طبعة ملونة من مختصر خليل من إصدارات دار المعراج
طبعة ملونة من مختصر خليل
من إصدارات دار المعراج
صدر حديثًا طبعة ملونة ومميزة من كتاب “المختصر في فروع المذهب المالكي”، الشهير بمختصر خليل، لمؤلفه: العلامة “خليل بن إسحاق الجندي المصري” (ت 776 هـ)، قام على خدمته: “محفوظ بن ساعد بوكراع” و”عبدالحق بن أحمد بو ربيعة”، نشر: “دار المعراج للنشر والتوزيع”.
ويُعَدّ “مختصر الشيخ خليل”، للشيخ الإمام “ضياء الدين أبو المودة خليل بن إسحاق بن موسى بن شعيب المالكي المعروف بالجندي” من أشهر المختصرات الفقهية على مذهب السّادة المالكية، بل ربما كان أشهرها على الإطلاق في القرون المتأخرة، ويشهد لذلك عناية العلماء به وعكوف طلاب العلم على حفظه ودراسته، وتلقيهم له بالقبول.
وبالنظر في منهج الشيخ خليل الذي سلك في هذا المختصر نلاحظ أنه اقتصر على مشهور المذهب وما تكون به الفتوى من الأقوال، وترك بقيّتها ولم يُخرج من المسودة إلاَّ ثلثه الأول إلى النكاح، ومع ذلك أقام في تأليفه خمسًا وعشرين سنة، ووُجد باقيه فجمعه أصحابه، وألّف بعده “بهرام” باب المقاصّة منه، وأكمل “الأقفهسي” جملة يسيرة ترك لها بياضًا.
وكان ظهور الشيخ خليل بن إسحاق – الفقيه المالكي – في القرن الثامن، وبروز مختصره الفقهي الجامع الذي نال إعجاب أهل المغرب، ممكنًا لمصر منزلتها عند فقهاء المالكية بتونس، وفي المختصر أثر واضح لمتقدمي الفقهاء الأفارقة مثل: اللخمي، وابن يونس، والمازري، وهم ثلاثة من الأربعة الذين بني على اختيارهم مختصر خليل كما هو مبين في خطبته.
وقد جمع فيه خلاصة فقه المذهب المالكي بطريقة مختصرة جدًا ويعتبر هذا الكتاب وشروحه، المعتمد في نقل أرجح الأقوال التي تم اعتمادها في الفقه المالكي.
وهذه الطبعة الجديدة من هذا المختصر المبارك امتازت بعدة ميزات منها:
اعتماد المحققين على نسخة المتن التي شرح عليها العلامة “الدردير” لما عُرِفَ به من التحقيق والضبط، ولاعتماده في التدريس في هذه العصور المتأخرة.
مع الإشارة إلى الخلاف الموجود بين نسخ متن “المختصر”، مما نبه عليه الشراح (الدردير، والزرقاني، والحطاب، والخرشي، وعليش)، وكلها مطبوعة، مع الاكتفاء بذكر الخلاف الذي ينبني عليه معنى.
كما قام المحققان بوضع رقم تسلسلي من أول الكتاب إلى آخره لمسائل الكتاب واصطلحا على تسميته (الصورة الكبرى) مستعينين بشرح الخرشي، إذ أنه شرح المختصر بهذه الطريقة، فهو يأتي بالصورة ثم يأتي بشرحها، وهذا في الغالب الأكثر.
وقد نوه العلماء أن العلامة خليل قد عمد في مختصره إلى الترميز، مما جعل متنه لغزًا كبيرًا، فلا يكاد يقرأ بعيدًا عن شرح، لذا عمدا إلى وضع مسهلات كان قد اعتمدها العلماء في بعض الزوايا الجزائرية؛ كي تعين على فهمه وشرحه منها:
♦ النقطة الحمراء ((•)): تنوب عن الفاصلة، وتوضع عند المحل الذي يمكن التوقف عنده، ويسمونها: “الصورة الحمراء“.
♦ الترجيعة: وهي خط ممتد فوق العبارات المرجَّعَة إن فصلت بكلام، فتقرأ مع بعضها، كالمبتدأ مع خبره، والشرط مع جوابه، يضعون جزءًا من هذه العلامة فوق الشطر الأول من الجملة، وجزأه الآخر على تمامها، وقد عوض المحققون تلك العلامة بتلوين الشطر الأول وجزئه الثاني، بنفس اللون، فيقرأ الأول مع الثاني مع تجاوز كل ما ورد بينهما، ثم بعد ذلك يقرأ ما بينهما صورة صورة، فإن تغير اللون فيعلم القارئ أنه أمام مسألة أخرى فيها ترجيع آخر.
كما أضيفت للكتاب الألوان لفك الملغز منه ليصير سهلًا ميسورًا للقراء وأدعى للاستيعاب، مع ترتيب الألوان وإعادتها في كل فصل من فصول المختصر، فجعل اللون الفيروزي الأول في كل فصل، ثم الأرجواني، ثم الأخضر، وهكذا كما هو موضح في الكتاب.
وقد ألحق به المحققان كتاب “الجامع” المنسوب للمؤلف، مقابلًا على العديد من النسخ، وهي خمس نسخ خطية مع مطبوعتيه، وأثبتا الخلاف المهم من النسخ، واتبعا طريقة النص المختار، مع تقسيمه أربعة أحزاب ونهجا فيه نفس النهج الذي اتبعاه في المختصر.
وصاحب “المختصر” العلامة خليل: هو خليل بن إسحاق بن موسى المالكي – المعروف بالجندي – وكان يسمى محمدًا، ويلقب ضياء الدين، سمع من ابن عبد الهادي، وقرأ على الرشيدي في العربية والأصول، وعلى الشيخ عبد الله المنوفي في فقه المالكية، وشرع في الإشغال بعد شيخه وتخرج به جماعة، ثم درس بالشيخونية وأفتى وأفاد ولم يغير زي الجندية.
وكان صينًا عفيفًا نزهًا، كانت وفاته في شهر ربيع الأول سنة 767 هـ.
من مصنفاته:
• “المختصر” في الفقه، ويعرف بـ “مختصر خليل”، وقد شرحه كثيرون.
• “التوضيح” شرح به مختصر ابن الحاجب فِي سِتّ مجلدات انتقاه من شرح ابن عبد السلام وَزَاد فِيهِ عزوَ الأقوال وإيضاحَ مَا فِيهِ من الْإِشْكَال.
• “المناسك”.
• “مخدرات الفهوم في ما يتعلق بالتراجم والعلوم”.
• “مناقب المنوفي”.