Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
التاريخ الإسلامي

غزوة ذي قرد


غزوة ذي قَرَد

 

في السنة السادسة للهجرة، وكان سببها أن عيينة بن حصن الفزاري قد أغار على إبل للنبي صلى الله عليه وسلم، فاستاقها، وأول من نذر بهم سلمة بن الأكوع، وقيل: حدثت بعد صُلح الحديبية، قال سلمة: أقبلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بعد صلح الحديبية، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بظهر مع رباح غلامه، وخرجت معه بفرس طلحة بن عبيدالله، فلما أصبحنا إذا عبدالرحمن بن عيينة بن حصن الفزاري قد أغار على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستاقه أجمع وقتل راعيه، قلت: يا رباح، خذ هذا الفرس فأبلغه طلحة، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن المشركين قد أغاروا على سرحه، ثم استقبلت الأكمة فناديت ثلاثة أصوات، يا صباحاه! ثم خرجت في أثر القوم أرميهم بالنبل وأرتجز وأقول:

خذهاوأنا ابن الأكوع
واليوم يوم الرضَّع

قال سلمة: فوالله ما زلت أرميهم وأعقر بهم، فإذا خرج إليَّ فارس قعدت في أصل شجرة فرميته فعقرت به، وإذا دخلوا في مضايق الجبل رميتهم بالحجارة من فوقهم، فما زلت كذلك حتى ما تركت من ظهر أخذوه لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعيرًا إلا جعلته وراء ظهري، وخلوا بيني وبينه، وألقوا أكثر من ثلاثين رمحًا وثلاثين بردة يتخففون بها، لا يلقون شيئًا إلا جعلت عليه أمارة – علامة – حتى يعرفه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانتهوا إلى مضيق به عيينة بن حصن، فقعدوا للطعام ضحوة، وكان ظهر عليهم سلمة، فقال عيينة: من هذا؟ قالوا: لقينا منه البرح – الشدة – وقد استنقذ كل ما بأيدينا، ثم ظهرت بدايات فرسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحضر الأخرم الأسدي واسمه محرز بن نضلة على فرسه، وطلب منه سلمة التريث وألا يغامر وحده بإنشاب المعركة، لكنه أصر على قتال الغزاة، فقاتل عبدالرحمن بن عيينة فقتل فرسه، لكن ابن عيينة تمكن من قتله وأخذ فرسه، ثم حضر أبو قتادة فلحق بعبدالرحمن وقاتله فطعنه، فانطلقوا هاربين، ثم نزلوا على ماء يقال له: ذو قرد ليشربوا منه وهم عطاش، فلما رأوا سلمة غادروه ولم يتمكنوا من شرب قطرة منه، ثم رمى أحدهم بسهم فقتله، ثم ترك القوم فرسين فجاء بهما وعاد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان نازلًا على الماء بقرد وقد نحروا جملًا وجلس بلال يشوي لهم اللحم، فقال سلمة: لو انتخبت مائة رجل نتابع القوم، فضحك عليه الصلاة والسلام وقال: ((إنهم ليقرون بأرض غطفان))، وبات المسلمون ليلتهم، وعند الصباح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خير فرساننا أبو قتادة، وخير رجالنا سلمة بن الأكوع))، فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم سهم الفارس وسهم الراجل، وفي هذه الغزوة لما جاء الصريخ بشأن غارة غطفان: “يا خيل الله، اركبي”.



المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى