الظاهر والمختفي – في النقد اللساني بين الإبداع والتلقيلعبد الجليل مرتاض
الظاهر والمختفي – في النقد اللساني بين الإبداع والتلقي
لعبد الجليل مرتاض
صدر حديثًا كتاب “الظاهر والمختفي – في النقد اللساني بين الإبداع والتلقي”، تأليف: أ.د. “عبد الجليل مرتاض”، نشر: “دار الأيام للنشر والتوزيع”.
يتناول هذا الكتاب للدكتور “عبد الجليل مرتاض” تناولًا حيويًا لقضايا لسانية متعددة تصب في ظاهرة النقد الحديث لعلوم اللغة أو ما يعرف بعلوم اللسانيات، فيبحث في “لسانيات النص “، متناولًا “تحليل الخطاب”، وأوجه “القراءات اللسانية للنصوص”، مع بيان العلاقة بين “الإبداع والتلقي” في المواءمة بين الكاتب ومتلقي النص أو القارئ، ويطرح أيضًا ظاهرة “القراءات النقدية الجديدة للنص التراثي”،… فضلًا عن قضايا لسانية عامة ولغوية خاصة، كالعلامة اللسانية، والتأويل الدلالي والشعري للخطاب، والتفكيك … إلى جانب مساسه مساءلات أدبية ومعنوية تعد حديث اللسانيات المعاصرة والقراءات الجديدة.
يقول الكاتب:
“حين تسول لباحث نفسُه في إحدى لحظات اللاّوَعيْ أو الغرور أن يجرؤ على تناول عمل إبداعي أو مما يمس عالم التخيل والإبداع، لن يسعه إلا أن يجد نفسه بعد سطور خطها مورطًا في فضاءات من المجاهل والطلامس، وفي الوقت نفسه، لن يجد مناصًا، وقد ثاب إلى لحظة وعيه ونكوصه عن غروره، من أن يتهم نفسه أو يسم نفسه بأنه إما مغامر أو مبدع مراهق، ذلك أننا من جهة نريد أن نتناول عالمًا تخيليًا له أدواته ومواهبه، ومن جهة أخرى نقدم على تناول عالم لغوي يفترض فيه سلفًا أن تكون حقوله اللسانية موضوعية ذات مناهج مشخصة في وحداتها وقوالبها وتراكيبها”.
ويرى د. “عبد الجليل مرتاض” في كثير من أطروحاته العلمية أن استمرار البحث الأكاديمي في هذا التراث اللساني العربي الأصيل ما هو إلا دلالة على قوته وعراقته وأصالته مؤكدًا أنّ البذور والجذور التي أسّسها له أولئك الفقلغويون (فقهاء اللغة) القدماء العباقرة تنمّ عن بنيات صحيحة ومناهج سليمة لا يشوبها وهن ولا خطل في مقابل النظرات النقدية الحديثة.
أمّا عن دور العرب في خلق مناهج علمية للدّراسة اللّغوية، فيرى الدكتور “عبد الجليل مرتاض” إنّهم تمكّنوا في وقت مبكّر من خلق منهج فقلغي شامل، يدرسون بفضله جوانب مختلفة من اللغة العربية، والمدهش في تلك الدراسات أنّها اعتمدت على إقامة الحجة العلمية بالعودة إلى أرقى المدوّنات العربية القديمة، في محاولة لإثبات صفاء العربية وكمالها وكذا حمايتها من أيّ تحريف -على رأي جورج مونان- ولعل ذلك واضح في كتاب سيبويه وكتب أخرى لحقت به. هذا وقد اختار علماء آخرون المنهج المقارن لدراسة العربية في مقابل اللغات الأخرى كالسريانية والعبرانية والحبشية.
وأ.د. “عبد الجليل مرتاض” عمل أستاذًا في قسم الدراسات اللغوية بجامعات وهران وتلمسان وسيدي بلعباس بالجزائر، عضو اتحاد الكتاب الجزائريين، وعضو اللجنة الوطنية لبرامج اللغة العربية، وعضو المجلس الأعلى للغة العربية، وعضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية (الرياض).
تنوّعت كتابات الدكتور عبد الجليل مرتاض بين البحث العلمي (في اللغة والنقد والترجمة) والإبداع الروائي، وجاءت كتبه العلمية لتُوَجِّه أنظار الباحثين إلى التراث العربي القديم في المجال اللساني على وجه الخصوص، ومنها:
• العربية بين الطبع والتطبيع (ديوان المطبوعات الجامعية- الجزائر 1993).
• بوادر الحركة اللسانية الأولى عند العرب (دار الأشرف- بيروت 1988).
• التحليل اللساني البنيوي للخطاب (دار الغرب- وهران- الجزائر 2000).
• الموازنة بين اللهجات العربية (دار الغرب- وهران- الجزائر).
• تراكيب لهجية عربية جزائرية في ظل الفصحى (دار الغرب- وهران- الجزائر).
• اللسانيات الجغرافية في التراث اللغوي العربي (دار الغرب- وهران- الجزائر).
• مقاربات أوّلية في علم اللهجات (دار الغرب- وهران- الجزائر).
• مفاهيم لسانية دي سوسيرية (دار الغرب- وهران- الجزائر).
• اللغة و التواصل (دار هومة- الجزائر).
• التحوّلات الجديدة للسانيات التاريخية (دار هومة- الجزائر).
• دراسة لسانية في الساميات واللهجات العربية القديمة (دار هومة- الجزائر).
• التهيئة اللغوية للنحت في العربية (دار هومة- الجزائر).
• الفسيح في ميلاد اللسانيات العربية (دار هومة- الجزائر 2008).
• في مناهج البحث اللغوي (دار القصبة- الجزائر 2003).
• مباحث لغوية في ضوء الفكر اللساني الحديث (دار ثالة- الجزائر).
• دراسة سيميائية ودلالية في الرواية و التراث (دار ثالة- الجزائر 2005).
• في رحاب اللغة العربية (ديوان المطبوعات الجامعية- الجزائر).
• في عالم النص والقراءة (ديوان المطبوعات الجامعية- الجزائر 2006).
• البنية الزمنية في القص الروائي (ديوان المطبوعات الجامعية- الجزائر 1993).
أمّا عن مجال الإبداع، فقد ألف د. عبد الجليل مرتاض كثيرًا من الروايات الإبداعية منها:
• رُفعت الجلسة (مطبعة النيل- القاهرة 1989).
• عقاب السنين (رابطة الأدب العربي الحديث- القاهرة 1990).
• دموع وشموع (اتحاد الكتاب العرب- دمشق 2001).
• أنتم الآخرون (دار الغرب- وهران- الجزائر 2004).
• لا أحبّ الشمس في باريس (دار هومة- الجزائر 2005).
• ما بقي من نعومة أظافر الذاكرة (دار الغرب- وهران- الجزائر 2007).