Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
التاريخ الإسلامي

فوائد التمر والزيتون والبصل


فوائد التمر والزيتون والبصل

 

الحمد لله الذي أكمَلَ لنا الدين، وأتمَّ علينا النعمة، ورضِيَ لنا الإسلام دينًا، وجعلنا من خير أمةٍ أُخرجت للناس، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتؤمن بالله العزيز الحكيم، والصلاة والسلام على نبينا محمد، الذي أرسله ربه شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا؛ أما بعد:

 

فسوف أذكر بعض فوائد التمر والرطب والزيتون، والعود الهندي والبصل، فأقول وبالله تعالى التوفيق:

فوائد التمر والرطب:

قال ابن القيم رحمه الله: “التمر يدخل في الأغذية والأدوية والفاكهة، وهو يوافق أكثر الأبدان، مقوٍّ للحار الغريزي، ولا يتولد عنه من الفضلات الرديئة ما يتولد عن غيره من الأغذية والفاكهة، بل يمنع لمن اعتاده من تعفُّن الأخلاط وفسادها”؛ [زاد المعاد، لابن القيم، ج: 4، ص: 90].

 

روى أبو داود عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُفطِر على رُطَبات قبل أن يصلي، فإن لم تكن رطبات فعلى تمرات، فإن لم تكن، حَسَا حَسَوَات من ماء))؛ [زاد المعاد، لابن القيم، ج: 4، ص: 90].

 

التمر والرطب من المواد المفيدة لجسم الإنسان، وكون رسول الله صلى الله عليه وسلم يختارهما للصائم؛ فذلك لِحِكَمٍ ومنافعَ في هذه المادة؛ لعل منها: أن التمر يحتوي على نسبة عالية من سكر الفواكه الفركتوز أو الليفيولوز، وسكر الفواكه هذا له تأثيرٌ منشِّط للحركة الدودية للأمعاء، وبذلك فإنه يكافح الإمساك، فالتمر يساعد على تليين الأمعاء، إضافة إلى هذا، فإن التمور تحتوي على مواد سكرية سهلة الامتصاص بنسبة عالية تتراوح من سبعين إلى ثمانين بالمائة، والكيلوغرام الواحد من التمور يعطي طاقة حرارية عالية تصل إلى حوالي ثلاثة آلاف من السعرات، وهو القدر الذي يحتاجه الإنسان العادي من الطاقة الحرارية، والسكريات الـموجودة في الرطب والتمور تُمتص بسرعة فائقة، وفي أقل من ساعة، وهو عبارة عن سكر العنب وسكر الفواكه، وكلاهما أحادي، يمتصان مباشرة من جدار الأمعاء الدقيقة وبسهولة.

كما تحتوي التمور على سكر القصب، وهو ثنائي، وهو سهل الهضم أيضًا، فيتحول بواسطة خميرة السكراز الموجودة في العصارة المعوية إلى سكر العنب، وسكر الفواكه، فيمتص من جدار الأمعاء الدقيقة إلى الدم، ثم إلى الأنسجة، ليولد الطاقة الحرارية المطلوبة للجسم بعد تمثيله وتحويله إلى ماء وثاني أكسيد الكربون؛ فلهذا كان التمر أنسب الأغذية للصائم أول ما يبدأ به؛ لإمداده بالطاقة الحرارية، ولسهولة هضمه على المعدة والأمعاء؛ [الإعجاز العلمي للدكتور صالح أحمد رضا، ج: 1، ص: 291].

 

فوائد الزيتون:

روى الترمذي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كلوا الزيت وادَّهِنوا به؛ فإنه من شجرة مباركة))؛ [حديث صحيح، صحيح الترمذي، للألباني، حديث: 1508].

 

شجرة الزيتون من الأشجار المباركة، فيسهُل زراعتها ورعايتها، وهي دائمة الخضرة، وجميلة المنظر، كما أنها من الأشجار المعمرة، فقد يصل عمرها إلى نحو ستمائة عام تقريبًا، ونستطيع أن نوجز فوائد شجرة الزيتون في الأمور الآتية:

1- ثمرة الزيتون مادة غذائية جيدة للإنسان؛ حيث إنها تحتوي على نسبة جيدة من البروتين.

 

2- تتميز ثمرة الزيتون بوجود أملاح الكالسيوم والحديد والفوسفات، وهي مواد هامة أساسية في غذاء الإنسان، كما أنها تحتوي على فيتامينات أ، ب، ج، د.

 

3- يُستخرَج منها زيت الزيتون الذي يحتوي على نسبة عالية من الدهون السائلة، ويعتبر زيت الزيتون من أنقى أنواع الزيوت النباتية؛ لسهولة هضمه بواسطة الأمعاء؛ حيث يحتاج فقط إلى نصف الوقت الذي تحتاجه الزيوت الأخرى.

 

4- الزيتون الأخضر يعمل على تقوية المعدة.

 

5- استخلص العلماء من لِحاءِ شجرة الزيتون نوعًا من البكتيريا، ينتج مضادًّا حيويًّا، ثبت نجاحه في مقاومة أربعين نوعًا من الجراثيم.

 

6- زيت الزيتون مضاد للسموم، فإنَّ شُرْبَ فنجانٍ واحد منه يُحدِث في المعدة طبقة تَحُول دون امتصاص السموم.

 

7- زيت الزيتون مسكن للآلام وطارد للديدان، فإذا جاع الإنسان، وشرب زيت الزيتون، طُرِدت جميع الديدان من بطنه.

 

8- يُستعمَل زيت الزيتون ضد الإمساك، وضد تكاثر الحموضة.

 

9- زيت الزيتون يقوم بتقوية الأجهزة المناعية في جسم الإنسان.

 

10- دهان الشعر بزيت الزيتون يعمل على تقويته، ويُبْطِئ ظهور الشيب؛ [من عجائب الخلق في عالم النبات، محمد الجاويش، ص: 23 – 25].

 

فوائد العود الهندي:

روى البخاري عن أم قيس بنت محصن رضي الله عنها، قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((عليكم بهذا العود الهندي؛ فإن فيه سبعة أشفِيَة: يُسْتَعَطُ به من العُذْرة، ويُلَدُّ به من ذات الـجَنْبِ))؛ [البخاري، حديث: 5692].

 

• العُذرة: وجع في الـحلق، وهو الذي يسمى سقوط اللَّهَاة.

 

اللَّدُّ: صبُّ الدواء في أحد جانبي فم الـمريض؛ [فتح الباري، لابن حجر العسقلاني، ج: 10، ص: 176، 177].

 

• ذات الجَنب: ورم حار يعرِض في نواحي الجنب في الغشاء المستبطن للأضلاع؛ [زاد المعاد، ج: 4، ص: 81].

 

روى البخاري عن أنس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أمْثَل ما تداويتم به الـحجامة والقُسْط البحري]؛ [البخاري، حديث: 5696].

 

القسط: يُعرَف عند العطارين بعود القسط؛ وهو نوعان: هندي وهو أسود، وبحري وهو أبيض، والهندي أشدهما حرارة؛ [فتح الباري، لابن حجر العسقلاني، ج: 10، ص: 156].

 

قال الإمام ابن القيم رحمه الله: “عند الحديث عن العود البحري والهندي: هما حارَّان يابسان في الثالثة، ينشِّفان البلغم، قاطعان للزكام، وإذا شُرِبا نَفَعَا من ضُعف الكبد والمعدة، ومن بردهما، ومن حمَّى الدَّور والرِّبْعِ، وقَطَعَا وجع الجنب، ونَفَعَا من السموم، وإذا طُلِيَ به الوجه معجونًا بالماء والعسل، قلع الكَلَف”؛ [زاد المعاد، لابن القيم، ج: 4، ص: 354].

 

فوائد البصل:

البصل من النباتات العجيبة؛ لأن فيه الكثيرَ من الفوائد التي نستطيع أن نوجزها في الأمور الآتية:

1- فائدة البصل تعادل فائدة الأنسولين؛ إذ إن تناول بصلة واحدة يوميًّا، يؤدي إلى خفض نسبة السكر في الدم، بما لا يحتاج المريض إلى علاج.

 

2- البصل مطهِّر للجراثيم؛ وذلك لأن الأبخرة المتصاعدة منه قادرة على قتل البكتيريا الضارة، خاصة في الجروح الملوثة.

 

3- ثبت أن مضغ البصل في الفم لمدة خمس دقائق يقضي على جميع الميكروبات الموجودة في الفم، خاصة دفتريا اللوز.

 

4- البصل يخفض نسبة الكولسترول في الدم، ويقلل نسبة الإصابة بتصلب الشرايين.

 

5- البصل مفيد في علاج تورم الساقين، وانتفاخ البطن.

 

6- تحتوي الأجزاء اللحمية للبصل على مواد زيتية متطايرة، واثنين وعشرين حمضًا أمينيًّا، لها تأثير مضاد للميكروبات، بجانب المركبات الكبريتية، والزيوت الدهنية.

 

7- البصل يساعد على تفتيت الحصى وإدرار البول.

 

فائدة مهمة:

لقد اخترع العلماء أقراصًا لكي تمتص رائحة البصل، تحتوي على خلاصة الكلوروفيل المركزة، قادرة على ذلك؛ لكي يستفيد الناس من القيمة الغذائية للبصل؛ [من عجائب الخلق في عالم النبات، محمد إسماعيل الجاويش، ص: 28 – 30].

 

ختامًا: أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يجعل هذا العملَ خالصًا لوجهه الكريم، وأن ينفع بهذا العمل طلابَ العلم الكِرام، وأرجو كل قارئ كريم أن يدعو الله سبحانه لي بالإخلاص، والتوفيق، والثبات على الحق، وحسن الخاتمة؛ فإن دعوة المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب مستجابة، وأختم بقول الله تعالى: ﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحشر: 10].

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله، وأصحابه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.





المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى