Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
التاريخ الإسلامي

المؤاخاة بين الأوس والخزرج


المؤاخاة بين الأوس والخزرج

 

قبيلتان رئيستان في المدينة، سكنتا يثرب بعد خراب سد مأرب باليمن، فهما يمانيتان، لكن وقع بينهما خصام وحروب، أذكاه اليهود؛ فقد حالف كل من هاتين القبيلتين قبيلة من اليهود، وكان عدد أفراد الخزرج يزيد على عدد أفراد الأوس، وغالبًا ما كانت الدائرة على الأوس في القتال، لكن في يوم بعاث كانت الغلبة للأوس وهزمت الخزرج، ثم جاء الإسلام وتحاجز الفريقان؛ فقد آخى الإسلام بينهما واندثرت لفترة تلك الإحن والعداوات، غيرَ أن اليهود الذين يعيشون على فُرقة الآخرين واختلافهم منطلقين من مثلهم الذي يعملون على تنفيذه بدقة متناهية “فرِّقْ تسُدْ” لم يرُقْ لهم هذا التآخي، وورد أن شاس بن قيس – وهو من كبار اليهود، وهو شيخ طعن في السن، وكان عظيم الكفر وشديد العداوة والحسد للمسلمين – مر على نفر من الأوس والخزرج من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقد جمعهم مجلس واحد يتحدثون فيه، وقد سادت الأخوة والألفة بينهم، فغاظه ما رأى من أُلفتهم وصلاح ذات بينهم على الإسلام بعد الذي كانوا عليه في الجاهلية من العداوة والاقتتال، فقال: قد اجتمع ملأ بني قيلة بهذه البلاد، والله ما لنا معهم إذا اجتمع ملؤهم بها من قرار، فأمر فتى شابًّا معه من يهودَ، فقال: اعمِدْ إلى مجلسهم فاجلس معهم ثم ذكرهم يوم بعاث وما كان قبله، وأنشدهم بعض ما كانوا يتقاولون فيه من الأشعار، ففعل، ثم هاج الشر بينهم، فتواثب رجلان من الحيين على الركب – أوس بن قيظي من الأوس، وجبار بن صخر من الخزرج – وقالا بعد أخذٍ ورد بغضب: إن شئتم والله رددناها الآن جذعة، وغضب الفريقان ونادوا: السلاح.. السلاح، وكان الموعد الحرة الظاهرة، واجتمع فريق الأوس وفريق الخزرج، وقبل الالتحام بلغ ما حدث النبيَّ صلى الله عليه وسلم فخرج إليهم ومعه جمع من المهاجرين ووقف بين الصفين وقال: ((يا معشر المسلمين، اللهَ الله، أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم؟! بعد إذ هداكم الله إلى الإسلام، وأكرمكم به، وقطع به عنكم أمر الجاهلية، واستنقذكم به من الكفر، وألَّف به بينكم، ترجعون إلى ما كنتم عليه كفارًا))، فعرف القوم أنها نزغة من الشيطان وكيد من عدوهم لهم، فألقوا السلاح من أيديهم وبكوا، وعانق الرجال بعضهم بعضًا، ثم انصرفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سامعين مطيعين قد أطفأ الله كيد عدوهم، وباء بالخسران المبين، ونزل قول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ * وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [آل عمران: 100 – 103].



المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى