Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
التاريخ الإسلامي

أصناف الناس مع مواقع الإنترنت (PDF)



تحميل ملف الكتاب

لكننا وجدنا عكس ذلك، فقد أنشئت مواقع متخصصة لبث الفاحشة في الذين آمنوا؛ تدعوا إلى الفحش والفجور، فنتج عن ذلك ضياع الأوقات في اللهو والملذات، وانتشار الفاحشة في المجتمع المسلم، وقد قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ﴾( ) .

أصناف الناس مع مواقع الإنترنت

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان وسلم تسليماً كثيراً وبعد:

فلا شك أن نعم الله علينا كثيرة جداً لا تعد ولا تحصى، كما قال الله تعالى: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ﴾ [1] ومن تلك النعم التي أنعم الله بها علينا وأساء استخدامها كثير من الناس (الإنترنت)، وكان جديراً بأن يسخر في طاعة الله سبحانه وتعالى، ونشر العقيدة الصحيحة والذب عنها، والتحذير من الشرك، وأهل البدع والأهواء.

 

لكننا وجدنا عكس ذلك، فقد أنشئت مواقع متخصصة لبث الفاحشة في الذين آمنوا؛ تدعوا إلى الفحش والفجور، فنتج عن ذلك ضياع الأوقات في اللهو والملذات، وانتشار الفاحشة في المجتمع المسلم، وقد قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ ﴾ [2].

 

وأنشئت مواقع أخرى لنشر ما هو مباح وليس فيه مخالفة، وهذه المواقع ينبغي أن يستفيد منها المرء على قدر حاجته من غير تضييع لوقته فيها.

 

وأنشئت مواقع أخرى لأهل البدع والأهواء، يبثون من خلالها سمومهم وأفكارهم المنحرفة والهدامة في صفوف المسلمين ليوقعوا الشباب في تياراتهم المنحرفة، مثل: مواقع الرافضة، والصوفية، وجماعتي التبليغ والإخوان، وكذلك مواقع دعاتهم، فإنه لا خير فيها، بل هي والله أشد خطراً من المواقع التي تبث الرذيلة –من غير تهوين للمعصية– فإن صاحب المعصية يعلم أنه عاصٍ لله، وأما صاحب البدعة فيتدين لله ببدعته ويقاتل ويموت عليها، كما قرر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- في مواطن من كتبه.

 

وأنشئت مواقع أخرى يدعي أصحابها السلفية، ويُدَلِّسُون ويُلَبِّسُون على الناس وهم منها براء، وقد انكشف حال كثير من هؤلاء لكثير من الناس، وتبين أنهم يخالفون المنهج السلفي، وأما بقيتهم فسيظهر عوارهم بمشيئة الله، ونسأل الله أن يهديهم، فهدايتهم أحب إلينا من ضلالهم، ونشهد الله على ذلك.

 

وأنشئت مواقع أخرى ومنتديات شتى باسم السلفية، يوضع فيها مقالات وكتب ودروس للعلماء السلفيين، وأخرى لغيرهم من المنحرفين، وهم بذلك قد جمعوا بين الغثِّ والسمين وبين الحق والباطل.

 

بل لقد اغتر بفعلهم كثير من الناس فقالوا لو كان هؤلاء على الباطل ما وضعهم الشيخ فلان -في موقعه أو منتداه الذي يشرف عليه- بجوار العلماء السلفيين، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

 

وأما المواقع والمنتديات السلفية الصحيحة النقية فهي قليلة جداً بجوار ركام الباطل، وهذا يدل على غربة الدين في هذا الزمان الذي قلَّ فيه السلفيون المخلصون، وكثر فيه الكاذبون الهمج الرعاع والمدَّعون لذلك، نسأل الله السلامة والعافية من هذا الدخن.

 

وهناك بلية أخرى في الإنترنت يجدر بنا التنبيه عليها؛ فالكلام عليها الآن من الأهمية بمكان نظراً لتفشى ذلك الأمر في عالم الإنترنت وهي: أن الكتابة فيه مفتوحة المجال لكل أحد، فقد دخل الجهلاء من الدهماء والغوغاء تلك المواقع والمنتديات السلفية فأفسدوها، وهذا ما يعرف اليوم بالطعن من وراء الشاشات، ولسان حال أحدهم (أنا ابن باز ، أنا ابن عثيمين) وجهل المسكين أو تجاهل أنه لا يحسن فقه الطهارة، بل ربما لا يحسن مسألة من مسائل العقيدة والتوحيد.

 

فشغب هؤلاء على الحق وأهله، وأصبح زماننا زماناً ظهر فيه العجب العجاب، ونطق فيه الرويبضة كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، ثم إذا بهم يوجهون إلى أهل الحق الاتهامات والطعنات وهم منها براء فإلى الله المشتكى.

 

فحري بمن يريد الحـق ويسعى إليه ويطلب النجاة والهـدى؛ أن يَعَضَّ عليه وعلى أهله بالنواجذ، وأن لا يدخل إلا المواقع والمنتديات السلفية النقية ويبتعد عما فيها دخن، وأن يحذر أهل البدع والأهواء ومواقعهم ومنتدياتهم، ويحذر منها إخوانه المؤمنين حتى لا يغتر بها أحد، أو يدخل ليشاهد ما هو مباح وليس فيه مخالفة على قدر الحاجة كما تقدم.

 

هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.


[1] (سورة إبراهيم آية: 34).

[2] (سورة النور آية: 19).





المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى