Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار وثقافة

وائل الملا: هذه المهن مهددة بالاختفاء فى عالم النشر بسبب الذكاء الاصطناعى

ثقافة أول اثنين:


قال الناشر وائل الملا، إن الذكاء الاصطناعى وما نعرفه عنه الآن من إمكانيات يجلعنا لأن نتوقع ونعرف أن تأثيره على صناعة النشر سيكون كبيرًا، سواء بالسلب أو بالإيجاب، وربما يكون سببًا فى تهديد عرش بعض المهن المرتبطة بعالم النشر.


 


وأوضح الناشر وائل الملا، خلال تصريحات خاصة لـ”اليوم السابع” أن الإجابة على سؤال قوانين صناعة النشر والذكاء الاصطناعى، قد تبدو بسيطة إلى حد كبير، فببساطة، نعم، لأن سمة التطور البشرى الأساسية هو أنه يمضى دائمًا قدمًا، ولا يبدو أن هناك ما سيوقف عجلته. 

 


وأضاف وائل الملا: أتذكر فى حديث مع أحد أساتذة صناعة النشر فى مصر منذ عدة أعوام أن طرحنا هذا السؤال، ما هى صورة التطور الذى قد يطرأ على صناعة النشر، ضرب لنا مثلًا بصناعة التصوير والاستوديوهات. فبين ليلة وضحاها ومع ظهور الهواتف المحمولة المزودة بكاميرا، لم تعد هناك حاجة لأفلام التصوير والتحميض والصور المظلمة. لم يعد عدد الاستوديوهات كما كان من قبل. أصبح لكل شخص ألبومه الخاص الفورى على هاتفه. وكلما زادت سعة الهاتف، كلما أمكن زيادة حجم ألبوم الصور، وحدث التطور التكنولوجى بشكل لحظي، مفاجئ تمامًا لكل من لم يكن مواكبًا لما يحدث فى الخارج وحجم التقدم الحاصل يومًا بعد يوم خاصة فى مجال الكاميرات الرقمية.


 


وتابع وائل الملا: ولهذا السبب أعتقد أن تأثير التكنولوجيا الحديثة على صناعة النشر فى السنوات القادمة سوف يكون ملموسًا وبشكل قد يؤثر جذريًا على مفهوم النشر والطباعة، ويمكننا أن نقسم أشكال التطور فى الصناعة إلى قسمين رئيسيين، جوانب لوجستية، وجوانب بشرية إبداعية.


 


وأوضح وائل الملا أن الجوانب اللوجستية مثل الطباعة والتخزين والشحن، ببساطة كل هذه الأمور الآن تسيطر فيها الآلة على نسبة معتبرة من الوظائف التى كان يقوم بها فى السابق البشر، مضيفا: فأصبحت المخازن مربوطة بأنظمة عمل تكنولوجية وبرامج تشغيل لا حاجة معها لعمليات الجرد والحصر، أصبحت تقارير الأفضل مبيعًا تخرج للمديرين بضغطة زر، كما أن الشحن والمبيعات أصبح آليًا بالكامل، ففى كبار دور النشر فى أوروبا ليس هناك من يستلم طلب الشراء ثم يبحث عن الكتاب فى المخزن ويغلفه ثم يضعه فى طرد ويسلمه لشركة الشحن. أصحبت العملية لا تتطلب أى تدخل بشري، الكتاب معروف مكانه وكميته فى المخزن، الروبوت يقوم بإحضار الكتاب الذى تم تسجيل بياناته وكافة المعلومات عنه. ثم يقوم بتجهيزه للشحن وتسليمه لشركة الشحن أو مندوب التوصيل، ولذلك أصبحت مشكلة التوزيع بالنسبة لأوروبا شيء من الماضى القديم بينما هى بالنسبة لصناعة النشر فى العالم العربى مشكلة رئيسية وقد تكون سببًا فى تعثر ومن ثم خروج الكثير من دور النشر من الصناعة. 


 


وتابع وائل الملا: ولو تناولنا الجانب البشرى الإبداعي، فنحن نرى الآن أن الذكاء الاصطناعى يفاجئنا يوميًا بقفزات جديدة هائلة فى مجالات لم نكد نتصور إمكانية أن نستغنى فيها عن العنصر الإنساني. نرى أن الكتاب الورقى بصورته التقليدية أصبح يرافقه نسخة رقمية على الإنترنت، وأخرى صوتية. أصبح المطورون يتنافسون فى ابتكار البرامج والتطبيقات الأحدث لتطوير شكل وطريقة القراءة. 


 


وقال وائل الملا: السؤال هنا هو، هل يمكن أن يحل الذكاء الصناعى محل المترجم، أو المصحح، أو المحرر، أو حتى المؤلف؟، وتابع: لم نكن نتصور أن تتجاوز الترجمة الإلكترونية مرحلة الكلمات، أن تترجم جملة أو فقرة. ومع ذلك فهى الآن تقوم بترجمة صفحات كاملة بأسلوب يقترب من الصورة المثالية، هى الآن مقبولة إلى حد ما، ليست خالية من العيوب بالتأكيد، ولكنها على الطريق السليم. إن أفضل ما قد يفعله المترجم هو أن ينقل النص بأسلوبه ومعانيه ومفرداته بالشكل الذى أراده الكاتب، فهل يمكن للذكاء الاصطناعى أن يكون منافسًا للترجمة البشرية؟. 


 


وتابع وائل الملا: كما أن جزئية التصحيح اللغوى قد تطورت بما قد يهدد وظيفة المصحح والمراجع اللغوى فى المستقبل القريب. من السهل تسجيل قواعد أى لغة على البرنامج وتطبيقها على أى نص. يقوم الآن بعض المنتجين للأعمال الفنية بتغذية برامج الذكاء الاصطناعى بأصوات كبار المطربين للخروج بأغانى لا يعرف عنها صاحب الصوت أى شيء، بالطبع يخضع ذلك لقواعد وحقوق الملكية الفكرية واعتبارات النوستالجيا، ولكن فى المستقبل القريب، ألن تسقط هذه الحقوق بمرور السنين؟ هل سيصبح من الوارد أن تسمع الأجيال القادمة أصوات المطربين العظام والفنانين الراحلين فى أغان لم نسمعها؟


 


وأضاف وائل الملا: وكذلك الحال بالنسبة لمصممى الأغلفة والرسامين، فهناك العديد من البرامج المدفوعة والمجانية والتى ما إن تغذيها بالفكرة والعناصر والجو العالم للتصميم الذى تريده، فسوف تنتج لك العشرات من الصور التى يمكن أن تكون معبرة عن تصورك. هل نستطيع إذن أن نقول أن هذه الصور والرسومات هى نتاج إبداع أصيل؟


 


وأكد وائل الملا على أن الآلة لن تتوقف ولن تكل ولن تمل، لن تتنافس فيما بينها بل سوف تتكامل لتتطور نفسها ذاتيًا للخروج بأفضل نتيجة فى أى مجال، ليس هناك تصور لإمكانيات الذكاء الاصطناعى فى المستقبل، لكن بالتأكيد سوف يكون تأثيره هائلًا على صناعات عديدة.. من أهمها صناعة النشر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى