Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
التاريخ الإسلامي

الأذان


الأذان

واجهَتِ المسلمين بعد إتمام بناء المسجد النبوي مشكلةٌ في طريقة التبليغ التي تجمعهم للصلاة في وقت واحد، لكل وقت من الأوقات الخمسة، وكانوا يجتمعون وفق التوقيت بلا إعلام؛ مما يجعل مجيئهم متفاوتًا وفق اجتهاد كل واحد منهم، وطُرحت المشكلة على المسلمين، فقال قائل: نستخدم البوق كما يفعل اليهود، والنبي صلى الله عليه وسلم لا يحب موافقة أهل الكتاب في مثل هذه الأمور الدينية التي تحتاج للمفارقة، وخصوصية الدين الإسلامي في إقامة شعائره وتميزها عن الآخرين، وإشعار المسلم بشخصيته المتفردة، خصوصًا وأن أهل الكتاب قد انحرفوا عن نهج شريعتهم باجتهادات وأهواء لم يعد من المسلَّم به أنها من الدين الذي جاء به أنبياؤهم؛ فتقليدهم معناه الاعتراف بما أحدثوه وابتدعوه من جهة، وإلى جر المسلمين إلى الانحراف وفتح بابه في هذا الدين الفتيِّ من جهة أخرى، وحتى يسلَمَ أمر المسلمين ينبغي لهم التفرد والتميز وإتاحة الفرصة للمواهب وحث الفكر للعبقرية الإسلامية في الإبداع وعدم تعطيل الفكر في التقليد وأخذ الفكر الجاهز من غيرنا، وفي هذا إنقاص ودعوة للخمول؛ لذلك لم يقر النبي صلى الله عليه وسلم من أتى في هذا الموضوع بفكرة مسبوقة كالبوق والناقوس وإشعال النار، وتركهم يفكرون بما هو أسمى من ذلك؛ لأن هذا الأمر سيكون شعارًا أبديًّا للمسلمين إلى قيام الساعة، وفي ليلة ساجية هادئة أجلي من سمائها الشياطين ورفرفت فيها الملائكة فملأت دروبها وبسطت فوق الأرض أجنحتها، رأى عبدالله بن زيد بن ثعلبة من الخزرج النداء، فأتى مبكرًا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إنه طاف بي هذه الليلة طائف، مر بي رجل عليه ثوبان أخضران يحمل ناقوسًا في يده، فقلت له: يا عبد الله، أتبيع هذا الناقوس؟ قال: وما تصنع به؟ قال: ندعو به إلى الصلاة، قال: أفلا أدلك على خير من ذلك؟ قال: وما هو؟ قال: تقول: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح، حيَّ على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله.

 

فلما أخبر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال له: ((إنها لرؤيا حق إن شاء الله تعالى، فقُمْ مع بلال فألقها عليه فليؤذن بها؛ فإنه أندى صوتًا منك))، فلما أذَّن بها بلال سمعها عمر بن الخطاب وهو في بيته، فخرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يجر رداءه وهو يقول: يا نبي الله، والذي بعثك بالحق، لقد رأيت مثل الذي رأى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فلله الحمد)) – على ذلك – وورد أن عمر بن الخطاب كان يريد أن يشتري خشبتين للناقوس، فرأى في المنام: لا تجعلوا الناقوس، بل أذنوا للصلاة، فذهب عمر ليخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما رأى، وكان قد سبقه الوحي، فما راع عمر إلا وبلال يؤذن، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((قد سبقك بذلك الوحيُ)).



المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى