قصة خالد بن الوليد مع (سبايا عين التمر)
قصة خالد بن الوليد مع (سبايا عين التمر)
ذكر الطبري في تاريخ الأمم والرسل والملوك (3 /377)، وابن الجوزي في المنتظم في تاريخ الأمم والملوك (4 /107)، وابن كثير في البداية والنهاية (6/ 385) وغيرهم -باختصار وتصرُّف-: “قالوا: لما فرغ خالد من الأنبار واستحكمت له، استخلف على الأنبار الزِّبْرقان بن بدر وقصد لعين التمر[1].
وبها يومئذٍ: مِهْران بن بهرام جُوبين في جمع عظيم من العجم، وعَقَّة بن أبي عَقَّة في جمع عظيم من العرب من النَّمِر وتَغْلِب وإياد ومن لاقاهم،.. فلقيه عَقَّة بن أبي عَقَّة، فقدم عليه خالد وهو في تعبئة جنده، فعبَّى خالد جنده وقال لمجنبتيه: اكفونا ما عنده؛ فإني حامل، ووكَّل بنفسه حواميَ، ثم حمل وعقة يقيم صفوفه فاحتضنه فأخذه أسيرًا، وانهزم صفه من غير قتال؛ فأكثروا فيهم الأسر… ثم أقبل خالد في الناس حتى ينزل على الحصن ومعه عَقَّة أسيرًا… وهم يرجون أن يكون خالد كمن كان يغير من العرب، فلما رأوه يحاولهم سألوه الأمان، فأبى إلا على حُكْمه.. ثم أمر خالد بعَقَّة وكان خفير القوم فضُربت عنقه؛ ليوئس الأسراء من الحياة، ولما رآه الأسراء مطروحًا على الجسر يئسوا من الحياة.. فضرب أعناق أهل الحصن أجمعين، وسبى كل من حوى حصنهم وغنم ما فيه، ووجد في بيعتهم أربعين غلامًا يتعلمون الإنجيل، عليهم باب مغلق فكسره عنهم…
فبعثهم إلى المدينة وفَرَّقهم في الأمراء وأهل الغنائم”، وكان منهم:
نصير: وهو والد موسى بن نصير بن عبدالرحمن اللخمي القائد المسلم فاتح الأندلس وشمال إفريقيا.
وسيرين: وهو والد محمد بن سيرين إمام من أئمة التابعين.
ويسار: مولى قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف، ويقال: إنه أول سبي دخل المدينة من العراق، وهو جد محمد بن إسحاق بن يسار إمام المغازي والسير.
وأفلح: مولى أبي أيوب الأنصاري، ثم أحد بني مالك بن النجار، ويكنى أبا عبدالرحمن: قال ابن سعد: وكان ثقة يكنى أبا كثير، وقال ابن عساكر: “كان ثقة قليل الحديث”، ووثَّقه العجلي، وهو من رجال مسلم.
وأسلم: مولى عمر رضي الله عنه، أبو زيد العدوي: قال الذهبي في العبر، وابن العماد في الشذرات: “كان فقيهًا نبيلًا”، وقال في ميزان الاعتدال: ثقة. روى له الجماعة.
وحُمْران بن أبان: مولى عثمان بن عفان، فكان بعد يصلي عثمان فإذا أخطأ فتح عليه حُمْران، كما قال قتادة، وقال الذهبي: كان كاتب عثمان وحاجبه، وُلي إمرة سابور من الحجَّاج، وأدرك أبا بكر وعمر.
وكيسان: جد أبي العتاهية إسماعيل بن القاسم بن سويد بن كيسان، الشاعر الزاهد المكثر، سار قوله، وانتشر شعره، وشاع ذكره في أقطار الأرض، ويقال: إن أحدًا لم يجتمع له ديوانه بكماله لعظمه، وغيرهم.
[1] عين التمر: بلد في العراق، قريب من الأنبار، غربي الفرات والكوفة، فتحها خالد بن الوليد عنوةً أيام الصديق رضي الله عنهما، سنة اثنتي عشرة، انظر: مراصد الاطلاع (2 /977)، ومعجم البلدان (4/ 176).