تخريج الفروع على الأصول من كتاب الإقناع لأحمد سعد جاويش

تخريج الفروع على الأصول من كتاب الإقناع لأحمد سعد جاويش
صدر حديثًا كتاب “تخريج الفروع على الأصول من كتاب “الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع” للخطيب الشربيني جمعًا ودراسة”، تأليف: “أحمد سعد جاويش”، نشر: “دار العلا للنشر والتوزيع”.
وتعد هذه الدراسة أطروحة في أصول الفقه، في بيان بعض أصول وتطبيقات علم تخريج الفروع على الأصول، فعلم تخريج الفروع على الأصول من العلوم الجليلة، التي ربطت علم الأصول بعلم الفقه، فهو حلقة الوصل بين هذين العلمين الشريفين، وبه يستفيد الفقيه من القواعد الأصولية على الوجه الأكمل، ويرى الأصولي فيه ثمرة تحقيقه للقواعد الأصولية.
واختيار كتاب “الإقناع” لهذه الدراسة جاء لأجل أن هذا الكتاب يُعدُّ من أهم كتب المذهب الشافعي المعتمدة عند المتأخرين، وذلك لمكانة “الخطيب الشربيني” في المذهب الشافعي، فهو من العلماء الخمسة الذين يدور عليهم معرفة المعتمد في المذهب عند المتأخرين, ثم إن الأزهر الشريف قد اعتمد تدريس هذا الكتاب على طلبة الثانوية الأزهرية، مما ساعد في انتشار الكتاب والاعتناء به عند العلماء وطلبة العلم الشافعيين؛ وذلك لمكانة الأزهر وانتشار خريجيه وعلماءه في ربوع العالم.
و”الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع” كتاب في الفقه للشيخ “شمس الدين محمد بن محمد الخطيب الشربيني” (ت 977هـ) شرح فيه متن “الغاية والتقريب” المعروف بـ”متن أبي شجاع”، في فقه السادة الشافعية، في أسلوب ميسر وعرض رائع، وفوائد علمية ولغوية وأدبية، بالإضافة إلى موضوعه الفقهي.
فتخريج الفروع على الأصول من كتاب “الإقناع”، يُعدُّ إضافة حقيقية للمذهب الشافعي بصفة خاصة والفقه الإسلامي بصفة عامة.
وكان منهج الكتابة في البحث:
1) استخراج الفروع الفقهية التي بُنيت على قاعدة أصولية من كتاب (الإقناع)، سواء في ذلك ما نص عليه الخطيب الشربيني أو ما لم ينص عليه.
2) توثيق القاعدة الأصولية التي خرج لها الخطيب: فروعًا في كتاب (الإقناع) من كتب الأصول، وذكر محل النزاع، وأهم الأقوال في المسألة، مبتدئًا بالقول الذي مشى عليه الخطيب الشربيني – غالبًا -، مع إبراز أدلة القول الذي مشى عليه، ولا يزيد في ذلك على ثلاثة أدلة.
3) يقدم – غالبًا – في نسبة الأقوال إلى أصحابها المذهب الحنفي فالمالكي فالشافعي ثم الحنبلي؛ اعتمادًا على ترتيبهم الزمني في الظهور، وإن كان القائل عند الحنفية – مثلًا – متأخرًا عن القائل بها عند المالكية.
4) ألحق الكاتب ببعض المسائل تنبيهات تتعلق بها؛ دعت الحاجة إلى ذكرها وبيانها.
5) ذكر الكاتب الفروع التي خرجها “الخطيب الشربيني” على هذا الأصل، مرتبة حسب ترتيبها في الكتاب.
6) لم يزِدْ في ذكره لهذه الفروع عن خمسة فروع، وإن وجدَ أصلًا لم يُخرِّج عليه الخطيب خمسةً من الفروع، ووجدَ عنده تخريجًا له في كتابه الآخر (مغني المحتاج)؛ ذكره تتميمًا للفائدة.
7) ذكرَ على رأس كل فرعٍ فقهيٍّ عنوانًا موجزًا له.
8) ذكرَ وجه ارتباط الفرع بالقاعدة، لا سيما إن لم ينص الخطيب عليه، وتركه عند تصريحه ببنائه عليها.
9) التعليق على بعض تخريجات الخطيب على بعض القواعد التي رأى الباحث فيها عدم استيفاء الفرع لشروط الأصل.
10) إذا وجد الباحث فيما نقل من كلام الخطيب أو غيره إبهامًا لما يعود عليه الكلام؛ بيَّنه داخل هاتين المعقوفتين [ ].
11) ختمَ الكاتب البحث بخاتمة ذكر فيها أهم النتائج والتوصيات.
ونجد أن كثيرًا من مؤلفات علم أصول الفقه اتَّجهت إلى تقرير الجانب النظري دون التطبيقي، بمعنى أنهم يهتمون بتقرير القاعدة الأصولية والاستدلال لها ودفع الاعتراضات الواردة عليها، دون الاتجاه إلى تقرير الأمثلة التي توضح القاعدة وتبين كيفية استخدامها، بحيث يظهر ارتباط القاعدة الأصولية بالتطبيقات الفقهية.
وفي هذه الدراسة إسهامٌ بإثراء علم أصول الفقه بالأمثلة والتطبيقات الفقهية للقواعد الأصولية.
كما أن هذه الدراسة بالنسبة للطالب في هذه المرحلة، أكثر فائدة وأعظم نفعًا؛ إذ يمرُّ من خلالها على كثير من المسائل والقواعد الأصولية مع التطبيقات العملية عليها.
إلى جانب أن في إظهار جهود الفقهاء الشافعية في ربطهم الفروعَ بالأصول، والتخريج عليها، إبراز لهذا الجانب من العلم في كتب الشافعية؛ كي يستفيد منه الآخرون.