قراءة نقدية أنثروبولوجية لضياء الجنابي
لامية العرب: قراءة نقدية أنثروبولوجية لضياء الجنابي
صدر حديثًا كتاب “لامية العرب: قراءة نقدية أنثروبولوجية“، تأليف: “ضياء الجنابي“، نشر “دائرة الثقافة“- الشارقة.
وهذا الكتاب يهدف للتعريف بقصيدة من عيون الشعر العربي الجاهلي، وهي قصيدة “لامية العرب” للشنفرى، ودراستها دراسة نقدية تحليلية لمكوناتها التناصية والشعرية.
ولامية العرب، قصيدة طويلة من عيون الشعر العربي، ومن أشهر قصائده قديمًا وحديثًا، للشاعر الشنفرى، أحد الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي، ومطلعها:
أقيموا بني أمي صدور مطيكم
فإني إلى قوم سواكم لأميلُ
فقد حُمّتِ الحاجاتُ والليلُ مقمرٌ
وشُدّتْ لِطِيّاتٍ مطايا وأرحل
|
وتقع في ثمانية وستين بيتًا، وتأتي شهرة هذه القصيدة من المعاني التي تضمنتها، فكثير منها مما يفخر به العربي، لأنها حملت معظم القيم والأخلاق الحميدة التي يحبّ العربي أن يتجمّل بها، وأن تُذكر على أنها من صفاته، كما أنها “تصور تصويرًا حيًا حياة الصعلوك الجاهلي وروحه البدوية الوحشية”، وتُعَدّ أحد المتون اللغوية المهمة.
وقد لقيت “لامية العرب” اهتمامًا بالغًا من طرف الشارحين والمحققين، “وتعتبر من أشهر قصائد الشنفرى، بل هي من أشهر ما أبدع الشعراء العرب قديمًا وحديثًا، وشهرتها الأدبية واللغوية بلغت الآفاق، كما لقيت اهتمامًا بالغًا من طرف المستشرقين، فأكبوا عليها يدرسونها ويترجمونها إلى لغات أوروبية مختلفة؛ لأنهم وجدوا فيها صورة متقنة لحياة الأعراب في الجزيرة العربية، فكان اهتمامهم بها لغرض اجتماعي، كما كان اهتمام العرب بها لغرض لغوي، بالإضافة لما تحويه من فنية الصور وجمالية الوصف ودقة التعبير وصدق العواطف وغيرها من جماليات الإبداع الأدبي”
والشنفرى هو عمرو بن مالك الأزدي، من بني الحارث بن ربيعة، شاعر جاهليّ من الشعراء الصعاليك وهو من أفتك الشعراء الصعاليك وأكثرهم عدائية، ويرجع إلى قبيلة الأزد وهي قبيلة من قبائل اليمن القديمة، واسمه يعني في العربية “صاحب الشفاه الغليظة”.
وقد نشأ في قبيلة “فهم” بعد أن تحولت إليها أمه بعد أن قتلت الأزد والده، ويرجح أنه خص بغزواته بني سلامان الأزديين ثأرًا لوالده وانتقامًا منهم، وكان الشنفرى سريع العدو لا تدركه الخيل حتى قيل: “أعدى من الشنفرى”، وكان يغير على أعدائه من بني سلامان برفقة صعلوك فتّاك هو “تأبط شرًا” وهو الذي علمه الصعلكة، وقد عاش الشنفرى في البراري والجبال وحيدًا حتى ظفر به أعداؤه فقتلوه قبل 70 عامًا من الهجرة النبوية.
وتتخذ هذه الدراسة من “لامية العرب” للشنفرى نموذجًا للكشف عن الظواهر اللغوية والاجتماعية والنفسية والفنية في شعر الصعاليك، هذه الظواهر التي تنتظم شعر صعاليك العرب الجاهليين أمثال عروة بن الورد والسليك بن السلكة.
وتنقسم الدراسة إلى سبعة فصول، على النحو التالي:
الفَصْلُ الأَوّل: أَهَّمُ الكتبِ والمَخطُوطاتِ التي تناولتْ “لاميّة العرب”.
الفصلُ الثّاني: ظَاهرةُ الصَّعاليك، أَضواءٌ على نشأتهم وحركتِهم الاجتماعيّة والسياسيّةِ.
الفَصْلُ الثَّالِث: القَصائدُ المسمّاةُ الّلامِيّاتُ الشَّائِعَةُ فِي الشِّعرِ العَرَبِي.
الفَصْلُ الرَّابِع: الشَّنْفَرَى شَاعِرِ لَامِيَّةِ العَرَب.
الفَصْلُ الخَامِس: بَعْضُ سِمَاتِ شِعْرِ الصَّعَالِيك.
الفَصْلُ السادس: في مدار قصيدة “لاميّة العرب”.
الفَصْلُ السابع: نصُّ “لاميّة العرب” مع شرح موجز.
ونجد أن الباحث توقف عند كل واحد من فصول الكتاب بالشرح والنقاش، مبينًا سمات شعر “الصعاليك” والأسباب التي أدت لنشأة ظاهرة “الصعلكة” مناقشًا أثرها على “لامية الشنفرى” موضوع الدراسة ومحورها الرئيسي.