Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
التاريخ الإسلامي

نثر ألفية العراقي في علوم الحديث لبدر بن محمد العجمي


نثر ألفية العراقي في علوم الحديث لبدر بن محمد العجمي

 

صدر حديثًا كتاب: “نثر ألفية العراقي في علم الحديث“، تأليف وتحقيق وضبط: أ.د. “بدر بن محمد بن محسن العماش العجمي“، الأستاذ بكلية الحديث بالجامعة الإسلامية بالمدينة، نشر: “دار الأوراق للنشر والتوزيع“.

 

 

وهو نثر لألفية الحافظ العراقي في علوم الحديث، قصد فيها مؤلفها نثر لفظها وتسهيل رسمها، وفك رموزها، وفتح ما يستغلق منها.

حيث نظمَ الإمام العراقي – رحمه الله – ألفيةً في علم المصطلح، اختصر فيها كتاب “معرفة أنواع علم الحديث” لابن الصلاح، ولم يكتف بالاختصار بل زاد بعض المسائل والأقوال والتعقبات على ما في كتاب ابن الصلاح، وقد نبه على هذا في ألفيته بقوله:

لخصت فيها ابن الصلاح أجمعه
وزدتها علمًا تراه موضعه

وتبلغ عدد أبيات هذه الألفية ألف بيت وبيتين حسب التعداد لها من خلال شرح مصنفها لها في كتابه “شرح التبصرة والتذكرة”.

أما عن تسمية الألفية، فإن العراقي لم يصرح في نفس الألفية بتسميتها لكنه قال في إجازته لتلميذه ابن حجر: “وقرأ علي ” الألفية ” المسماة بـ”التبصرة والتذكرة ” من نظمي”.

ففي هذه العبارة ذكرها – رحمه الله – بوصفها “الألفية”، وباسمها “التبصرة والتذكرة” وهما أشهر أسمائها التي عرفت بها من بعد العراقي عَلمًا عليها.

ولم يكن نظم الحافظ العراقي وشرحه مجرد تضمين لكتاب ابن الصلاح، خاليًا عن الفوائد، بل كان خلاصة جهود ابن الصلاح مضافًا إليها ما أفاده العراقي خلال رحلته العلمية الممتدّة على طول سني حياته. لذا فلم يخلُ هذا المصنَّف من استدراكات وتعقبات على صاحب الأصل (ابن الصلاح) هذا خلا زوائده التي بحثها في ألفيته.

ونظرًا لما تمتعت به ألفية العراقي من ثراء الأسلوب، واحتواء المعاني، وسلاسة الألفاظ، وترتيب الأفكار والموضوعات، فقد أصبحت ديدن طلاب هذا العلم والمشتغلين فيه، لاسيما وقد كان وكْدُ الناظم الأول تلخيص كتابٍ هو العمدة في هذا الباب، ألا وهو كتاب ابن الصلاح؛ لذا كثرت عليها الشروح والتعليقات، ومن أوائل من شرحها الحافظ العراقي نفسه، وفي وسعنا القول أن الحافظ العراقي بألفيته وشروحه عليها يعدُّ المؤسس الثاني والمُنَظِّر الأخير لعلم المصطلح، وإن استدركت عليه بعض الأشياء، فهي لا تخل بروح التجديد التي امتلكها الحافظ العراقي، في أثناء شرحه.

وهذا الشرح للدكتور “بدر الجمالي” من باب تبسيط المادة العلمية لمصطلح الحديث لجمهور عامة الطلاب، كما تميز مصنفه بضبط الألفية على عدة أصول متقنة بلغت (13) نسخة، منها نسخ للنظم وأخرى للشرح، إليها في الصحة المنتهى، منها نسخة بخط الحافظ العراقي – غير تامة – ونسخ تامة مقروءة عليه حُررت بين يديه بضبطه وطُرزت بخطه، ونسخ مقروءة على تلاميذه وعليها خطوطهم، ونسخ بخطوط كبار الحفاظ.

كما أضاف إلى ذلك ما وقف عليه من ضبط أو إعراب يفيد ضبطًا من كتب الشروح والنكت المطبوعة والمخطوطة وحواشيها والتعليقات عليها.

إلى جانب أنه زاد على هذا الشرح النافع تعقبات واستدراكات العلماء على نظم ألفاظ العراقي، ومنهم تعقبات السادة العلماء برهان الدين الحلبي والبقاعي وزكريا الأنصاري وغيرهم.

والحافظ العراقي هو الإمام الحافظ الكبير زين الدين أبو الفضل عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن إبراهيم.

ولد الحافظ العراقي في سنة (725هـ) في شهر جمادي الأولى، بمنشأة المهراني بين مصر والقاهرة على شاطئ النيل.

تميز الحافظ العراقي بالذكاء المفرط، وسرعة الحافظة، فقد حفظ القرآن الكريم وله من العمر ثماني سنوات، وحفظ “التنبيه” وأكثر “الحاوي”، و”الإلمام” إلى غير ذلك.

ثم أقبل على علم الحديث في سنة (742هـ) ولازمه وأكب عليه من سنة (752هـ) حتى غلب عليه وتوغل فيه، بحيث صار لا يعرف إلا به.

ومن أبرز شيوخه:

أ- علي بن عثمان بن إبراهيم المارديني, علاء الدين، الشهير بابن التركماني الحنفي.

ب- محمد بن أحمد بن عبد المؤمن بن اللبان.

جـ- محمد بن أحمد بن عبد الوهاب العلائي, شهاب الدين، الشهير بابن بنت العز.

ومن استقرأ كتاب “الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة” للحافظ ابن حجر استخرج منه عددًا كبيرًا وجمًا غفيرًا من شيوخه.

وقد تولى الإمام العراقي التدريس في مدارس عدة، فوفد إليه طلبة العلم من أنحاء كثيرة كي يتعلموا عليه، وينهلوا من معينه فكثروا كثرةً عظيمة، يصعب معها الحصر، ومن أبرز تلاميذه هو الإمام الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، المتوفي سنة (852هـ).

وفي رحلته للعلم سافر إلى مكة المكرمة، والمدينة المنورة، وبيت المقدس، والخليل، ودمشق، وحلب، والإسكندرية، وبعلبك، وحماة، وحمص، وصفد، وطرابلس، وغزة، ونابلس وغيرها من حواضر الإسلام.

وتوفي الحافظ العراقي نصف ليلة الأربعاء ثامن شعبان سنة (806هـ) بالقاهرة.

ومن مصنفاته:

“تقريب الأسانيد وترتيب المسانيد”: كتبه لابنه أبي زرعة، وأسانيد الكتاب من أصح الأسانيد.

“طرح التثريب في شرح التقريب”: لم يتم شرحه، فأكمله ابنه أبو زرعة.

تخريج أحاديث إحياء علوم الدين وسماه “إخبار الأحياء بأخبار الإحياء”، واختصره في: “المغني عن حمل الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار”.

“نظم علوم الحديث” لابن الصلاح وشرحها وعمل عليه نكتًا.

“كتاب في المراسيل”.

“تقريب الإسناد”.

“التبصرة والتذكرة” وهي ألفية الحديث.

“نكت منهاج البيضاوي في الأصول”.

“التحرير في أصول الفقه”.

“نظم الدرر السُنّية منظومة في السيرة النبوية (ألفية السيرة النبوية)”.

“الألفية في غريب القرآن”.

“النقييد والإيضاح في مصطلح الحديث”.

“شرح الترمذي”.





المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى