Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
التاريخ الإسلامي

وفاة خديجة


وفاة خديجة

 

رُوي أن خديجة رضي الله عنها قد توفيت قبل أن تفرض الصلاة، وهذا على قول من قال: بأن حصار الشعب كان قبل الإسراء والمعراج، فهناك رواية أن الإسراء كان قبل الهجرة بسنة، وأن وفاة خديجة رضي الله عنها كانت قبل الهجرة بثلاث سنين، قال ابن إسحاق: ثم إن خديجة وأبا طالب هلكا في عام واحد، فتتابعت على رسول الله صلى الله عليه وسلم المصائب بهلك خديجة، وكانت له وزير صدق على الابتلاء، يسكن إليها، ويهلك عمه أبو طالب وكان له عضدًا وحرزًا في أمره ومنعة وناصرًا على قومه، وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين، وفي رواية الزهري: أن خديجة توفيت بمكة قبل خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وقبل أن تفرض الصلاة.

 

وقال ابن إسحاق: ماتت خديجة وأبو طالب في عام واحد.

 

وقال البيهقي: بلغني أن خديجة توفيت بعد موت أبي طالب بثلاثة أيام.

 

وقال الواقدي: إن خديجة وأبا طالب ماتا قبل الهجرة بثلاث سنين عام خرجوا من الشعب، وأن خديجة توفيت قبل أبي طالب بخمس وثلاثين ليلة.

 

وقد سُمِّي العام الذي ماتت فيه خديجة ومات فيه أبو طالب بعام الحزن؛ حيث توالى الحزن على النبي صلى الله عليه وسلم بتوالي موتهما، وقد نالت خديجة رضا الله تعالى؛ لموقفها المؤيد والمساند للنبي صلى الله عليه وسلم في دعوته، وهي – كما مر – أول من أسلم، وعن أبي هريرة – كما ورد في الصحيحين – قال: أتى جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام – أو طعام أو شراب – فإذا هي أتتك فأقرئها السلام من ربها ومنِّي، وبشِّرها ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب.

 

والقصَب: الفضة، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكرها كثيرًا ويثني عليها، كما كان يكرم صديقاتها؛ إكرامًا لها؛ فهي – إلى جانب وقوفها معه ودعمه وسبقها في الإسلام وسَعة عقلها وحسن تفكيرها وتدبيرها – أمُّ أولاده؛ فلم يرزق الأولاد إلا منها، ومن جاريته أم إبراهيم مارية، فلم يعش إلا بناتها؛ زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة، ولما قالت له عائشة: لقد أبدلك الله خيرًا منها، قال: ((ما أبدلني الله خيرًا منها، وقد آمنَتْ بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وآستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله ولدها إذ حرمني أولاد النساء))، وفي الحديث: ((كمَل مِن الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا ثلاث؛ مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام)).

 

فلماذا هؤلاء النسوة؟

قالوا: والقدر المشترك بين النسوة الثلاث هو أن كلًّا منهن قد كفلت نبيًّا مرسلًا، وأحسنت الصحبة في كفالتها، وصدقته؛ فآسيا ربَّت موسى أحسن تربية وحمَتْه وصدقته حين بعث، ومريم ربت عيسى وجهدت في حمايته وتنقلت من مكان إلى آخر طلبًا لإخفائه عن أعين البغاة الذين يريدون قتله، ولما أرسل إليه آمنت به وصدقته، وكذلك خديجة، فقد كفته هم المال فأنفقت على بيتها بسخاء، وتفرغ هو للدعوة وآمنت بدعوته وساندته برأيها ومشورتها.



المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى