جزء من مسند أبي أمية الطرسوسي تحقيق حسين سليم أسد الداراني
جزء من مسند أبي أمية الطرسوسي تحقيق حسين سليم أسد الداراني
صدر حديثًا كتاب “جزء من مسند أبي أمية الطرسوسي روى فيه أحاديث عن أبي هريرة رضي الله عنه“، للإمام الحافظ أبي أمية محمد بن إبراهيم بن مسلم البغدادي الطرسوسي (ت 273 هـ)، تحقيق: “حسين سليم أسد الداراني” و”مرهف حسين أسد“، نشر: “دار المعراج للنشر والتوزيع“.
وهذا الجزء من المسند يطبع لأول مرة عن نسخ خطية عزيزة، تخريج أبي أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي في علوم الحديث، وهو أحد المساند التي لم تطبع من قبل في مادته.
والطرسوسي هو محمد بن إبراهيم بن مسلم البغدادي ثم الطرسوسي، أبو أمية: من حفاظ الحديث. له “مسند” حديثي نادر. قال الذهبي: “وقع لنا جزآن من حديثه“، وهما مسندا “عبد الله بن عمر” و”أبو هريرة“، وقد تم طبع مسند “عبد الله بن عمر” رواية الطرسوسي – من قبل – بتحقيق “الأستاذ أحمد راتب عرموش“، صدر عن دار النفائس – بيروت، سنة 1407 هـ.
أما هذا المسند:
1- روي الكتابُ بسند فيه راوٍ ضعيفٌ، لكن أحاديث الكتاب مشتهرة ومخرَّجة في الكتب المعتمدة المشهورة عند أهل العلم، وقد توبع المصنف على كثير منها.
2- وقد ذكر الحافظ ابن حجر الكتاب ضمن مسموعاته في المعجم المفهرس (531)، ونسبه إليه الذهبي في السير (1391)، وابن العماد في شذرات الذهب (164)، والكتاني في الرسالة المستطرفة (164)، وسزگين في تاريخ التراث العربي (181).
3- أورد المؤلف في الكتاب الأحاديث التي تروى من طريق أبو هريرة – رضي الله عنه -، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
2- لم يستوعب كل الأحاديث التي رواها أبو هريرة.
3- اشتمل الكتاب على 63 حديثًا، وكلها مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
أما المسانيد من حيث هي، فمفردها وطريقة ترتيب الأحاديث فيها طريقة خاصة تختلف عن كل ما سبق، وهي تقوم على أن يذكر صاحب المسند “أي مصنفه” الصحابي أو عدة صحابة، ويذكر في ترجمة الصحابي الأحاديث التي يرويها عن شيوخه من طريق ذلك الصحابي، مثال ذلك: يأخذ المصنف عليًا بن أبي طالب، ويذكر في ترجمته الأحاديث التي يرويها عن أشياخه منتهيًا سندها إلى علي بن أبي طالب، وقد يقتصر المسند على صحابي واحد، وقد يحوي عدة صحابة، فإذا انتهى المصنف من سرد الأحاديث التي يرويها عن الصحابي الأول، انتقل إلى الصحابي الثاني وهكذا، وقد ترد أسماء الصحابة مرتبة على الحروف الهجائية، وقد تأتي دون أي ترتيب، ولاشك أن طريقة تصنيف المسانيد لا تخلو من الصعوبة في المراجعة، لأن الصحابي قد يروي عددًا كبيرًا من الأحاديث، ومن يريد الرجوع إلى حديث معين عليه مراجعة جميع الأحاديث.
وقد بلغت المسانيد عددًا كبيرًا اشتهر منها أكثر ما اشتهر (مسند أحمد بن حنبل)، وهو مطبوع ومتداول، كما طبع عدد لا بأس به من المسانيد، وما زال عدد أكبر لم يطبع حتى الآن، ومنها أيضًا هذا المسند (مسند أبو هريرة) هو تخريج أبي أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي رحمه الله، وهو أحد المسانيد التي لم تطبع قبلًا، وظهر للنور بإخراج سهل المتناول وتصنيف حسن.
وهذا الجزء فيه من مسند أبو هريرة رضي الله عنه.
• تخريج أبي أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي رحمه الله.
رِوَايَةُ أَبِي عَمْرٍو أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَكِيمٍ الْمَدِينِيِّ، عَنْهُ.
رِوَايَةُ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ جُولَةَ الأَبْهَرِيِّ، عَنْهُ.
رِوَايَةُ الرَّئِيسِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْقَاسِمِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ أَحْمَدَ الثَّقَفِيِّ، عَنْهُ.
رِوَايَةُ الإِمَامِ الْحَافِظِ أَبِي طَاهِرٍ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ السِّلَفِيِّ، عَنْهُ.
رِوَايَةُ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الصَّابُونِيِّ، عَنْهُ.
ونجد أن المحققان قد قاما بتحقيق النص حيث نقلا نصوص الأحاديث مع العودة إلى كتب الحديث المختلفة ومقابلة الأحاديث، وتخريجها.
مع مراجعة أسماء الرواية على كتب التراجم وضبطها، ويعتمد التخريج ذكر أسماء الرواة المشار إليهم بكناهم أو ألقابهم كاملة في الحواشي، وضبط النص بالشكل وشرح بعض الكلمات، وعلقا على الأحاديث بما يوضح النص، ولا يخرج بالتحقيق عن غايته.
كما وأنشأا فهرسًا خاصًا بأوائل الأحاديث، ورقم الأحاديث برقم متسلسل من أول المسند إلى آخره.
وصاحب المسند أبو أمية محمد بن إبراهيم بن مسلم بن سالم الثغري الطَرَسوسي. (حوالي 180 هـ – 273 هـ) أحد العلماء ومن رواة الحديث عند أهل السنة والجماعة.
أصله من بغداد، نزل طرسوس وسكن بها، فقيل له الطرسوسي، ويقله له أيضًا الثغري، نسبة إلى الثغر وهو المواضع القريبة من الكفار يرابط المسلمون بها.
وله مُسند جليل.
حدث عن: عبد الوهاب بن عطاء، وعمر بن يونس اليمامي، وروح بن عبادة، وجعفر بن عون، وعبد الله بن بكر السهمي، وعثمان بن عمر بن فارس، وعبيد الله بن موسى، والحسن بن موسى الأشيب، ويعقوب الحضرمي، وشبابة بن سوار، وأبي مسهر، وطبقتهم.
حدث عنه: أبو حاتم الرازي، وابن صاعد، وأبو عوانة، وابن جوصا، وأبو الدحداح، وأبو بكر بن زياد، وأبو الطيب بن عبادل، وعثمان بن محمد السمرقندي، وأبو علي الحضائري، وحفيده محمد بن إبراهيم بن أبي أمية، وخلق كثير.
قال فيه السمعاني:
“من ثقات البغداديين المكثرين”.
وقال ابن يونس المصري: “كان من أهل الرحلة، فهمًا بالحديث. وكان حسن الحديث”.
وقال النووي: “كان إمامًا في الحديث، رفيع القدر، مقدمًا، فهمًا، رحالاً”. وقال أبو داود السجستاني: “ثقة”. وقال أبو بكر الخلال: “أبو أمية محمد بن إبراهيم رجل رفيع القدر جدًا، كان إمامًا في الحديث مقدمًا في زمانه”. وقال الذهبي: “الإمام، الحافظ، المجود، الرحال”.
وتوفي بطرسوس في جمادى الآخرة سنة 273 هـ.