Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
التاريخ الإسلامي

الإمام الأوزاعي


الإمام الأوزاعي

هو عبدالرحمن بن عمرو بن محمد أبو عمرو الأوزاعي، ولد سنة 88 هـ.

 

والأوزاع بطن من حِـمْـيَر، وقيل: إنه وُلد ببعلبك سنة 88 هـ، ونشأ بالبقاع يتيمًا في حجر أمه، وكانت تنتقل به من بلد إلى بلد، ونزل دمشق بمحلة الأوزاع خارج باب الفراديس.

 

أدرك خلقًا من التابعين، وحدَّث عن الكثيرين من سادات المسلمين؛ كمالك بن أنس والثوري والزُّهْري.

 

من أقوال العلماء فيه:

قال مالك: كان الأوزاعي إمامًا يُقتدَى به.

 

وقال سفيان بن عيينة: كان الأوزاعي إمام أهل زمانه، وقد حجَّ مرةً فدخل مكة وسفيان الثوري آخذ بزمام جمله، ومالك بن أنس يسوق به، والثوري يقول: أفْسِحوا للشيخ.. حتى أجلساه عند الكعبة.

 

وعن مالك: اجتمع عندي الأوزاعي والثوري وأبو حنيفة، فقلت: أيهم أرجح؟ قيل: الأوزاعي.

 

وقال يحيى بن معين: العلماء أربعة: الثوري وأبو حنيفة ومالك والأوزاعي.

 

كان رحمه الله كثير العبادة حسن الصلاة، ورِعًا، ناسِكًا، طويل الصمت، قال الوليد بن مسلم: ما رأيت أحدًا أشدَّ اجتهادًا من الأوزاعي في العبادة.

 

أفتى في سنة 113 هـ وعمره يبلغ خمسًا وعشرين سنة، ثم لم يزل يفتي حتى مات. وكان أكرم الناس وأسخاهم، فكان ينفق ماله العريض في سبيل الله.

 

رحل الأوزاعي من دمشق ونزل بيروت مرابطًا بأهله وأولاده بعد زوال دولة بني أمية، واجتمع بالمنصور حين نزل الشام، وأكرمه المنصور وقرَّبه. وكان لا يلحن في كلامه، وكانت كتبه تَرِد إلى المنصور، فينظر فيها، يتأملها ويتعجَّب من فصاحتها وحلاوة عبارتها.

 

من أقواله: العلم ما جاء عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وما لم يجئ عنهم فليس بعِلْم، وإذا أراد الله بقومٍ شرًّا فتح عليهم باب الجدل، وسدَّ عنهم باب العلم والعمل.

 

وكان يقول: عليك بآثار مَن قد سلف وإن رفضك الناس.

 

وقد تأدَّب الأوزاعي بنفسه، فلم يكن أعقل منه ولا أورع ولا أعلم ولا أفصح ولا أوقر ولا أحلم ولا أكثر صمتًا منه في زمانه. ما تكلم بكلمة إلا كان المُتَعَيَّن على مَن سمعها من جلسائه أن يكتبها عنه مِن حُسنها.

 

وكان الأوزاعي إمامًا في الفقه والحديث، وكان لا يُبَارَى في المغازي والسِّيَر، وأجمع المسلمون على عدالته وإمامته، وطريقتُه هي طريقةُ السلف الصالح رضوان الله عليهم مِن الأخذ بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة.

 

توفي الإمام الأوزاعي رحمه الله ببيروت مرابطًا، واختلفوا في سنة وفاته، وأصحُّ الروايات أنه مات سنة 157 هـ، وعلى هذا يكون قد مات عن عمر يبلغ تسعًا وستين سنةً، وقيل: سبعًا وستين.

 

وقيل: إن سبب موته أن امرأته أغلقت عليه باب الحمام فمات فيه، ولم تكن عامدة ذلك.

 

وقيل: الذي أغلق عليه باب الحمَّام صاحب الحمام، أغلقه وذهب لحاجة له، ثم رجع ففتح الحمام فوجده ميتًا، قد وضع يده اليمنى تحت خده، وهو مستقبل القبلة رحمه الله.

 

المراجع:

البداية والنهاية لابن كثير.

 

سير أعلام النبلاء للذهبي.





المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى