Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
التاريخ الإسلامي

قصة سيدنا هود عليه الصلاة والسلام


قصة سيدنا هود عليه الصلاة والسلام

 

الفصل الأول: نسبه وقبيلته عليه السلام:

يرجع نسب هود عليه السلام- كما اتفق أهل الأنساب- إلى سام بن نوح، وإن اختلفوا في عدد الآباء أو أسمائهم الذين هم بين هود وسام بن نوح.

 

ذُكر نبي الله هود في القرآن الكريم سبع مرات، وذُكرت قبيلته- وهي عاد- سبعًا وعشرين مرة، وهو من هذه القبيلة التي كانت تسكن الأحقاف، فهو أخو عاد الذي أنذرهم بالأحقاف، والأحقاف جبال من الرمل في اليمن يقال: إنها بين عمان وحضرموت في بلد هناك يقال لها: الشحر، وهي الآن في اليمن، وهي بلد زراعي.

 

وعاد قوم هود من العرب، والعرب تنقسم إلى ثلاثة أقسام كما قيل: عرب عاربة بائدة، وعرب عاربة باقية، وعرب مستعربة.

 

وهود من عاد، وعاد من العرب العاربة البائدة، ومثلهم قوم صالح، وهم ثمود، وطسم، وجُديس، هؤلاء كلهم من العرب العاربة البائدة التي لم يبقَ منها أحد، وكانوا يسكنون الخيام ذوات الأعمدة الضخمة، كما قال الله تبارك وتعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ ﴾ [الفجر: 6، 7]، وعاد إرم هم: عاد الأولى قوم هود، وعاد الثانية قيل: هم ثمود قوم صالح عليه السلام، وقيل: هم من سبأ بن قحطان، فالعلم عند الله تبارك وتعالى.

 

الفصل الثاني: وهم أول من عبد الأصنام مِنْ ذرية نوح عليه الصلاة والسلام:

بعدما جاء الطوفان وعَمَّ الأرض كما قال عليه الصلاة والسلام: ﴿ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا ﴾ [نوح: 26]، فقد عَمَّ الطوفان الأرض كلَّها، ولم يبق إلا ذرية نوح كما ذكرنا في قول الله تبارك وتعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ ﴾ [الصافات: 77]، وهكذا تناسلت هذه الذرية حتى وصلت إلى قوم عاد.

 

وهم من نسل ابن نوح، فأول من عبد الأصنام من ذرية نوح قبيلة عاد، وكانت أصنامهم ثلاثة: صَدى، وصمود، وهَرى أو هَباء.

 

الفصل الثالث: هل بين نوح وهود أنبياء؟

قوم هود عليه السلام ذكروا بعد نوح مباشرة، كما في قول الله تبارك وتعالى عن هود أنه قال لقومه: ﴿ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ ﴾ [الأعراف: 69]؛ ولذلك المشهور أنه ليس بين نوح وهود نبي، وقيل: بينهم أنبياء، ولكن الشاهد من هذا أن عادًا علموا بما حدث لقوم نوح؛ ولذلك ذكَّرهم نبي الله هود بنعمة الله عليهم؛ إذ جعلهم من بعد قوم نوح صلوات الله وسلامه عليه، وعندما نقرأ القرآن الكريم نجد أن الله تبارك وتعالى يذكر قصة هود مع قومه بعد قصة نوح كما في سورة الشعراء[1]، وسورة المؤمنون[2]، وسورة الأعراف[3]، مما يدل على أنه ليس بين قوم عاد وقوم نوح نبي.

 

الفصل الرابع: فصل: الصفات الخَلْقية لقوم هود عليه السلام:

أعطاهم الله تبارك وتعالى بسطةً في الخلق كما قال لهم هود: ﴿ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً ﴾ [الأعراف: 69]، فكانت أجسامهم عظيمة، وهناك روايات فيها مبالغات كثيرة جدًّا عن أجسامهم، منها أن أحدهم كان إذا وضع رجله على الأرض خرقها، وغير ذلك من الروايات الممجوجة التي لا يمكن أن تُقبَل، ولكن لا شك أن أجسامهم كانت عظيمة ويكفينا قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((خلق الله آدم على صورته، طوله ستون ذراعًا، فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن))[4]، فآدم هو أعظم مخلوق خلقه الله تبارك وتعالى من الإنس، ثم الخلق بعد ذلك يَقْصُر إلى يومنا هذا، وهم لهم خِلْقَةٌ عظيمةٌ كما بيَّن الله تبارك وتعالى في قوله: ﴿ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً ﴾ [الأعراف: 69]، وقال الله عنهم: ﴿ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ ﴾ [الفجر: 8]، وقال: ﴿ فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ﴾ [فصلت: 15].

 

الفصل الخامس: فصل: إرسال هود إلى قومه وموقفهم من ذلك:

أرسل الله تبارك وتعالى نبيه هود صلوات الله وسلامه عليه، وهو كسائر الأنبياء دعوتهم واحدة، وهي الدعوة إلى عبادة الله تبارك وتعالى وحده لا شريك له، فكان موقفهم كموقف قوم نوح من نوح، وسيكون موقف الأقوام من بعدهم كموقفهم من أنبيائهم، فكان موقف قوم هود من هود عليه السلام أن وجهوا الاتهامات إليه، وهي:

أولًا: أنهم اتهموه بالسفه، فقالوا: ﴿ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ ﴾ [الأعراف: 66].

 

ثانيًا: اتهموه بالكذب، فقالوا: ﴿ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴾ [الأعراف: 66].

 

ثالثًا: اتهموه بالجنون صلوات الله وسلامه عليه، فقالوا: ﴿ إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ ﴾ [هود: 54]؛ أي: في عقلك، وهذه الاتهامات التي اتهموا بها هودًا[5] صلوات الله وسلامه عليه هي الاتهامات نفسها التي اتهم بها الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، كما قال الله تبارك وتعالى: ﴿ أَتَوَاصَوْا بِهِ ﴾ [الذاريات: 53]؛ أي: أتواصت هذه الأمم على هذه الاتهامات التي توجه إلى الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، يقول الله تبارك وتعالى: ﴿ كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ﴾ [الذاريات: 52]، فليس بجديد إذًا على هود أن يتهم بهذا، فقال اتهم بهذا نوح من قبله صلوات الله وسلامه عليه، وليس بجديد على من يأتي بعد هود على أن يُتهم بهذه الاتهامات، وفي قولهم: ﴿ إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ ﴾ [هود: 54] يريدون بهذا الكلام: بث الرعب في قلب هود صلوات الله وسلامه عليه من آلهتهم كما قال- جل وعلا-: ﴿ ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ ﴾ [آل عمران: 175]؛ أي: يخوفكم أولياءَه، ﴿ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 175]، ولقد خوِّف إبراهيم صلوات الله وسلامه عليه، فكان رده عليهم: ﴿ وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الأنعام: 81]، هذا التخويف الذي خوفوا به هودًا صلوات الله وسلامه عليه، وقالوا: ﴿ إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ ﴾ [هود: 54]، وكان الرد من هؤلاء عجيبًا، وذلك أنه قال لهم: ﴿ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ * إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [هود: 54 – 56]، فقوله: ﴿ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ ﴾ موقف مِلْؤه التحدي، مِلْؤه الإيمان، مِلْؤه الثقة التامة والتوكل العظيم على الله تبارك وتعالى، هم يقولون: ﴿ إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ ﴾، فيرد عليهم ويقول: ﴿ إِنِّي أُشْهِدُ ﴾، ثم أشهدكم أنتم، ﴿ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ ﴾ من هذه الآلهة، فلتفعل ما شاءت، ﴿ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ﴾ أنتم وآلهتكم ﴿ ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ ﴾ وسبب هذا التحدي: ﴿ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ ﴾ الذي هو أعظم من آلهتكم جميعًا، بل هو: ﴿ رَبِّي وَرَبِّكُمْ ﴾، هو خالقكم ﴿ مَا مِنْ دَابَّةٍ ﴾ كل ما يدب على وجه هذه الأرض، على وجه البسيطة ﴿ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ﴾ الناصية مُقَدَّم الشعر، والأخذ بالناصية يعني: يقودها قودًا رغمًا عنها، ولكن بدون ظلم حيف ﴿ إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ لا يظلم سبحانه وتعالى. هذا الموقف من هود عليه الصلاة والسلام ليس بجديد على أنبياء الله صلوات الله وسلامه عليهم، فقد مَرَّ بنا موقف نوح عليه السلام إذ قال لقومه: ﴿ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ ﴾ [يونس: 71]، وهذا هود يعيد الكرة، فيكرر ما فعله أخوه في الدين، بل أبوه نوح عليه السلام. وانظر إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم حين فَرَّ الناس عنه في غزوة حنين، والمشركون مقبلون عليه، فيقبل وحده على المشركين ويصيح بهم قائلًا: ((أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب))[6] صلوات الله وسلامه عليه، ثقة تامةٌ، ويقينٌ جازمٌ، وتوكلٌ عظيمٌ على الله تبارك وتعالى لا يكون إلا من أمثال هؤلاء الرجال؛ ولذلك اختارهم الله على علم ﴿ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ﴾ [الأنعام: 124]، ثم قال لهم هود صلوات الله وسلامه عليه: ﴿ فَإِنْ تَوَلَّوْا ﴾ [هود: 57] يعني: إن توليتم ﴿ فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ ﴾ [هود: 57]، أدَّيت الذي عليَّ ﴿ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴾ [الأحقاف: 9]، فهو أدَّى ما عليه مِنَ البلاغ من أمر الله له أن يدعوهم، ثم قال: ﴿ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ ﴾ [هود: 57] فالأمر على الله يسير ﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ ﴾ [يس: 82] ﴿ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا ﴾ [هود: 57].

 

فالله لا تنفعه طاعة ولا تضُرُّه معصية كما قال سبحانه في الحديث القدسي: ((يا عبادي، لو أن أوَّلكم وآخركم، وإنسكم وجِنَّكم كانوا على أتقى قلب رجل منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئًا، يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئًا))[7].

 

﴿ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ ﴾ [هود: 57]، وهذا مصداقه في حديث ابن عباس رضي الله عنه لمَّا قال له النبي صلى الله عليه وسلم: “واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك بشيء؛ لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك”[8]، أليس هذا واقع قوم نوح مع نوح عليه السلام؟ أليس هذا واقع قوم هود مع هود عليه السلام؟ أليس هذا واقع قوم إبراهيم مع إبراهيم عليه السلام؟ أليس هذا واقع قوم محمد مع محمد صلى الله عليه وسلم؟ ولكنَّ الناس متفاوتون في الإيمان، في اليقين، في التوكل، في الثقة بالله تبارك وتعالى، فهذا نوح عليه الصلاة والسلام يقول لقومه: ﴿ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ﴾ [هود: 55] وهود كذلك: ﴿ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ﴾، كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم: ((لو أن الأمة اجتمعت على أن يضروك بشيء))، الأمة اجتمعت على ضرِّ نوح فلم يضروه، اجتمعوا على ضرِّ هود فلم يضروه، إذًا أنت لو اجتمعوا على أن يضروك فلن يضروك، ليس لأنك مثل نوح أو مثل هود؛ بل لأن الله أخبر بهذا، وما دام الله لم يكتب هذا الشيء فلن تُصاب إلا بما كُتِبَ فقط ﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا ﴾ [التوبة: 51].

 

رابعًا: تَمَسَّكوا بما كان عليه الآباء والأجداد: ﴿ قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا ﴾ [الأعراف: 70].

 

خامسًا: أنكروا البعث فقالوا: ﴿ أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ * هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ * إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ ﴾ [المؤمنون: 35 – 37] هكذا قالوا، أنكروا البعث، وهذا كقول من يقول: إنما هي أرحام تدفع وأرض تبلع، قيامة! حساب! جنة! نار! لا، حياة ثم موت، وينتهي الأمر كله.

 

سادسًا: العناد، استخدموا العناد مع هود عليه الصلاة والسلام، قالوا: ﴿ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ * إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ ﴾ [الشعراء: 136، 137]، وفي هذه الآية قراءتان سبعيتان صحيحتان: الأولى: ﴿ خُلُقُ الْأَوَّلِينَ ﴾، وهي قراءة عامَّة القراء، الثانية: “خَلْقُ الأولين” بفتح الخاء، وسكون اللام، وهي قراءة أبي جعفر، وأبي عمرو بن العلاء، وكل قراءة لها معنى، فعلى القراءة الأولى: ﴿ إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ ﴾ [الشعراء: 137]؛ أي: هذه عادة الأولين يموتون وينتهي الأمر. وأما على القراءة الثانية: “إن هذا إلا خَلْق الأولين” فيحتمل أمرين اثنين:

الأول: يقصدون أنَّ خلقهم كخلق الأولين، نموت كما ماتوا، نحيا كما حيوا، لا نُبعث، كما لم يبعثوا إلى الآن، أين الأولون؟ أبُعِثُوا؟ لم يُبعثوا، إذًا نحن نموت، ولن نبعث كذلك، ماتوا ونموت، عاشوا ونعيش، لم يُبعثوا، لن نبعث، نحن كالأولين.

 

الثاني: أي: من الاختلاق، وهذا الكلام الذي تقُولُه يا هود هو اختلاق الأولين؛ أي: كذب الأولين؛ أي: إنك تكذب يا هود فيما تقول إن هناك يومًا آخر.

 

سابعًا: واجهوه بالكذب والبهتان فقالوا: ﴿ يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ ﴾ [هود: 53] ﴿ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ ﴾ أنكروا أن يكون أتاهم ببينة، وهذا كذب منهم وافتراء، وذلك أن الله تبارك وتعالى يقول: ﴿ تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ ﴾ [الأعراف: 101]، والله أصدق قيلًا سبحانه وتعالى، الله أخبرنا أن الرسل جاءوا بالبيِّنات، قال سبحانه وتعالى: ﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ ﴾ [الحديد: 25]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من الأنبياء إلا أُعطي من الآيات ما على مثله آمن البشر))[9]، يعني الآيات والبيِّنات.

 

الفصل السادس: فصل: الأساليب الدعوية التي استخدمها هود عليه السلام مع قومه:

أولًا: أسلوب الرفق واللين: فنجد أن قومه اتهموه بالسَّفَهِ، فقالوا: ﴿ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ ﴾ [الأعراف: 66]، فماذا كان رَدُّه عليهم؟ قال: ﴿ قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأعراف: 67]، فاستخدم معهم اللين، وقوله: ﴿ يَا قَوْمِ ﴾ [الأعراف: 67] فيه تلطُّف وتودُّد.

 

ثانيًا: أسلوب النصح والتوجيه، فقال لهم: ﴿ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ ﴾ [الأعراف: 68].

 

ثالثًا: التذكير بنعمة الله عليهم، فقال لهم عليه السلام: ﴿ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً ﴾ [الأعراف: 69]، وقال كذلك: ﴿ وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ * أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ * وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴾ [الشعراء: 132 – 134] فذكَّرهم بنِعَم الله سبحانه وتعالى عليهم.

 

رابعًا: الترغيب بالخير عن طريق الاستغفار والتوبة، فقال ﴿ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إلى قُوَّتِكُمْ ﴾ [هود: 52].

 

خامسًا: أسلوب الترهيب، فقال لهم لما آذوه، وبلغ الأذى مداه: ﴿ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ ﴾ [الأعراف: 71] أنتم سميتموها، آباؤكم سموها آلهة لكن في حقيقة الأمر ليست آلهة، أنتم قلتم: إنَّ (صَدَى) إله، (صَمُود) إله، (هَبَاء) إله، فهل هي آلهة حقيقية؟ ليست آلهة، ما هي إلا أسماء سميتموها أنتم، لا تنفع نفسها، ولا تدفع الضرَّ عن نفسها فضلًا عن أن تنفع أو تضر غيرها.

 

سادسًا: أسلوب التحدي، فقال: ﴿ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ ﴾ [هود: 54، 55]؛ إذًا قصة هود صلوات الله وسلامه عليه مع قومه هي كقصص من سبقه والذين يأتون بعده، وهي قصة الدعوة إلى الله تبارك وتعالى، والدعوة إلى توحيده- جل وعلا- ينادي بها عبد مؤمن من عباد الله تبارك وتعالى في ظلمات كثيفة، قال الله تبارك وتعالى: ﴿ وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴾ [الأعراف: 65] وهذه هي أُخُوَّة الطين، وأما قول الله تبارك وتعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ [الحجرات: 10] فهي أُخُوَّة الدين، وهذه الأُخُوَّة التي يذكرها الله تبارك وتعالى عن نوح مع قومه، وعن هود مع قومه، وعن صالح مع قومه، وهكذا سائر الأنبياء، فهم أُخُوَّة الطين؛ أي: النسب، أما أُخُوَّة الدين فهي لا تكون إلا بين المؤمنين، فما كان جواب قومه إلا أن قالوا له: ﴿ إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ ﴾ [هود: 54، 55]، ثم قال لهم هود: ﴿ أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ * وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ ﴾ [الشعراء: 128، 129]؛ أي: تبنون في كل مكانٍ مرتفعٍ بناءً عظيمًا كالقصور ونحوها عبثًا، يبنون القصور ولا يسكنونها، يبنون القصور العظيمة ويسكنون في الخيام، ﴿ أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ ﴾ [الشعراء: 128]؛ أي: مكان ﴿ آيَةً ﴾ [الشعراء: 128] من الجمال، آيةً من القوة؛ آيةً من المتانة، لكن عبثًا تعبثون ﴿ وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ ﴾ [الشعراء: 129].

 

الفصل السابع: وافد عاد:

وفي الحديث الصحيح عن الحارث بن حسان البكري قال: خرجتُ أشكو العلاء بن الحضرمي[10] إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيت بالرَّبَذَةِ[11] امرأة عجوزًا من بني تميم، فقالت له: إلى أين؟ قال: أنا ذاهب إلى المدينة، قالت: خذني معك أخشى أن أسافر وحدي، فأخذها معه، فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: “هل كان بينكم وبين تميم شيء؟” [يعني قتال بين بكر وتميم] قال: نعم، وكنت لنا الدَّبَرة[12]، ومررت بعجوز من بني تميم منقطع بها، فسألتني أن أحملها إليك، وهي معي فأذن لها، فدخلت العجوز، فقال البكري للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، أرأيت أن تجعل بيننا وبن بني تميم حاجزًا، فاجعل الدهناء، فإنها كانت لنا، فحميت العجوز واستوفزت، وقالت: يا رسول الله، فإلى أين تضطر مُضَرَك؟ [والرسول من مُضَر، وتميم من مُضَر، وهذا البكري من ربيعة]، قال: فالتفتُّ إليها، فقلتُ: والله ما مثلي ومثل هذه العجوز إلا كما قال الأول: مِعزى حملتْ حتفها، حملتُ هذه المرأة، ولا أشعر أنها كانت لي خَصمًا، أعوذ بالله أن أكون كوافد عاد، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((وما وافد عاد؟))، وهو أعلم بالحديث منه ولكن يستطعمه، فقال الرجل: يا رسول الله، إن عادًا قحطوا، فبعثوا وفدًا لهم يقال له: قِيل، فمر بمعاوية بن بكر، وذكر القصة التي ذكرناها قريبًا[13]، إذًا أرسل الله عليهم هذه الريح العظيمة، وهي ريح عقيم لا خير فيها، لا تحمل المطر، ولا تلقح الشجر، ولكنها تحمل الموت والدمار- والعياذ بالله- كما قال الله تبارك وتعالى: ﴿ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [الأحقاف: 24]، ريح تدمر كل شيء، ووصفها بأنها الريح العقيم؛ أي: التي لا نفع فيها كالمرأة العقيم التي لا ولد فيها، كذلك هذه ريح عقيم، لا خير فيها، ولكن كلها- والعياذ بالله – شر وأذى، قال الله تبارك وتعالى: ﴿ وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ ﴾ [هود: 58]، فما نجا من عذاب الله إلا هود ومن آمن معه من قومه.

 

عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح قال: ((اللهم إني أسألك خيرها، وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به))، وإذا تخيلت السماء [يعني: من الخوف صلوات الله وسلامه عليه]، فإذا مطرت سُرِّي عنه، فعرفْت ذلك في وجهه، قالت عائشة فسَألْتُه: لماذا تفعل هذا؟ فقال: “لعله كما قال قوم عاد: ﴿ فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا ﴾ [الأحقاف: 24]”[14].

 

فأهلك الله عادًا، دمَّرها عن بكرة أبيها، إلا ما وقع من النجاة لهود ومن آمن معه، وهذا مرثد بن سعد بن عفير من قوم عاد الذين خرجوا يستسقون لعاد، وكان قد آمن بهود لما بلغه ما فعل الله بعاد قال هذه الأبيات:

 

وخرج إلى هود صلوات الله وسلامه عليه.

 

الفصل الثامن: الدروس والعبر من قصة هود عليه السلام

أولًا: أن عاقبة الغرور وخِيمةٌ، وقد قيل: كم قصم الغرور من ظهور ﴿ مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ﴾ [فصلت: 15].

 

ثانيًا: أن الصبر في الدعوة واللين مع المدعوين أمر مطلوب ﴿ قَالَ يَاقَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ ﴾ [الأعراف: 67، 68]، وهكذا يجب على الإنسان إذا دعا إلى الله تبارك وتعالى.

 

ثالثًا: أن الريح جند من جنود الله تبارك وتعالى، عذَّبَ بها أقوامًا كما في قوم هود صلوات الله وسلامه عليه، وسخرها لآخرين كما سخرها لسليمان ﴿ فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ ﴾ [ص: 36]، فهي جند من جنود الله تبارك وتعالى يسخرها الله تبارك وتعالى لمن أطاعه، ويعذب بها من عصاه.

 

رابعًا: بيان أهمية التوكل على الله تبارك وتعالى، وذلك أن المتوكل على الله يكون جريئًا لا يهاب أحدًا كما فعل هود مع قومه ﴿ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ﴾ [هود: 55].

 

خامسًا: اتخاذ المباني الفخمة للخيلاء أمر مذموم ﴿ أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ ﴾ [الشعراء: 128]، أما إذا كانت هذه المباني الضخمة للحاجة فجائز، كما تتخذ مثلًا الحصون أو السدود أو أن الإنسان يتحدث بنعمة الله تبارك وتعالى ويسكن، هذا لا بأس به أبدًا، وإنما البأس كل البأس فيمن يتخذ هذه للخيلاء والفخر على الناس جميعًا.

 

وأخيرًا، لا يوجد لذكر عاد شيء في الكتب القديمة، أعني التوراة والإنجيل، وهذا لعله من حسد بني إسرائيل للعرب؛ لأن عادًا من العرب، يريدون أن يقولوا إن جميع الأنبياء من بني إسرائيل، وهلاكهم كان استئصالًا كما قال الله تبارك وتعالى: ﴿ فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ ﴾ [الحاقة: 8]، فلم يبقَ منهم أحد.

 

والله المستعان.

 

فائدة قرآنية مباركة:

قال الله تبارك وتعالى: ﴿ وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ ﴾ [هود: 59]، وهذه الآيات لم تُذكر لنا؛ لأن القرآن ليس كتاب تاريخ حتى يذكر لنا كل شيء بالتفصيل، ولكنه كتاب هداية، وكتاب دعوة، وهو منهج يذكر الله لنا ما ننتفع به في حياتنا الدنيا، وفي أُخْرانا عند الله تبارك وتعالى.


[1] وذلك في قوله تعالى: ﴿ كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴾ [الشعراء: 123 – 125].

[2] وذلك في قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ * فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴾ [المؤمنون: 31، 32].

[3] وذلك في قوله تعالى: ﴿ وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴾ [الأعراف: 65].

[4] أخرجه البخاري (3326)، ومسلم (2841) من حديث أبي هريرة.

[5] يجوز فيه الصرف والمنع، فيُقال: هود وهودًا.

[6] أخرجه البخاري (2864)، ومسلم (1776) من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه.

[7] أخرجه مسلم (2577).

[8] أخرجه أحمد (1/ 293، 307)، والترمذي (2516)، وصححه الألباني؛ انظر: “صحيح الجامع” (7957).

[9] أخرجه البخاري (4981)، ومسلم (152) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

[10] وهو والي البحرين.

[11] الرَّبَذَةِ: من قرى المدينة على ثلاثة أميال، قريبة من ذات عرق على طريق الحجاز؛ “معجم البلدان” (2/ 309).

[12] يعني: نحن انتصرنا.

[13] أخرجه الإمام أحمد في “المسند” (3/ 382)، والطبراني في ” المعجم الكبير” (3325)، وحسن إسناده الحافظ ابن حجر في “فتح الباري” (8/ 442)، والعلامة الألباني في “سلسلة الأحاديث الضعيفة”.

[14] أخرجه مسلم “صحيحه” (899).





المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى