Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
التاريخ الإسلامي

غزوة السويق وغزوة ذي أمر


غزوة السويق وغزوة ذي أمر

 

غزوة السويق:

بعد هزيمة قريش في بدر نذَر أبو سفيان ألا يمس النساء حتى يغزو محمدًا، فأعد حملة خفيفة من مائتي رجل ليبَرَّ بقسمه، وانطلق سرًّا إلى المدينة، وترك رجاله عند جبل ثيب، وانطلق هو ليلًا حتى أتى حيي بن أخطب اليهودي وطرق بابه فلم يفتح له، ثم أتى دار سلام بن مشكم وكان سيد بني النضير، فاستأذن عليه فأذن له وقراه – ضيَّفه – وأخبره خبر الناس في المدينة، ثم عاد أبو سفيان فأحضر عددًا من رجاله وهاجموا طرفًا من المدينة وأحرقوا نخلًا وقتلوا رجلين، ثم انصرفوا، ووصل الصريخ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأعد حملة مطاردة، وخرج في طلب أبي سفيان حتى بلغ قرقرة الكدر، وفاتهم أبو سفيان هربًا، وكان قد تخفَّف من أحماله، ورمى ما معه من السويق – دقيق القمح أو الشعير المحمص – وقد غنِمه المسلمون، ولهذا سُميت بغزوة السويق، وكانت في ذي الحجة من السنة الثانية.

 

غزوة ذي أمر:

غزا فيها منطقة نجد يريد غطفان، كان ذلك بعد عودته من غزوة السويق، كان ذلك في بداية السنة الثالثة من الهجرة، فقد سمع بجموع لغطفان، فبادرهم قبل تمام الاستعداد، فهربوا نحو رؤوس الجبال، وأقام النبي صلى الله عليه وسلم بذي أمر حتى ربيع الأول، ثم رجع إلى المدينة، ولم يكن في هذه الغزوة قتال، لكن الواقدي زاد في هذه الغزوة: أن ثعلبة ومحارب تجمعوا بذي أمر ليغيروا على أطراف المدينة، يقودهم دعثور بن الحارث بن المحارب، فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في أربعمائة وخمسين مقاتلًا، ومعهم بعض الأفراس، ولما اقترب منهم رأوا رجلًا يقال له جبار بن ثعلبة، فقالوا: أين تريد؟ قال: أريد يثرب، قالوا: وما حاجتك؟ قال: أردت أن أرتاد لنفسي وأنظر، قالوا: هل مررت بجمع أو بلغك خبر لقومك؟ قال: لا، إلا أنه قد بلغني أن دعثور بن الحارث في أناس من قومه عزل، فأدخلوه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاه إلى الإسلام، فأسلم، ثم سار معهم يدلهم على مكان دعثور، وكان قد ارتقى بقومه رؤوس الجبال، وغيبوا فيها أنعامهم ونساءهم وأطفالهم، فعسكر المسلمون في ذي أمر مقابل القوم، وهطلت أمطار غزيرة، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم ابتعد عن أصحابه وخلع ملابسه التي أصابها المطر يجفِّفها وهو مضطجع تحت شجرة وقد علق عليها سيفه، ودعثور يراقب من الأعلى، فرأى أن هذه فرصته لقتل النبي صلى الله عليه وسلم، فتسلل حتى وقف فوق رأسه شاهرًا سيفه، فقال: مَن يمنعك مني يا محمد؟ قال: ((الله))، ولكزه جبريل عليه السلام في صدره فسقط سيفه، فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: ((مَن يمنعك مني اليوم؟))، قال: لا أحد، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، والله لا أكثِّر عليك جمعًا أبدًا، فرد إليه النبي صلى الله عليه وسلم سيفه، وعاد إلى قومه وكانوا ينظرون، فقالوا: ما منَعك من قتله؟ قال: نظرت إلى رجل أبيض طويل دفع في صدري فوقعت، فعرفت أنه ملك، فأسلمتُ، ودعا قومه إلى الإسلام، ونزلت فيه هذه الآية: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [المائدة: 11]، وذكر غير هذا في سبب نزول هذه الآية، كما ذكر اسم الأعرابي بأنه غورث بن الحارث لا دعثور.



المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى