Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
التاريخ الإسلامي

مزاحمة المستشرقين


مزاحمة المستشرقين

 

لا يتصوَّر باحث موضوعي / أكاديمي أن ينتقد الاستشراق دون الإلمام بلغاته، أو بإحدى لغاته الرئيسية؛ كاللغة الألمانية، والإنجليزية، والفرنسية، والروسية، والإسبانية، والإيطالية، على تفاوت بين هذه اللغات في درجات الإسهام في الدراسات الإسلامية، الذين يجيدون بعض هذه اللغات ينتقدون الاستشراق بثقة، ولذا نراهم مع نقدهم للاستشراق يتوجهون إلى مراكزه في مزاحَمة علمية للمستشرقين أنفسهم.

 

لقد بدا على هؤلاء شيء من التأثُّر بالطروحات الاستشراقية عن الإسلام؛ فهم ليسوا جميعًا منها براء، إلا أن ما يقومون به يمكن أن يعدَّ نقطة تحول في مسيرة الدراسات الاستشراقية، بل ربما يعد تحولًا مضادًّا في استقبال المشتغلين بالاستشراق، فبعد أن كان المستشرقون يُستقبلون في الشرق في المجامع والجامعات والمعاهد العليا ومراكز البحوث، أضحى العلماء العرب والمسلمون هم الذين يُستقبلون في الغرب في مراكز الدراسات والبحوث والجامعات والمعاهد العليا؛ يقول ناصر عبدالرزاق الملا جاسم: “وإذا كان ثمة مؤشر إيجابي جدير بالتنويه فهو تعاظم مساهمة الباحثين العرب، ممن استوطنوا الأقطار الأوروبية في تطور الدراسات العربية والإسلامية فيها، وتوجيهها توجيهًا أكثر موضوعيةً”[1].

 

ومع هذا لا يُغفل إسهام أولئك العلماء المسلمين الغربيين الذين كان لهم أثر وتأثير على بعض المراكز الاستشراقية، وغالبيتهم ممَّن أنصفوا الإسلام وأخلصوا له قبل اعتناقه؛ “من أمثال: بوركهارت، وكرنكوف، وزونستين، وشنيتسر، ودينه، وفلوري، وميشو – بيللر، ومارمادوك، وفلبي، وليوبولد فايس، وجرمانوس”[2]، والقائمة تطول لتشمل محمد هوبهوم ومراد هوفمان.

 

هذا التحول الملحوظ في الموقف من الإسلام جعل مشيخة الأزهر تستعين بهؤلاء، في مطلع الثمانينيات الهجرية، الستينيات الميلادية من القرن الماضي، “بإلقاء سلسلة من دراساتهم الإسلامية على طلاب الفرقة النهائية في معهد الإعداد والتوجيه، قبل إيفادهم إلى الشعوب الإسلامية”[3]؛ للدعوة إلى الله وقيادة المراكز الإسلامية.


[1] انظر: ناصر عبدالرزَّاق الـمُلَّا جاسم: الإسلام والغرب: دراسات في نقد الاستشراق، عمَّان: دار المناهج، 1423هـ / 2003م، ص 24.

[2] انظر: نجيب العقيقي، المستشرقون؛ مرجع سابق، 3: 621.

[3] انظر: نجيب العقيقي، المستشرقون، المرجع السابق، 3: 624.



المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى