الحق الواضح المبين في الذب عن عرض الصادق الأمين لقذلة بنت محمد القحطاني
الحق الواضح المبين
في الذب عن عرض الصادق الأمين لقذلة بنت محمد القحطاني
صدر حديثًا كتاب “الحق الواضح المبين في الذب عن عرض الصادق الأمين عليه الصلاة والسلام”، تأليف: د. “قذلة بنت محمد بن عبد الله القحطاني”، توزيع: “دار الإصباح للنشر”.
وينطلق هذا البحث من إثبات مكانة النبي – صلى الله عليه وسلم – في ظل الهجمات الشرسة والحرب الحاقدة على عرض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، والتي تتجدد يومًا بعد يوم، لذا كان كان واجبًا على أبناء الإسلام أن يهبوا لنصرة نبيهم الكريم والذب عن عرضه، وبذل دماءهم وأموالهم دون عرضه الشريف – عليه الصلاة والسلام – إيفاءً بمحبته وتقديمه على النفس والمال والولد وهذا برهان الصدق.
لذا كان هذا البحث في جملة من خصائصه الشريفة وإثبات نبوته المباركة، والرد على بعض شبهات المستشرقين قديمًا وحديثًا حول النبي – صلى الله عليه وسلم – وسيرته الشريفة.
وجاء هذا البحث في مقدمة وفصلين رئيسين تندرج تحتهما عدة مباحث ومطالب:
الفصل الأول: وفيه مبحثان:
المبحث الأول: إثبات نبوة محمد – صلى الله عليه وسلم -، وذلك من خلال عدة دلائل:
أولًا: تأييده بالمعجزات العظيمة وأعظمها القرآن الكريم.
ثانيًا: إثبات نبوته – صلى الله عليه وسلم –من خلال النظر في أحواله قبل البعثة وبعدها.
ثالثًا: إثبات نبوته – صلى الله عليه وسلم –من خلال ما أخبر به من قصص الأنبياء وأخبار السابقين.
رابعًا: إثبات نبوته – صلى الله عليه وسلم – بإثبات وجود جنس الأنبياء ابتداء.
خامسًا: بعثته في زمن كان الناس بأشد الحاجة إلى رسول.
سادسًا: البشارة بنبوة محمد– صلى الله عليه وسلم –في الكتب السابقة.
المبحث الثاني: عموم رسالة محمد – صلى الله عليه وسلم -:
وناقشت فيه الكاتبة في معنى عموم رسالته، وهل شاركه أحد من الأنبياء في هذا العموم، والخلاف في عموم رسالة نوح عليه السلام، ومبحث في هل ينافي عموم رسالته – صلى الله عليه وسلم – كون القرآن أنزل بلغة العرب؟
الفصل الثاني: شبه منكري نبوة محمد – صلى الله عليه وسلم -، وناقش فيه الكاتب أبرز الشبه التي أثارها المستشرقون في مصادر الوحي، وهي امتداد لشبه المشركين أثناء بزوغ شمس الرسالة النبوية حيث تعددت شبههم وأقوالهم التي هي أوهى من بيت العنكبوت، والمحور الأساسي في جميع هذه الشبه هو دعواهم: “إن الوحي أمر نابع من نفس محمد – صلى الله عليه وسلم – وفعله” ومن ثم تعددت تلك الشبهات وتنوعت ونجملها فيما يلي:
الشبهة الأولى: الدعوى بأنه – صلى الله عليه وسلم – ساحر.
الشبهة الثانية: الزعم بأن ظاهرة الوحي نابعة من محمد – صلى الله عليه وسلم – وتصوراته.
الشبهة الثالثة: دعوى الأخذ من الديانات السابقة كاليهودية والنصرانية، والمجوسية، والوثنية.
الشبهة الرابعة: الزعم بأن ظاهرة الوحي ما هي إلا نتيجة لحالات عصبية مرضية، تعتري النبي صلى الله عليه وسلم.
الشبهة الخامسة: الزعم بأن محمدًا – صلى الله عليه وسلم – كان شاكًا في الوحي.
وقد فندت الكاتبة كل شبهة على حدة بالدلائل والبراهين، مبينة شاهد بعث تلك الشبهة في كتب المستشرقين حديثًا، ومدى تغلغلها في الفكر الحداثي في عدم قداسة النص واستخدام المنهج العقلي في إثبات نبوة محمد – صلى الله عليه وسلم -، ومن ثم تنوعت وسائل الكاتبة في رد الشبهة بين منهج الاستدلالي النقلي والبرهان العقلي المنطقي في تفنيد أركان الشبهة ودواعيها وأشهر القائلين بها من المستشرقين.
ونجد أن الكاتبة حرصت على توثيق نقولها واستشهاداتها طوال مباحث الكتاب، مستدركة في الحواشي على بعض المفاهيم الخاطئة التي أثارها العقلانيون الحداثيون حول ظاهرة الوحي وأحداث السيرة النبوية.
تقول الكاتبة:
“وأود أن أؤكد أن هذه الحملات على شراستها وما تكنُّه من حقد وكيد للإسلام لا تعدو أن تكون أقوالًا جوفاء لا تنقص من مكانة هذا النبي العظيم ومنزلته في قلوب العالم أجمع، بما حوى من الديانات والمذاهب والاتجاهات.
حيث يقر المنصفون منهم على جلالته وتعظيمه في نفوس أعدائه عبر التاريخ.
فقد ذكر المؤرخون كيف كانت ملوك النصارى يعظمون الكتاب الذي يبعث به النبي صلى الله عليه وسلم.
يقول الحافظ ابن حجر: “ذكر السهيلي أنه بلغه أن هرقل وضع الكتاب في قصبة من ذهب تعظيمًا له، وأنهم لم يزالوا يتوارثونه حتى كان عند ملك الفرنج الذي تغلب على طليطلة ثم كان عند سبطه فحدثني بعض أصحابنا أن عبدالملك بن سعد أحد قواد المسلمين اجتمع بذلك الملك فأخرج له الكتاب فلما رآه استعبر وسأل أن يمكّنه من تقبيله فامتنع” ا.هـ.
ويقول المستشرق الكندي د. زويمر في كتابه “الشرق وعاداته”:
“إن محمدًا كان ولا شك من أعظم القواد المسلمين الدينيين ويصدق عليه القول بأنه كان مصلحًا قديرًا وبليغا فصيحًا وجريئًا مغوارًا ومفكرًا عظيمًا، ولا يجوز أن ننسب إليه ما ينافي هذه الصفات، وهذا قرآنه الذي جاء به وتاريخه يشهدان بصحة هذا الادعاء” ا.هـ.
ويقول الإنجليزي برناردشو في كتابه (محمد):
“إن العالم أحوج ما يكون إلى رجل في تفكير محمد، هذا النبي الذي وضع دينه دائمًا موضع الاحترام والإجلال، فإنه أقوى دين على هضم جميع المدنيات، خالدًا خلود الأبد، وإني أرى كثيرًا من بني قومي قد دخلوا هذا الدين على بينة، وسيجد هذا الدين مجاله الفسيح في هذه القارة” ا.هـ.
وهذا غيض من فيض، وأحسب أن في طيات هذه الحملات نصر عظيم، وفتح للإسلام ونشر له في أوساط أوروبا وأمريكا والعالم أجمع.
والكاتبة د. “قذلة بنت محمد القحطاني” المشرفة المركزية بالإدارة العامة لوحدات التربية الإسلامية بوزارة التربية والتعليم، والمحاضرة بكلية الخدمة الاجتماعية سابقًا، لها من المؤلفات:
• “(وإنك لعلى خلق عظيم)”.
• “درة الوصايا في شهر العطايا”.
• “شرح القواعد الأربعة”.
• “رسالة إلى زائرة بيت الله الحرام”.
• “مكايد الشيطان في مسائل الاعتقاد وطرق التحصين منه”.
• “أصول الاعتقاد في سورة يونس عليه السلام”.
• “تقريب واختصار الرسالة التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية”.
• “هم العدو فاحذرهم”.
• “شرح أصول الإيمان”.
• “الفتن وأسباب النجاة منها”.