اخبار وثقافة

ذكرى رحيل الحكاء الأكبر.. خيرى شلبى عاشق من التراث الشعبى

ثقافة أول اثنين:


تحل اليوم ذكرى وفاة خيرى شلبى الحكاء الأكبر الذى رحل عن عالمنا في 9 سبتمبر من عام 2011 ولم يكن خيرى شلبى روائى وقاص من بين الأهم في أبناء جيله فقط بل كان مؤمنا أيضا بسطوة الحكاية وقوة تأثيرها وقد غرق في التراث الشعبى فاستعان به وأضاف له في كتبه ورواياته.


ووفقا لأحمد الصغير في مقاله المنشورة في العدد الستين من مجلة الثقافة الشعبية اتكأ خيري شلبي في بناء قصصه القصيرة على تصوير الحس الشعبي، والموروث الثقافي المصري من خلال منتوجاته الثقافية التي تميزه عن غيره من الشعوب، وقد أفاد الكاتب خيري شلبي من الثقافة الشفاهية الشعبية التي جاءت على ألسنة شخصياته في قصصه، ورواياته، وقد تمثل ذلك في طرحه العبقري للبنى المختلفة للحياة الاجتماعية والسياسية، والثقافية، والتاريخية في مصر من خلال طرح قضاياه وحكاياته الخاصة من ناحية وقضايا الإنسانية بعامة من جهة أخرى.


وقد تمثلت هذه القضايا في مجموعته القصصية أسباب للكي بالنار، ومن أهم هذه القضايا -في ظني- قضية الفقر المدقع الذي انتشر في أركان المجتمع المصري في عصر الانفتاح الساداتي، حيث انقسم المجتمع إلى طبقة الفقراء والأغنياء، وصار الجهل، متنا قويًا في المجتمع المصري، وقد طرح أيضا -بشكل واسع- حياة المهمشين، وهم هؤلاء البشر الذين يعيشون دائما على هامش الحياة لهم ثقافتهم وعاداتهم المختلفة. وقد تجلى ذلك كله في «أسباب للكي بالنار»، وهي القصة المتن داخل المجموعة التي جاءت في شكل فني مختزل، مما يشي بالقدرة الاحترافية للكاتب خيري شلبي على التصوير السردي من خلال لغة كاشفة لعوالم الطبقة المهمشة في المجتمع المصري، ومن ثم فقد لجأ خيري شلبي إلى التعدد البنائي في السرد القصصي، فقد انفتح على الثقافة الشعبية/ ثقافة الحارة المصرية تارة والقرية تارات أخرى، بل يعد خيري شلبي من الأكابر الذين طرحوا صورة القرية المصرية بشكل لافت، فجاءت قصصه تعبيرًا عن مواقف إنسانية مختزلة تشتبك مع الواقع تارة، ومحلقة في الخيال تارات أخرى. 


اكتشف خيرى شلبى خلال السبعينات أكثر من مائتي مسرحية مطبوعة في القرن التاسع عشر وأواسط القرن العشرين، بعضها تم تمثيله على المسرح بفرق شهيرة وقد نشرت أسماء الفرق والممثلين، وبعضها الآخر يدخل في أدب المسرح العصيّ على التنفيذ، وقد أدهشه أن هذه المسرحيات المكتشفة لم يرد لها ذكر في جميع الدراسات التاريخية والنقدية التي عنيت بالتاريخ للمسرح المصري، ومعظمها غير مدرج في “ريبروتوار” الفرقة التي مثلتها، وبعضها الآخر انقرضت الجوقات التي مثلتها.


وقام بتحقيق هذه المسرحيات في حديث بإذاعة البرنامج الثاني تحت عنوان “مسرحيات ساقطة القيد” ضمن برنامج كبير كان يقدمه الروائي بهاء طاهر، والجدير بالذكر أن الباحث وضع خطة لتجميع هذه الأحاديث في كتاب كبير يحفظ لهذه الأعمال ريادتها.


وضمن هذه المجموعة من النصوص اكتشف نصا مسرحيا من تأليف الزعيم الوطني مصطفى كامل بعنوان: “فتح الأندلس” وقام بتحقيقه ونشره في كتاب مستقل بنفس العنوان صدر عن هيئة الكتاب في سبعينيات القرن الماضي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى