Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
التاريخ الإسلامي

اسم الفاعل في التراكيب العربية دراسة وظيفية لصباح الغانمي


اسم الفاعل في التراكيب العربية دراسة وظيفية لصباح الغانمي

 

صدر حديثًا كتاب “اسم الفاعل في التراكيب العربية دراسة وظيفية”، تأليف: د. “صباح دعير صيني الغانمي”، نشر: “دار كنوز المعرفة للنشر والتوزيع”.

 

وأصل هذا الكتاب أطروحة علمية تقدم بها الباحث لنيل درجة الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها من كلية الآداب بالجامعة المستنصرية ببغداد، وأشرف على الرسالة د. “لطيفة عبد الرسول الضايفي”، وذلك عام 2013 م.

وهذا الكتاب المشتق يعالج اسم الفاعل في الأنساق العربية، ويثير إشكالية منهجية وسمت الدراسات التقليدية، وهي إشكالية عامة فصلت المستويات اللسانية بعضها على بعض، فلم تحقق تلك الدراسات الكفاية النظرية والإجرائية لتمظهرات اسم الفاعل التركيبية.

وتأتي هذه الدراسة لتكوّن محاولة جادة في تناول هذا المفهوم وصفًا وتحليلًا وضبطًا، وقصد البحث أن يسهم في تبيان الوظيفة الاشتقاقية في النسق النحوي، تلك الوظيفة المتشكلة في أوضح صورها باسم الفاعل، وأثر هذا المشتق في إقامة علاقات تركيبية ودلالية.

ويسلك هذا البحث لتحقيق غاياته سبيلًا تجريبيًا يروز أنساق اسم الفاعل وأنماط تشكلاته النحوية في الاستعمال العربي، ويستقرئ الاحتمالات الممكنة في الخطاب العربي الفصيح، في ضوء نظر يستمد التراث الإسلامي بتبصراته النحوية والأصولية والبلاغية، ويسترفد معطيات الدرس اللساني الحديث باتجاهه الوظيفي ليثري هذا المشغل اللساني بأطر نظرية ونماذج إجرائية تحقق للمفهوم الاشتقاقي كفاية لسانية من حيث الاستدلال والتفسير.

وقد جاءت الدراسة في تمهيد وثلاثة فصول وخاتمة، مهد الكاتب بذكر المنهج الذي اعتمده القدماء في بحوثهم، مع الإشارة إلى الاختلاف فيما بينهم، وعرض نماذج لهذا الاختلاف.

وبحث في الفصل الأول عن المميز الجوهري لاسم الفاعل، وتطلب الوقوف عليه كثيرًا من المباحث، درسها النحاة، أو الأصوليون، أو الفلاسفة، مع التنبيه على ما له مساس بمحل الدراسة، وقام الباحث بإفراد بحث في المادة، وآخر في الهيئة، ودراستهما على عدة مستويات، مستوى المعنى الاصطلاحي، ومستوى الدلالة، وناقش بعض الآراء بخصوص اسم الفاعل.

والفصل الثاني بحث فيه المعاني التي تترتب على تمييز اسم الفاعل عما عداه، فتناول النسب الناقصة والتامة وأثرهما في بيان المعنى الوظيفي لاسم الفاعل، وبين اختلاف وضع اسم الفاعل والصفة المشبهة عن وضع هيئة الجملة الخبرية، وتناول أيضًا ارتباط المعاني الوظيفية المذكورة بمنشأ عمل المشتقات ومنها عرج إلى اختلاف صيغ المشتقات وألفاظها المسموعة، حيث بين أن قيمة جوهر اللفظ في تحديد هويته.

أما الفصل الثالث فجعله في صورة دراسة تطبيقية على النماذج التي عرضها لاستعمال اسم الفاعل في التراكيب العربية، ورأى الباحث أن يوجه نظر القارئ إلى أنه في التطبيق لم يبتعد عما ظن صحته من الدراسات الحديثة، ولكن نعى على بعض الدراسات إيغالها وانجرارها وراء ما هو دخيل وغريب عن لغتنا العربية الكريمة، لغة القرآن الكريم، لهذا تركزت تلك النماذج التطبيقية على نصوص القرآن الكريم وأشعار العرب المستشهد بكلامهم، وانصبت عنايته على المركبات، ليستكشف من ذلك هوية الكلمة، وهي هوية اسم الفاعل الحقيقية، وهي الطريقة المثلى لمعرفة كيفية التعامل معه.

وبالخاتمة أجمل نتائج البحث التي توصل إليها، واعتمدها في الكشف عن ماهية اسم الفاعل، وحقيقته، وهي تساعد أيضًا على استكشاف ماهية كثير من المشتقات الوصفية.

وعلى الرغم من سلسلة الأبحاث التي تواترت على المشتقات عمومًا واسم الفاعل خاصة فإن هذا البحث ينماز بما حققه من عمق النظر، وبما اتخذه من منوال وظيفي يحلل المستويات التركيبية والدلالية والتداولية، وهو مسعى جَهدَ في تحصيله وتحقيقه الباحثُ لثلاثة أعوام متواصلة، وضمن دائرة تجمع الدراسات البينية للوصول إلى أكفأ التصورات وأجدرها بالظاهرة الاشتقاقية في اللسان العربي قدرة وإنجازًا، حيث جاء البحث حلقة واصلة ومنوالًا فاعلًا بين الثابت والمتغير من الفكر اللساني.





المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى