Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
التاريخ الإسلامي

مختصر تفسير البغوي لعبدالله بن أحمد بن علي الزيد


مختصر تفسير البغوي لعبدالله بن أحمد بن علي الزيد

 

صدر حديثًا في طبعة جديدة كتاب “مختصر تفسير البغوي“، تأليف: د. “عبدالله بن أحمد بن علي الزيد“، نشر: “دار لطائف للنشر والتوزيع” بالكويت.

وهذا الكتاب اختصار تفسيري، من تفسير الإمام الحافظ الفقيه المجتهد أبي محمد الحسين بن مسعود الفراء، البغوي المسمى بـ “معالم التنزيل“.

وتفسير البغوي من أجل كتب التفسير بالمأثور، يسرد فيه التفسير بالقرآن – أي يجمع بين الآيات ذات المعنى الواحد ليوضح معنى الكلمة التي تضمنتها – ويأتي بالأحاديث مع أسانيدها كما يذكر أقوال الصحابة ومن بعدهم من أئمة التفسير، وقد سُئِل شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – عن أي التفاسير أقرب إلى الكتاب والسنة؟ الزمخشري أم القرطبي أم البغوي أو غير هؤلاء؟ فأجاب قائلًا:“وأما التفاسير الثلاثة المسئول عنها فأسلمها من البدعة والأحاديث الضعيفة – البغوي ” وعنه قال: “تفسيره مختصر من تفسير الثعلبي لكنه صان تفسيره عن الأحاديث الموضوعة والآراء المبتدعة”.

وقال “محمد رشيد رضا” في مقدمة طبعته له عام 1343 هجرية: “هذا التفسير من أشهر كتب التفسير في العناية بما رُوي عن مفسري السلف، وبيان معاني الآيات وأحكامها”.

وقد اعتمد المختصِر على وضع المصحف كاملًا، وكذلك أخذ الآيات القرآنية المفسرة برسم المصحف من الحاسب الآلي تجنبًا للأخطاء المطبعية، مع وضع مختصر تفسيرات البغوي متناسقة مع ترتيب المصحف.

وقد التزمَ بنص البغوي التزامًا تامًّا ولم يتصرف فيه بالزيادة إلا ما استدعى السياق إضافته لربط كلام البغوي بعضه ببعض كواو العطف ونحوها، ليبقى التفسير بأسلوبه السهل الميسر وجماله الناصع مع تمام الترابط والانسجام، وقد جعلَ ما أضافه بين قوسين تمييرًا له عن كلام البغوي، ومن هذا يعلم أن جميع ما في هذا المختصر هو من كلام البغوي، فإذا ورد فيه قوله: (قد روينا أو حدثنا) أو نحو ذلك فالقائل هو: البغوي، وقد حرص المختصر على هذا المنهج لما لكلام الإمام البغوي – رحمه الله – من ميزة لدى العلماء تجعل الاطمئنان إليه أكثر والوثوق به أحرى، أما اختصاره فاعتمد على استبعاد ما لا ضرورة له في بيان معاني الآيات من الروايات والأسانيد المطولة والأحكام التي لا حاجة لها والاقتصار من سند الحديث عند ذكره على اسم الصحابي الذي روى الحديث عن رسول الله – صَلَّى اللَّه عَلَيْه وَسَلَّمَ – وترك لمن أراد الاستزادة الرجوع إلى الأصل المُختصَر.

يقول الكاتب في مقدمته لهذا الاختصار:

“وقد ظهر لي من خلال عملي حاجة الناس إلى تفسير مختصر يجمع بين علمي الرواية والدراية، يكون في متناول الكل، يتميز بخلوه من المخالفات الشرعية والعقدية، وذلك لأن الوقت في هذا العصر أصبح قليلًا جدًّا بسبب تزاحم المعلومات في كل العلوم، فرأيت من المناسب اختيار تفسير مختصر يلبي حاجة من أراد الاطلاع على معاني كلام الله سبحانه وتعالى. وقد اطلعت على كثير من المختصرات فوجدت بعضها يهتم بجانب واحد من جوانب إعجاز القرآن كمباحث الإعراب ونكت البلاغة، والبعض الآخر لا يخلو مما يستوجب النظر، ومنها ما يستطرد لعلوم أخرى لا يُحتاج إليها في فهم القرآن”.

وقد سلك البغوي – رحمه الله – مسلكًا متوسطًا بلفظ موجز وسهل بعيدًا عن الاستطراد والحشو، جاء في مقدمة تفسيره: (جمعت بعون الله تعالى وحسن توفيقه فيما سألوا كتابًا متوسطًا بين الطويل الممل والقصير المخل).

وما يذكره من الأحاديث النبوية الشريفة فغالبها يسوقها بأسانيدها التي اشترط فيها الصحة أو الحسن، وقد وضح ذلك بقوله: (ما ذكرت من أحاديث رسول الله – صَلَّى اللَّه عَلَيْه وَسَلَّمَ – في أثناء الكتاب على وفق آية أو بيان حكم فإن الكتاب يطلب بيانه من السنة، وعليها مدار الشرع وأمور الدين، فهي من الكتب المسموعة للحفاظ وأئمة الحديث، وأعرضت عن ذكر المناكير وما لا يليق بحال التفسير).

أما ما يذكره عن الصحابة والتابعين فغالبًا يذكره بلا إسناد وذلك لأنه ذكر في مقدمته إسناده إلى كل من يروي عنهم، كما يذكر أقوال السلف في تفسير الآية ولا يرجح بعضها على بعض في كثير من الأحيان إشارة منه – رحمه الله – إلى أن معنى الآية قد يحتمل جميع المعاني أو أكثرها، وهذه ميزة تميز بها تفسير البغوي قلما توجد في غيره.

ونجد أنه يتحاشى ذكر المسائل الكلامية ويكتفي بإيراد منهج السلف فيها.

وربما يذكر بعض الأخبار الإسرائيلية عند تفسير بعض الآيات التي تحكي قصص أهل الكتاب وهو مقل منها بالنسبة لغيره من المفسرين.

كما يذكر في تفسيره بعض الأحكام الفقهية والقراءات المشهورة، وأسباب النزول في تفسيره.

والمؤلف هو د. “عبدالله بن أحمد بن علي الزيد” وكيل وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المساعد لشؤون المطبوعات والنشر، له من المؤلفات:

كتاب الوقوف من مسائل الإمام أحمد بن حنبل الشيباني للإمام أحمد بن محمد بن هارون الخلال (دراسة وتحقيق) (رسالة دكتوراه).

تعليم الصلاة.





المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى