Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
التاريخ الإسلامي

الأمير الكبير


الأمير الكبير

نسبه:

هو الأمير (الكبير) لقبًا وفعلًا، حفيد الإمام المؤسس للدولة السعودية الأولى محمد بن سعود رحمه الله، وابن الإمام عبدالعزيز، فهو الإمام: سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن سعود رحمه الله، الملقب بـ(الكبير)؛ قيل: لقوته، وقيل: لتوسع دولته وكبرها.

 

ولادته ونشأته وصفاته:

ولد الإمام سعود بن عبدالعزيز عام 1163ه، ونشأ في بيت علم وأدب وحب لإعلاء كلمة التوحيد، مع ما وهبه الله من إقدام وحزم وحكمة وهَيبة.

 

تعليمه:

تتلمذ على يد الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، ولازمه وقرأ عليه عدة سنوات، وله معرفة بالحديث والفقه، وظهر ذلك على خطبه ورسائله؛ فكان يصدِّرهما بالأمر بالتقوى، وأهمية التوحيد.

 

تولِّيه الإمارة:

تولى الإمارة بعد مقتل أبيه عبدالعزيز بن محمد سنة 1218ه، وساس الدولة بعده على أحسن ما يكون، وأخضع معظم الجزيرة لملكه، فامتدت الدولة في عهده من عمان واليمن ونجران وعسير جنوبًا، إلى بادية الشام شمالًا، ومن الخليج العربي شرقًا حتى البحر الأحمر غربًا، وكان عصره هو العصر الذهبي للدولة السعودية الأولى.

 

سيرته في الغزو والحروب:

كان شجاعًا ثَبْتًا في الحروب، لم يتخلف في جميع المغازي، بل يغزو معه جملة من علماء أهل الدرعية، وفتح البلاد في عهده وعهد أبيه من قبل، وتسابق إليه أمراء العرب بتقديم الولاء والطاعة؛ كإمام صنعاء وشيخ حضرموت، وله سيرة حسنة في المغازي؛ كقصده الخروج يوم الاثنين والخميس، وقضاء حوائج المحتاجين قبل رحيله، ووعظ الجنود قبل النزال، وتثبيتهم بتلاوة آيات من القرآن، وتحذيرهم من أسباب الهزيمة والخِذلان؛ كالظلم والغُلُول، وسائر المعاصي.

 

مجالسه العلمية:

وكانت له مجالس للذكر يحضُرها، فمن ذلك درس يحضره بعد صلاة الفجر في خلق كثير من أهل الدرعية، يجلسون حِلَقًا في السوق عند الدكاكين يستمعون للشيخ العلامة عبدالله بن الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، في تفسير القرآن الكريم للطبري، وفي تفسير ابن كثير.

 

فإذا انتهى من ذلك الدرس جلس يقضي حوائج الناس في قصره، ثم يَقِيل حتى يتعالى النهار.

 

وبعد صلاة الظهر يحضر درسًا في قصره عند الشيخ عبدالله بن حماد إمام مسجد الطريف، وأحيانًا عند القاضي عبدالرحمن بن خميس إمام مسجد القصر، ويقرؤون في تفسير ابن كثير ورياض الصالحين، وإذا فرغوا من الدرس قام الإمام سعود رحمه الله، معلقًا على تلك القراءة ومحقِّقًا لها، ثم يقوم بعد ذلك لقضاء حوائج الناس.

 

وأما درسه بعد المغرب، فكان في سطح ناحية من قصره، يحضره جمع من الأسرة الحاكمة ومن أهل الدرعية عامة، عند الشيخ سليمان بن عبدالله بن الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، في صحيح البخاري.

 

عبادته:

وكان يصلي في مسجد قصره عدا الجمعة فيصليها مع الناس في مسجد الطريف، وكان دائمًا ما يفرق الصدقات في الناس، ويكرم الأئمة والمؤذنين وطلاب العلم، حتى إنه يرسل من يشتري قهوةً للقائمين في رمضان في مساجد البلدان، ويجمع المساكين ليلة 27 من رمضان ويكسوهم، وعددهم في بعض الأحيان كما قال بعض المؤرخين 3000 رجل.

 

حسن سياسته:

وعمَّ الدولة في وقته بفضل الله الأمنَ والأمان، فكان الرجل يترك إبله أو خيله في أي موضع شاء لا يخشى عليها أحدًا إلا الله، وقد يسير الراكبان أو الثلاثة بالأموال العظيمة من الدرعية أو غيرها إلى أقصى اليمن لا يخشَون سارقًا ولا قاطعًا، لا يخشون إلا الله.

 

سيرته في الحج:

وقد حجَّ رحمه الله تسع حِجَجٍ أو أكثر، وكان يخطب على راحلته يعِظ الناس ويذكِّرهم، ونادى مرة على ظهر راحلته في نَمِرة وهو مُحْرِم بالحج: (ألَّا يُحمَل في مكة سلاح، ولا تَبَرَّج امرأة بزينة)، وقد جعل رحمه الله في الأسواق رجالًا يحضُّون الناس على الصلاة.

 

عقيدته ونصرته للدين:

وقد نصر الله به الدين، فهدم القِباب والمشاهِدَ في مكة وينْبُعَ والمدينة، ومنع المحمل في مكة، والمحمل هودج هرمي يُوضَع فيه كُسْوة للكعبة يحمله جمل ضخم، يُؤتَى به من مصرَ ويشيِّعه عِلْيَةُ الناس وعامتهم في شوارع القاهرة، وتصحبه المزامير والطبول والموسيقى وأغاني الحج، ثم إذا وصل مكةَ يُطاف به ويُسعى، ويُتَنَقَّل به بين المشاعر، ويُوضَع في الحرم فيتبرك به الجُهَّال يرجون نفعه، وصار عندهم من شعائر الإسلام، وكذلك يُفعل به في المدينة، ثم يحتفلون به مرة أخرى عند عودته إلى مصر؛ فلهذه البدع منعه الإمام سعود رحمه الله، وهاجمه لأجل ذلك مَن هاجمه مِن مصر والشام واتهموه بمنع الناس الحج، وما فعل ذلك رحمه الله أبدًا إنما منع المحمل فقط، ولم يمنع الحُجَّاج، وإلا لو كان الأمر كما يدَّعون لَما جاء الحاج المغربي وعاد إلى بلاده في السنة التي تليها، بل وشهد لذلك المؤرخ المصري عبدالرحمن الجبرتي رحمه الله في كتابه (عجائب الآثار).

 

وكان من إصلاحه وعمارته للحرم المكي أنْ مَنَعَ شرب التنباك والنرجيلة بين الصفا والمروة، وقد كانت تُشرَب في ذلك المكان الطاهرِ، ومنع شربها في الأسواق أيضًا رحمه الله.

 

وفاته:

توفي رحمه الله في عام 1229ه، قيل: بالسرطان، وقيل: بمرض المثانة، بعد أن تولَّى الإمارة عشر سنين وتسعة أشهر، رحمه الله رحمة واسعة.

 

مصادر الترجمة:

عنوان المجد في تاريخ نجد، لابن بشر.

تاريخ الفاخري.

عجائب الآثار للجبرتي.

الأعلام للزِّرِكْلِي.

علماء نجد خلال ثمانية قرون للبسام.

الانحرافات العقدية والعلمية في القرنين 13 و14 للزهراني.

كناشة النوادر لعبدالسلام هارون.





المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى