غزوة خيبر

غزوة خيبر
أصبحت خيبرُ مصدر خطر على المسلمين، ومكان تجمع لليهود والمنافقين للتآمر على المسلمين وتهييج الخصوم لشن الحروب عليهم، ومر سابقًا أن غزوة الخندق كانت بتحريض من يهود خيبر، ومن الفاسق الكبير العميل للروم “أبي عامر الراهب”، فكان لا بد من اجتثاث المتآمرين في خيبر، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر في ألف وأربعمائة مقاتل ومعهم مائتا فارس، ونزل عند الرجيع بجيشه؛ ليقطع طريق التقاء اليهود مع أحلافهم من غطفان، كما يشعر بهذا غطفان بأن أي مدد منهم لليهود سيعرض ديارهم للغزو بسبب فقدان المقاتلين عندهم؛ ولذلك ضمن بهذا الموقع تحييد غطفان والانفراد بيهود خيبر، ثم زحف الجيش نحو حصون خيبر ليلًا، وعند الصباح خرج أهالي خيبر من حصونهم للعمل في المزارع وكانت المفاجأة، فعادوا أدراجهم وهم يصيحون: محمد والخميس؛ أي: والجيش، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين، ثم حصرهم وضيق عليهم، فأخذهم حصنًا حصنًا، ومالًا مالًا، فكان أول حصن فتحه المسلمون حصن ناعم، ثم القموص وهو لبني أبي الحقيق، وفيهم الربيع بن أبي الحقيق، وكان فيه سبايا، منهم صفية بنت حيي زوجة الربيع، فاصطفاها النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه، ثم حصن الصعب، وكان أكثرها طعامًا، ثم حصن الوطيح والسلالم، وهو آخرها.