Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
التاريخ الإسلامي

الدعوة أيام الحج وعرض النبي صلى الله عليه وسلم نفسه على القبائل


الدعوة أيام الحج

وعرض النبي صلى الله عليه وسلم نفسَه على القبائل

 

ورُوي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرض نفسه في المواسم على القبائل – والمواسم يقصد بها أيام الحج وأسواق العرب الموسمية التي تقام قريبًا من مكة – ففي الحديث الذي صححه ابن حبان: أن ربيعة بن عباد قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوق ذي المجاز يتبع الناس في منازلهم يدعوهم إلى الله عز وجل، وعند أحمد عن جابر قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على الناس بالموسم فيقول: ((هل من رجل يحملني إلى قومه؟ فإن قريشًا منعوني أن أبلغ كلام ربي))، فأتاه رجل من هَمْدان فأجابه، ثم خشي ألا يتبعه قومه فجاء إليه فقال: آتي قومي فأخبرهم ثم آتيك من العام المقبل، قال: ((نعم))، فانطلق الرجل وقد جاء الأنصار في رجب، وفي منى يروي علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: لما أمر الله نبيه أن يعرض نفسه على قبائل العرب خرج وأنا معه وأبو بكر إلى منى، حتى دفعنا إلى مجلس من مجالس العرب، وتقدم أبو بكر وكان نسَّابة فقال: من القوم؟ فقالوا: من ربيعة، فقال: من أي ربيعة أنتم؟ قالوا: من ذهل، وكان معهم لقاء لم يثمر، كما روي أنه التقى بوفد لبني شيبان، فكان جوابهم بأنهم يمنعون رسول الله صلى الله عليه وسلم من العرب، ولا يستطيعون أن يمنعوه من الفُرس، فكان جواب النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنه لا يقوم بهذا الدين إلا مَن يحوطه من كافة جوانبه))، وذكر ابن الأثير أسماء عدد من القبائل التقاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم: كندة ممثلة بسيدها مليح، فأبوا قبول دعوته وحمايته، وعرض الدعوة على قبيلة كلب، فلم يقبلوا ما عرض عليهم، وأتى بني حنيفة فكان ردهم عليه أقبح رد، وأتى بني عامر فقال رجل منهم: أرأيت إن نحن تابعناك فأظهرك الله على من خالفك أيكون لنا الأمر من بعدك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الأمر إلى الله يضعه حيث يشاء))، فقال: أفنهدف نحورنا للعرب دونك فإذا ظهرت كان الأمر لغيرنا؟ لا حاجة لنا بأمرك، ولما رجعت بنو عامر إلى ديارهم وأخبروا شيخهم خبر النبي صلى الله عليه وسلم ونسبه، وضع يده على رأسه، ثم قال: “يا بني عامر، هل من تلاف؟ والذي نفسي بيده، ما تقوَّلها إسماعيليٌّ قط وإنها لحق؛ فأين كان رأيكم عنه؟”.

 

ويروى أن بيحرة بن فراس وجد قومه قد أذنوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينزل عندهم، فقال: ما أعلم أحدًا من أهل هذه السوق – عكاظ – يرجع بشيء أشد من شيء ترجعون به بدءًا ثم لتنابذوا الناس وترميكم العرب عن قوس واحدة، قومه أعلم به، لو آنسوا منه خيرًا لكانوا أسعد به، أتعمدون إلى زهيق قد طرده قومه وكذبوه فتؤوونه وتنصرونه؟ فبئس الرأي رأيتم، ثم أقبل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: قم فالحق بقومك؛ فوالله لولا أنك عند قومي لضربتُ عنقك، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ناقته فركبها، فغمز بيحرة شاكلتها – خاصرتها – فقمصت برسول الله صلى الله عليه وسلم فألقته، وعند بني عامر يومئذ ضباعة ابنة عامر بن قرط، كانت من النسوة اللاتي أسلمن، جاءت زائرة إلى بني عمها، فقالت: يا آل عامر ولا عامر لي، أيصنع هذا برسول الله بين أظهركم لا يمنعه أحد منكم؟ فقام ثلاثة من بني عمها إلى بيحرة واثنان وقفوا معه فجلدوا ببيحرة وأعوانه الأرض وعلوهم لطمًا وضربًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم بارك على هؤلاء، والعن هؤلاء))، فآمن فيما بعدُ الذين ناصروه، وبقي على الكفر الذين ناصروا بيحرة، وهكذا ضيع بنو عامر شرف السبق لمناصرة الدعوة، فكان الشرف للأوس والخزرج أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

وروى ابن إسحاق: أن رجلًا وضيئًا أحول له غديرتان وعليه حلة عدنية كان يتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم في منى، فإذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله وما دعا إليه، قال ذلك الرجل: يا بني فلان، إن هذا إنما يدعوكم إلى أن تسلخوا اللات والعزى من أعناقكم، وحلفاءكم من الجن إلى ما جاء به من البدعة والضلالة، فلا تطيعوه ولا تسمعوا منه، فكان هذا الرجل أبا لهب، فهل يوجد أفجر من هذا العم تحت أديم الشمس؟



المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى