صدى صلح الحديبية عند المسلمين
صدى صلح الحديبية عند المسلمين
• أخبَر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بأنه رأى رؤيا أنه اعتمر، فما شكوا بأنه معتمر هذا العام، ولما سمعوا بهذه الشروط اضطربوا وتكلموا، وكادوا أن يشككوا بما حصل.
• قبل التوقيع وبعد الاتفاق جاء أبو جندل مسلمًا، فقام سهيل بن عمرو وأمسك به وقال: لقد تم الاتفاق بيني وبينك قبل أن يأتيك هذا، وهو ابن سهيل بن عمرو، فقال عليه الصلاة والسلام: ((صدقت))، وأخذه ليرده إلى قريش، فصاح أبو جندل: يا معشر المسلمين، أرد إلى المشركين ليفتنوني عن ديني، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((احتسب؛ فإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرَجًا ومخرجًا، إنا قد أعطينا القوم عهودنا على ذلك، فلا نغدر بهم)).
• طلب النبي صلى الله عليه وسلم من أصحابه أن ينحروا هديهم ويحلقوا، فتقاعسوا، ليس عصيانًا، وإنما على أمل أن يحدث أمر ما فيؤدوا عمرتهم، فدخل على أم سلمة فشكا لها تقاعسهم، فأشارت بأن ينحر النبي صلى الله عليه وسلم هديه ويحلق؛ ليقطع الشك باليقين، ففعل، فقام الصحابة ونحروا هديهم.
• وفاء الصحابة لنبيهم، فبايعوه على الموت تحت الشجرة، كما أن عثمان أبى أن يطوف بالبيت رغم شوقه إلى ذلك إلا بعد أن يطوف به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
• بعد عودة المسلمين إلى المدينة أتى أبو بصير مسلمًا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قد علمت أنا قد أعطينا هؤلاء القوم عهدًا، ولا يصلح الغدر في ديننا))، وسلَّمه إلى مبعوثي قريش، لكنه في الطريق قتل أحدهما وهرب الآخر إلى المدينة، وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بما فعله أبو بصير، وعاد أبو بصير وقال: يا رسول الله، قد وفت ذمتك، وأنجاني الله منهما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ويل أمه! مسعر حرب لو كان له رجال))، وعرف من هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم سيرده، فخرج فنزل بناحية ذي المروة على ساحل البحر على طريق قريش إلى الشام، وكوَّن فيما بعد عصابة تزايد عددها، فقطعت طريق التجارة على قريش، فهم ليسوا تحت رعاية المسلمين حتى يكفوهم؛ لذلك لم يكن لقريش بد من أن يطلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يضمهم إليه ليسلموا من شرهم، وهكذا تنازلوا عن هذا الشرط، وهو ردُّ مَن أتى من قريش مسلمًا.
• هاجر في فترة الصلح نساء مسلمات، فلم يردهن النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن المرأة لم يشملها نص الرد، فهو خاص بالرجال، ونزل في ذلك قُرْآن: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ [الممتحنة: 10]، كما فارق عدد من المسلمين نساءً لهم بقِينَ على الشرك في مكة.
• ظن بعض المسلمين أن هذا الصلح ليس في مصلحة المسلمين، فتبين عكس ذلك، حتى سمي الصلحُ فتحَ الفتوح؛ وذلك للأمور التالية:
• بث النبي صلى الله عليه وسلم عددًا من السرايا، منها: سرية عكاشة بن محصن إلى العمق، وسرية محمد بن مسلمة إلى بني ثعلبة، وسرية أبي عبيدة إلى ذي القصة، وسرية زيد بن حارثة إلى الجموم، ثم إلى العيص، وإلى الطرف، وإلى حسمى، وإلى وادي القرى، وسرية عبدالرحمن بن عوف إلى دومة الجندل، وسرية علي بن أبي طالب إلى فدك، وسرية أبي بكر ومعه سلمة بن الأكوع، وقد نفله أبو بكر امرأة من أجمل العرب، فلقيه النبي صلى الله عليه وسلم في سوق المدينة فقال له: ((لله أبوك يا سلمة هب لي المرأة))، فقال سلمة: والله لقد أعجبتني، وما كشفت لها ثوبًا، ثم وهبها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأرسلها إلى مكة، وفادى بها أسارى مِن المسلمين.
• تفرغ النبي صلى الله عليه وسلم لغزوة خيبر؛ ليجتث تآمر اليهود الذين تجمعوا فيها ممن خرج من المدينة.
• تفرغ النبي صلى الله عليه وسلم لإرسال الرسل والكتب لدعوة الفرس والروم ومتنصِّرة العرب إلى الإسلام.
• تفرغ النبي صلى الله عليه وسلم لحرب الروم وإرسال المقاتلين إلى مؤتة.
• دخل في الإسلام أعداد كبيرة من العرب، فزاد عدد المسلمين.