موصل الطلاب إلى قواعد الإعراب للشيخ خالد الأزهري
موصل الطلاب إلى قواعد الإعراب للشيخ خالد الأزهري
صدر حديثًا في طبعة جديدة كتاب “موصل الطلاب إلى قواعد الإعراب“، تأليف: العلامة النحوي الشيخ “خالد بن عبدالله الأزهري” (838 – 905 هـ)، اعتنى به: “علاء الدين عطية“، قدَّمَ له: د. “أيمن الشوَّا“، نشر “دار الفيحاء للنشر والتوزيع“.
وهذه الطبعة تمتاز بأنها طبعة جديدة مشجرة بالجداول الشارحة للتيسير على طلاب علم النحو، ومقابلة على عدة نسخ خطية للكتاب، إلى جانب إلحاق “منظومة الزواوي في نظم “قواعد الإعراب لابن هشام”” للعلامة زيان بن فائد الزواوي (796 – 857 هـ)، وهي أرجوزة وضعها “زيان الزواوي” في اثنين وستّين ومئة بيتًا، يبسط بها متن كتاب “الإعراب عن قَوَاعِدِ الْإِعْرَابِ” للإمام العلامة أبي محمد عبد الله بن يوسف بن هشام الأنصاري (ت 741 هـ).
وكتاب “مُوْصِلُ الطُّلابِ إِلى قَوَاعِدِ الإعْرَابِ” تأليفُ العلَّامة الشَّيخ “خَالِد بْنِ عَبْدِ الله الأزْهَرِيِّ” شرحَ به كتاب ابن هشام الأنصاري “الإعراب عن قَوَاعِدِ الْإِعْرَابِ”، وهو كتاب ذو منهج فريد لم يسبق إليه في التأليف النحوي، فموضوعاته هي الجملة بأحكامها، وشبه الجملة، وبيان معاني واستعمالات طائفة من الكلمات التي يكثر شيوعها في الكلام، وإيضاح أسباب أولية في الإعراب يحتاج إليها المبتدئون، وهذا الكتاب كان النواة الأولى لأعظم إنتاج علمي نحوي لابن هشام وهو كتاب “مغني اللبيب عن كتب الأعاريب” كما صرح بذلك في مقدمته.
وبذلك نجد أن كتاب “الإعراب عن قواعد الإعراب” كتاب وجيز، لكنه جمع خلاصة وافية دقيقة لطائفة من مسائل النحو تشتد إليها حاجة طلاب العربية ولا توجد في صورتها هذه بكتاب آخر.
ونتيجة لاختصار أبواب كتاب “الإعراب” لابن هشام وإيجازه، عمد الشيخ “خالد الأزهري” إلى بسطه، وشرح أبوابه، وضرب الأمثلة عليه، لجملة طلاب اللغة العربية.
وكانت سائر طبعات الكتاب القديمة طبعات حجرية بها سقط وتصحيف، لذا كانت الحاجة لإعادة طبع الكتاب طبعة عصرية حديثة خالية من مشاكل الطبعات السابقة، مع التقدمة للكتاب ببيان موضوعه، وأهميته العلمية، ومنهج العمل في التحقيق، وترجمة صاحب المتن والشارح.
والشارح هو أبو الوليد زين الدين خالد بن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن أحمد الجرجاوي الأزهري (838هـ/1434م – 905هـ/1499م)، يُعرَف بالوقاد.
هو نحويٌ مصري من جرجا، عاش في القرن التاسع الهجري، درَّس في الأزهر الشريف بالقاهرة، وكان متخصصًا في علوم المنطق والبلاغة والنحو. يَعُدُّه مؤرِّخو النحو العربي من نحاة المدرسة المصرية الشامية.
ولِدَ “خالد الأزهري” في مدينة جرجا بالصعيد، وانتقل بصحبة والده إلى القاهرة وهو لا يزال طفلًا، وفي القاهرة حفظ القرآن ونشأ في الأزهر، وعمل هناك وقَّادًا.
بدأ الأزهري دراسته بعد أن أسقط فتيلةً من النار على كراسة أحد طلاب الأزهر، فشتمه الطالب وعيَّره بالجهل، فتأثَّر من ذلك وقرَّر أن يترك الوقادة ويشتغل بالعلم بعد أن بلغ من العمر ستًا وثلاثين سنة.
أخذ علوم البيان والبديع والنحو والعربية والمنطق عن شمس الدين السخاوي وأبي العباس الشمني، غير أنَّه اهتمَّ بعلم النحو أكثر من غيره، وبعد تبحُّرِه بعلوم اللغة بدأ بتدريس الطلاب العربية، واشتهر من تلامذته ابن الحاجب النحوي.
ذاع صيته بعد ذلك وأصبح من أهمِّ علماء عصره، وألَّف عددًا من الكتب في النحو، وتميزت مؤلفاته النحوية بالعناية الفائقة بالخلاف النحوي، وكان يكثر من ترديد آراء ابن هشام الأنصاري، وهذا لم يمنعه من تخطئته في كثير من الأحيان، ويلاحظ على مؤلفاته أنَها لم تتضمن آراء جديدة، فهو قلما يجتهد من عنده، وجهده الأعظم ينصب في تنظيم المسائل الخلافية في النحو وعرضها بصورة متقنة وذكر حجة وتعليل كل المتخالفين بوضوح لم يسبقه أحد.
تُوفِّي خالد الأزهري أثناء عودته من رحلة الحج في اليوم الرابع عشر من شهر محرم سنة 905هـ، وعمره آنذاك سبعة وستون عامًا.
تنسب إليه المؤلفات التالية:
• “الألغاز النحوية” (مطبوع، فرغ من تأليفه يوم عرفة سنة 896).
• “التصريح بمضمون التوضيح”.
• “تمرين الطلاب في صناعة الإعراب” (فرغ من تأليفه سنة 886، يُسَمَى أيضًا “التركيب” و”إعراب ألفية ابن مالك”).
• “الزبدة في شرح البردة”.
• “شرح الآجرومية”.
• “المقدمة الأزهرية في علم العربية”.
• “شرح المقدمة الأزهرية في علم العربية”.
• “موصل الطلاب إلى قواعد الإعراب”.
• “إعراب الآجرومية”.
• “إعراب الكافية”.
• “تفسير آية: لا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ”.
• “الحواشي الأزهرية في حل ألفاظ المقدمة الجزرية” (في التجويد، فرغ من تأليفها سنة 867 هـ).
• “القول السامي على كلام عبد الرحمن الجامي” (تعليق على كتاب “الفوائد الضيائية” لعبد الرحمن الجامي).
• “مختصر الزبدة في شرح البردة”.