Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
التاريخ الإسلامي

المجموعة العلمية من رسائل ابن رجب الحنبلي جمع سامي محمد جاد الله


المجموعة العلمية من رسائل ابن رجب الحنبلي جمع سامي محمد جاد الله

محمود ثروت أبوالفضل

 

صدر حديثًا كتاب “المجموعة العلمية من رسائل ابن رجب الحنبلي“، تأليف: الحافظ أبي الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي البغدادي ثم الدمشقي (ت 795 هـ)، تحقيق وجمع: “سامي بن محمد بن جاد الله“، و”عبدالعزيز بن ناصر الخباني“، نشر: “دار المحدث للنشر والتوزيع” و”دار الأوراق للنشر والتوزيع“.

 

 

ونجد أن الحافظ ابن رجب الحنبلي قد أولى موضوع “طلب العلم” عناية فائقة، وتناوله في كثير من تآليفه ورسائله، وقد أفرد له عدة رسائل عدة تناول فيها:

حقيقة العلم وأهميته وفضائله.


المنهج الصحيح في تلقيه.


صفات أهله وحامليه.


نماذج من أحوال ورثته.


كما أبان الفارق بين العلم النافع وغير النافع بيانًا قل أن تجده عند غيره.


ولم يبطل الدليل، وذم التقليد في طلب العلم، وفتح باب الاجتهاد به مع التقيد بهدي الصحابة والأئمة الأعلام.


ولما كانت حاجة أهل العلم وطلبته ماسة لجمع شتات هذه الرسائل في مؤلف واحد، نشأت فكرة هذا المجموع، حتى يسهل على الراغب قراءتها وإقراءها والإفادة منها، وضم هذا المجموع المبارك خمسة رسائل من رسائل ابن رجب الحنبلي:

مقدمة مشيخة الحافظ ابن رجب: وهو كتاب ذكر فيه ابن رجب الحنبلي مشايخه الذين أخذ عنهم العلم متنقلًا بين بغداد والشام والقاهرة والحجاز، مترجمًا لكل منهم، وحث في مقدمته على طلب العلم، وأهميته وفضله.


بيان فضل علم السلف على علم الخلف: وهي كلمات مختصرة في معنى العلم وانقسامه إلى علم نافع. وعلم غير نافع. والتنبيه على فضل علم السلف على علم الخلف.


تفسير قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ: وهي رسالة ماتعة كتبها ابن رجب في تفسير الآية الكريمة، مع بيان دلالة الآية عَلَى أن من خشي الله وأطاعه، وامتثل أوامره، واجتنب نواهيه، فهو عالم؛ لأنّه لا يخشاه إلا عالم.


وعلى نفي الخشية عن غير العُلَمَاء، ونفي العِلْم عن غير أُولي الخشية أيضًا، وأن من لم يخش الله فليس بعالم، وبذلك فسرها السَّلف، وجاء فيها بنكت وفرائد تفسيرية ولغوية.


شرح حديث أبي الدرداء في فضل العلم والعلماء: وهو في شرح حديث رسُول اللهِ صلّى اللهُ عليْهِ وسلّم يقُولُ: “منْ سلك طرِيقًا يبْتغِي فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللهُ بِهِ طرِيقًا إِلى الجنّةِ، وإِنّ الملائِكة تضعُ أجْنِحَتَهَا رِضًى لِطالِبِ العِلْمِ، وإِنّ العالِم ليسْتغْفِرُ لهُ منْ فِي السّمواتِ ومنْ فِي الأرْضِ حتّى الحِيتانُ فِي الماءِ، وفضْلُ العَالِمِ عَلَى العَابِدِ كفضْلِ القمرِ على سائِرِ الكواكِبِ، وإِنّ العُلماء ورثةُ الأنْبِياءِ، وإِنّ الأنْبِياء لمْ يُورِّثُوا دِينارًا ولا دِرْهمًا إِنّما ورّثُوا العِلْم؛ فمنْ أخذ بِهِ أخذ بِحظٍّ وافِرٍ”.


وفيه فوائد حول ماهية العلم النافع وغير النافع والمراد بعلم الظاهر وعلم الباطن، وأقسام العلماء، وبيان أن أكمل العلماء وأفضلهم: العلماء بالله وبأمره الذين جمعوا بين العلمين وتلقوهما معًا من الوحيين – أي: الكتاب والسنة – وعرضوا كلام الناس في العلمين معًا على ما جاء في الكتاب والسنة، فما وافق قبلوه، وما خالف ردوه.


وهؤلاء خلاصة الخلق، وهم أفضل الناس بعد الرسل، وهم خلفاء الرسل حقًّا، وهؤلاء كثير في الصحابة، كالخلفاء الأربعة، ومعاذ، وأبي الدرداء، وسلمان، وابن مسعود وابن عمر، وابن عباس وغيرهم.


رسالة “الرد على من اتبع غير المذاهب الأربعة”: في بيان أنّ الله كما حفظ الحديث بالمحدّثين، حفظ الفقه بالفقهاء وبالأئِمة الأربعة، وأنه لا يبطل الاجتهاد، غير أن اتباع الأئمة الأربعة واجب، ويدعو للتمسك بمذهب أحمد بن حنبل في تحيز واضح لمذهبه الفقهي، يقول في مقدمتها: “فقد بلغني إنكارُ بعض الناس عَلَى إنكاري عَلَى بعض من ينتسبُ إِلَى مذهب الإمام أحمد وغيره من مذاهب الأئمة المشهورين في هذا الزمان: الخروج عن مذاهبهم في مسائل، وزعم أنَّ ذلك لا يُنكر عَلَى مَنْ فعله، وأنَّ من فعله قد يكون مُجتهدًا مُتبعًا للحق الَّذِي ظهر له، أو مقلدًا لمجتهد آخر. فلا يُنكر ذلك عليه”.


والحافظ ابن رجب الحنبلي هو زين الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن رجب بن الحسن السلامي البغدادي ثم الدمشقي موطنًا. الشهير بابن رجب الحنبلي.


ولد على الراجح في سنة 736 هـ ببغداد.


وكان أبوه من أبو العباس شهاب الدين أحمد أهل العلم والقراءات حيث قرأ القرآن بالروايات، واشتغل بإقرائها، ولهذا لقب بالمقرئ.


واجتمعت عوامل كثيرة في تكوين شخصية ابن رجب العلمية فمنها نشأته بين كنف جده ووالده وما اشتهرا به من العلم والطلب، إلى جانب الاستعداد الفطري لدى ابن رجب نفسه لطلب العلم، والذي نماه احتكاكه بمشايخ عصره. فقد بدأ في الطلب وهو في سن الخامسة تقريبًا، فقد ذكر أنّه حضر لشيخه عبد الرحيم بن عبد الله الزريرتي (ت 741 هـ) قال: “وحضرت درسه وأنا إذ ذاك صغير لا أحقه جيدًا”، وقد تلقى إجازات كبار العلماء وهو في سن مبكرة:

يقول ابن رجب: وذكر شيخنا بالإجازة الإمام صفي الدين عبد المؤمن بن عبد الحق القطيعي البغدادي (ت 739 هـ).


كما ذكر بعض علماء الشام الذين أجازوه، كالقاسم بن محمد البرزالي (ت 739 هـ)، ومحمد بن أحمد بن حسان التلي الدمشقي (ت 741 هـ).


وفي دمشق سمع ابن رجب مع والده كبار المسندين والمحدثين مثل شمس الدين محمد بن أبي بكر بن النقيب (ت 745 هـ) والإمام علاء الدين أحمد بن عبد المؤمن السبكي وغيرهما. وفي نابلس ودمشق سمع من أصحاب عبد الحافظ بن بدران، كما ذكر في ذيله على الطبقات، قال: حدثنا عنه جماعة من أصحابه بدمشق ونابلس، وقرأت “سنن ابن ماجه” بدمشق على الشيخ جمال الدين يوسف بن عبد الله بن محمد النابلسي الفقيه الفرضي بسماعه منه.


وفي بغداد قرأ على الشيخ أبي المعالي محمد بن عبد الرزاق الشيباني سنة 749 هـ.


وقد لزم في دمشق شيخه ابن قيم الجوزية إلى أنْ مات ابن القيم سنة 751 هـ.


وقد أكثر عن شيخه أبي الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم الميدومي بمصر، كما لقي بالقاهرة محمد بن إسماعيل الصوفي المعروف بابن الملوك (4) (ت 756 هـ). وسمع أيضًا أبا الحرم القلانسي (ت 765 هـ).


ويذكر ابن رجب اجتماعه بالشيخ شمس الدين محمد بن الشيخ أحمد السقا وبين قاضي قضاة مصر الموفق ابن جماعة بمنى يوم القَرِّ عام 763 هـ.


ومن شيوخه: الإمام ابن القيم، ابن عبد الهادي، ابن العطار، ومنهم أيضًا أبو الحرم محمد بن محمد بن محمد القلانسي، ومحمد بن إسماعيل الخباز، وأبو الفتح محمد بن إبراهيم الميدومي.


وأثنى عليه الكثير من علماء عصره وما تلاه، قال عنه الحافظ ابن حجر في “إنباء الغمر”: “رافق شيخنا زين الدين العراقي في السماع كثيرًا، ومهر في فنون الحديث أسماءً ورجالًا وعللًا وطرقًا واطلاعًا على معانيه” ونقل عن ابن حجي قوله: “أتقن الفن وصار أعرف أهل عصره بالعلل وتتبع الطرق”.


وقال ابن قاضي شهبة: “كتب وقرأ وأتقن الفن، واشتغل في المذهب حتى أتقنه وأكب على الاشتغال بمعرفة متون الحديث وعلله ومعانيه”.


وقال ابن حجر في الدرر الكامنة: “وأكثر من المسموع، وأكثر الاشتغال بالعلم حتى مهر وأكثر عن الشيوخ، وخرج لنفسه مشيخة مفيدة”.


وقال عنه ابن فهد: “الإمام الحافظ الحجة والفقيه العمدة، أحد العلماء الزهاد والأئمة العباد، مفيد المحدثين واعظ المسلمين”.


وقال ابن العماد في الشذرات: “الإمام العالم العلامة الزاهد القدوة البركة الحافظ العمدة الثقة الحجة الحنبلي المذهب”.


ومن مصنفاته:

جامع العلوم والحكم.

تفسير سورة الإخلاص.

تفسير سورة النصر.

شرح علل الترمذي.

أهوال القبور.

شرح صحيح البخاري المسمى بفتح الباري.

فضل علم السلف علي علم الخلف.

لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف.

الفرق بين النصيحة والتعيير.

ذم المال والجاه.

نزهة الأسماع في مسألة السماع.

التخويف من النار.

استخراج الجدال من القرآن الكريم.

ذيل طبقات الحنابلة.

اختيار الأولى في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى.

القواعد الفقهية.

كشف الكربة في وصف أهل الغربة.

الحكم الجديرة بالإذاعة.

مجموع رسائل ابن رجب.





المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى