Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
التاريخ الإسلامي

البهاء في تاريخ حضرموت أقدم تاريخ حضرمي مرتب


البهاء في تاريخ حضرموت أقدم تاريخ حضرمي مرتب

 

صدر حديثًا كتاب “البهاء في تاريخ حضرموت”، تصنيف العلامة الفقيه المؤرخ: “عبد الرحمن بن علي بن حسان” (ت سنة 818 هـ)، تحقيق: د. “عبد الله محمد الحبشي”، نشر: “دار الفتح للدراسات والنشر”.

 

وهذا الكتاب ينشر لأول مرة حيث كان في عداد الآثار المفقودة، وهو أقدم تاريخ حضرمي مرتب على الحوادث والسنين، ونجد أن تاريخ حضرموت الوسيط يظل كله تقريبًا مجهول الحقيقة لانعدام المصادر التاريخية المعتبرة، حتى إذا أطل القرن الميلادي العشرون ظهرت كتابات تاريخية حضرمية معاصرة تحاول سبر غور ذلك المجهول، غير أنّ تلك الكتابات المعاصرة ما كان لها إلا أنْ تعاني ذلك المأزق الحضرمي العنيد، ألا وهو غياب المصادر، لهذا نجدها وهي تتحدث عن ذلك العصر تأتي بالأقوال دون مصدرية وتصدر الأحكام دون تسبيب تاريخي وعلمي معقول.


ولقد لخص المؤرخ سعيد عوض باوزير (ت 1978م) مأزق ذلك التاريخ الحضرمي بقوله: “إن كل متتبع لتاريخ حضرموت يصطدم بثلاث حقائق هي:

1) نقص خطير في المصادر سواءً فيما يتعلق بالتاريخ الجاهلي أو عهود ما بعد الإسلام.


2) صعوبة انتقاء الحقائق التاريخية من بين أكداس المعلومات التي لا تدعو إلى الاطمئنان، حيث كتبت تحت عدة مؤثرات عاطفية أو عنصرية أو مذهبية أو سجلت عن غفلة أو سذاجة أو حسن نية.


3) وجود فجوات واسعة في مجرى الأحداث التاريخية لم تتعرض لها المصادر الموجودة، أو تعرضت له بشيء من التحريف والتشويه يزيد من غموضها والتباسها.


ويضيف “باوزير” قائلًا: “وهكذا يجد المؤرخ لحضرموت نفسه بالإضافة إلى قلة المصادر وعدم تكامل عناصر الاعتماد عليها، أمام عهود تاريخية بكاملها، لا يجد لها مصادر، وأمام عهود أخرى لا تتحدث مصادرها إلا عن وفيات الأعيان ومواليدهم ونواحي حياتهم الشخصية وما أشبه ذلك من الحوادث الشخصية التي لا تعني شيئًا في تصوير النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتحديد الاتجاهات الفكرية والثقافية الأمر الذي يضطر الباحث الحريص على الحقيقة أن يكتفي بالتدوين والتسجيل للحوادث وترتيبها دون أن يجرؤ على إصدار أحكام لم تتوفر لها حيثياتها ومقدماتها”.


يقول الدكتور صلاح الدين المنجد في تقديمه لكتاب المؤرخ الحامد (تاريخ حضرموت): “إن تاريخ حضرموت أغمض شأنًا، بل إن تاريخها غير معروف بالتفصيل والتسلسل المتصل حتى عند خواص أبنائها… وان مدارس حضرموت لا يمكنها أن تدرس تاريخ حضرموت وسكانها لعدم وجود المصدر لذلك، وإن كتب تاريخ حضرموت لا تعطي صورة واضحة عن كل عصر، بل أن تحقيق ذلك يحتاج لشيء من الدرس والتهذيب، وإن ما ألف عنها اليوم لم يؤت الدقة وأعوزته أحيانًا الصحة وشابه الخبط والتلفيق”.


لذلك تأتي أهمية هذا الكتاب من جهات عدة، منها: قلة المؤلفات التي وضعت في تاريخ حضرموت عبر الأدوار التاريخية، ومنها: قلة المؤرخين الحضارمة خصوصًا واليمنيين عمومًا، ومنها: أنه كُتب في حقبة مبكرة في نهاية القرن الثامن الهجري وأول التاسع، فمؤلفه هو المؤرخ العلامة عبد الرحمن بن علي بن حسان الشبامي (ت 818 هـ)، الذي يكاد يكون الوحيد في عصره الذي تصدى لكتابة تاريخ إقليمه، ولم يسبقه إلى ذلك أحد فيما نعلم.


ويختلف تاريخ ابن حسان اختلافًا تامًا عن نمط التواريخ المنقبية التي جاءت بعده، إذ تميز بكون مادته تأريخية بحق، ترصد الوقائع والأحداث والتراجم والوفيات.


ولم يكن لابن حسان غالبًا سلف من مؤرخي الحضارم يستقي مادته منهم، والمرجح أنه استمد من مدونات محلية توفرت له، كما استمد بعض وفياته من شواهد قبور أصحابها، بالإضافة إلى مصادر تاريخية عامة وأخرى نجهلها.


وفي كل هذه الجوانب من الفرادة ما تجعل هذا التاريخ أهم وأقدم تاريخ حضرمي ينشر حتى يومنا هذا.


وصاحب هذا التأريخ الإمام المؤرخ العلامة “عبد الرحمن بن علي بن حسان” قاضي المشقاص ودفينها سنة 818هـ، اشتهر تاريخه عند مؤرخي حضرموت ونقلوا عنه في تواريخهم منهم: المؤرخ أحمد بن عبد الله شنبل في “التاريخ الأكمل”، والمؤرخ الطيب بن عبد الله بامخرمة في “قلادة النحر”، ينقل عنه صفحات ويكتب أعلاه (منقول من تاريخ ابن حسان)، ومن المتأخرين النسابة المؤرخ سالم بن أحمد باجندان في كتابه (الدر والياقوت في معرفة بيوتات عرب المهجر وحضرموت)، قال عنه شنبل في تاريخه: وهو الإمام واحد عصره في العلم، كان كريمًا معطيًا سخيًا جوادًا، له تصانيف منها شرح جامع المختصرات ونكت على المهذب، وله تاريخ مشهور، وله نبذ في أدلة التنبيه، وله قصائد عظيمة، وكتاب مناقب الفقيه محمد بن علي باعلوي وغيره.


وقال عنه العلامة علوي بن طاهر الحداد: الفقيه الإمام العالم المتقن القاضي، الساكن بريدة المشقاص. له ثلاثة تواريخ في وفيات أعيان اليمنيين وموالديهم، وقد وقفت على الصغير منها في خزانة سيدي أحمد بن حسن العطاس، وناولني شيخنا هذا التاريخ فتصفحته. وله كتاب خاص في مناقب الأستاذ الأعظم، كما وقفت على نسخة منه بمكتبة السيد سالم بن علي المحضار ببلدة حبان سنة 1322 هـ، وله تاريخ البهاء، موضع بالمشقاص.







المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى