مقتل عصماء بنت مروان
مقتل عصماء بنت مروان
كانت زوجة ليزيد بن زيد الخطمي، وكانت تؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعيب الإسلام، وتحرض على النبي صلى الله عليه وسلم قولًا وشعرًا، ولما سمع عمير بن عدي الخطمي ما قالته من الشعر قال: لله عليَّ نذر لئن رددتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة لأقتلنَّها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ببدر، فلما رجع من بدر جاءها عمير في جوف الليل، فدخل بيتها، ثم غرس في صدرها سيفه وهي نائمة، وعاد إلى بيته، ثم حضر صلاة الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى عمير بعد انقضاء الصلاة، فقال له: ((أقتلت بنت مروان؟))، قال: نعم بأبي أنت يا رسول الله، وخشي عمير أن يكون افتأت على النبي صلى الله عليه وسلم بقتلها، فقال: هل عليَّ في ذلك شيء يا رسول الله؟ قال: ((لا ينتطح فيها عنزانِ))؛ أي: لن يطلب أحد بثأرها، ثم قال عليه الصلاة والسلام: ((إذا أحببتم أن تنظروا إلى رجل نصر الله ورسوله بالغيب، فانظروا إلى عمير بن عدي))، فلما رجع عمير من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى دياره وجد بنيها في جماعة يدفنونها، فقالوا: يا عمير، أنت قتلتَها؟ فقال: نعم، فوالذي نفسي بيده، لو قلتم بأجمعكم ما قالت، لضربتكم بسيفي هذا حتى أموت أو أقتلكم، فيومئذ ظهر الإسلام في بني خطمة، ولم يعد فيهم من يستخف بالإسلام، وكان قتلها لخمس بقين من رمضان.