر: صالح بن عبدالله بن حميد،أصول الحوار وآدابه جدة: دار المنارة، 1415هـ/ 1994م ص 40.

[5] انظر: في آداب الحوار: عمر بن عبدالله كامل،آداب الحوار وقواعد الاختلاف في: المؤتمر العالمي عن موقف الإسلام من الإرهاب الرياض: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، 1425هـ/ 2004م ص 34.



المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى