قوادح الإيمان لعيسى بن عبد الله السعدي

قوادح الإيمان لعيسى بن عبد الله السعدي
صدر حديثًا طبعة جديدة من كتاب “قوادح الإيمان“، تأليف: د. “عيسى بن عبد الله السعدي“، نشر: “مكتبة الرشد للنشر والتوزيع“.
ويسعى هذا البحث إلى تعريف الإيمان عند أهل السنة، والمخالفين لهم (الوعيدية والمرجئة.. وغيرهم)، مع ذكر قوادح الإيمان الثلاثة: الكفر، الكبيرة، الصغيرة. وعرّف بكل واحدة، وآثارها.
فالإيمان مدار سعادة الدنيا والآخرة؛ فلابد أن يعرف المسلم حقيقته، ولابد أن يعرف ما يقدح في أصله أو كماله؛ لأن فضائل الإيمان وآثاره لا تحصل تامة لأهلها إلا بشرط السلامة من قوادح الإيمان؛ ولهذا كانت محل اهتمام أهل العلم، فكتبوا فيها كتابات كثيرة وجليلة، لكن ضبطها قد يشق على القارئ العادي؛ فرأى الكاتب جمع أصولها، واختصر الكلام فيها في نقاط موجزة، ومباحث مجملة.
وتكلم الكاتب عن آثار الإيمان، وآثار المعاصي، وعقوبات الذنوب القدرية.
والمباحث التي قام عليها مدار البحث هي:
1- معنى الإيمان وفضائله وآثاره.
2- معنى الصغيرة وأهم أحكامها.
3- معنى الكبيرة وأهم آثارها.
4- معنى الكفر وأنواعه.
5- معنى النفاق وأنواعه.
6- معنى الشرك وأنواعه.
7- معنى البدعة وأهم آثارها.
8- عقوبات الذنوب القدرية.
وبين الكاتب في دراسته أن مذهب السلف في أصحاب الكبائر يتلخص في أمرين:
أحدهما: أثر الكبيرة على اسم الإيمان؛ فالكبيرة عند السلف ترفع اسم الإيمان المطلق؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (لايزْنِي الزانِي حِينَ يزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَسْرِقُ السارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلايَشْرَبُ الخمْرَ حِينَ يَشْرَبها وَهُوَ مُؤْمِنٌ) فدل هذا النص ونظائره على أن الكبيرة تؤثر على الإيمان، وترفع اسمه المطلق. ولكن الكبيرة عندهم لا ترفع مطلق الإيمان؛ لدلالة النصوص على بقاء الإيمان مع الكبيرة، كقوله تعالى: ﴿ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ﴾ [الحجرات: 9]؛ فكان السلف بهذا القول وسطًا بين إفراط الوعيدية وتفريط المرجئة؛ لأن الوعيدية رفعوا عن صاحب الكبيرة مطلق الإيمان، والمرجئة أعطوه الإيمان المطلق.
والثاني: أثر الكبيرة على أهلها في الآخرة؛ فالسلف يثبتون وعيد الكبائر، ويقطعون بإنفاذه في حق بعضهم؛ لقوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ [النساء: 48] فأخبر أن مغفرته تقع لبعض العصاة دون بعض، ويجزمون مع هذا بأمرين عظيمين:
١- أن القطع بإنفاذ وعيد الكبيرة إنما يكون على سبيل الإجمال، فلا يقطع بإنفاذه في حق معين؛ لاحتمال أن يقوم به مانع من موانع إنفاذ الوعيد، كالحسنات الماحية، والمصائب المكفرة، والشفاعة المقبولة، والعفو المحض؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ﴾ [هود: 114] وقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ [النساء: 48]، وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يموت لمسلم ثلاثة من الولد فيلج النار إلا تحلة القسم)، وقال: (ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلًا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه)، وقال: (شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي)، وقال: (خَمسُ صَلَواتٍ كَتَبهنَّ اللهُ على العبادِ، فمن جاء بهنَّ لم يُضَيِّعْ منهنَّ شَيئًا استِخفافًا بحَقِّهنَّ، كان له عند الله عَهدٌ أن يُدخِلَه الجنَّةَ، ومن لم يأتِ بهنَّ فليس له عند اللهِ عَهدٌ؛ إن شاء عَذَّبه، وإن شاء أدخَلَه الجنَّةَ).
٢- أن من شاء الله تعالى أن ينفذ وعيده من أصحاب الكبائر فإنه لا يخلد في النار؛ لأن الله تعالى يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان؛ قَالَ صلى الله عليه وسلم: (يدخلُ أهلُ الجنَّةِ الجنةَ، وأهلُ النارِ النارَ، ثُمَّ يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: أخرِجوا من كان في قلبِهِ مثقالُ حبَّةِ من خردَلٍ من إيمانٍ، فيخرُجونَ منها قدِ اسوَدُّوا، فيُلْقَونَ في نهرِ الحياةِ، فينبُتونَ كما تنبُتُ الحِبَّةُ في جانِبِ السيلِ، ألم ترَ أنَّها تخرجُ صفراءَ ملتويَةً)، وقال: (إذا أراد الله رحمة من أراد من أهل النار أمر الله الملائكة أن يخرجوا من كان يعبد الله فيخرجونهم ويعرفونهم بآثار السجود وحرم الله على النار أن تأكل أثر السجود فيخرجون من النار فكل ابن آدم تأكله النار إلا أثر السجود فيخرجون من النار قد امتحشوا فيصب عليهم ماء الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل)، قال ابن كثير: (تواترت الأحاديث عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه يخرج من النار من كان في قلبه أدنى مثقال ذرة من إيمان).
والكاتب هو “عيسى بن عبد الله السعدي الغامدي” أستاذ العقيدة بجامعة الطائف، من مؤلفاته:
1- موانع إنفاذ الوعيد.
2- الوعد الأخروي.
3- حقيقة المثل الأعلى وآثاره.
4- دلالة الأسماء الحسنى على التنزيه.
5- المحو والإثبات في المقادير.
6- ميثاق الإيمان.
7- دراسات في دلالات المثلات.
8- شذرات من سمات الإسلام.
9- مدخل لعقيدة السلف.
10- الخلاصة في العلو والكلام والرؤية.
11- المختصر في مسائل الإيمان.
12- المختصر في الأديان والفرق.
13- المختصر في المذاهب الفكرية المعاصرة.
14- مقاصد كتاب التوحيد.