Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
التاريخ الإسلامي

كتاب عبد الستار الدهلوي المكي: حياته وآثاره


عبد الستار الدهلوي المكي: حياته وآثاره

 

صدر حديثًا كتاب “عبد الستار الدهلوي المكي: حياته وآثاره (1286 – 1355هـ)”، تأليف: “عبد الله بن علي الرقيب الثبيتي”، نشر: “دار جداول للنشر والتوزيع”.

 

ويترجم هذا الكتاب لسيرة حياة “عبد الستار الدهلوي المكي” وهو محدث ومؤرخ، مِنْ أجلّ من وثَّقَ تاريخ مكة المكرمة، حيث اهتم المؤرخ “عبدالستار الكتبي الدهلوي” بالتاريخ المكي اهتمامًا بالغًا، سواء بمؤلفاته التي تركها في هذا المجال، أو بنسخه مؤلفات السابقين له من المؤرخين المكيين، أو بتذييله وتعليقه على كتابات من سبقه منهم.

 

وقد اهتم المؤرخون منذ العصور الإسلامية الأولى بتاريخ مكة المكرمة؛ لما لها من مكانة عظيمة، كونها مهبط الرسالة، وقد تنوعت التصانيف المؤلَّفة عن مكة المكرمة، فمنها ما كُتِبَ عن تاريخها سواءً السياسي أو الاجتماعي أو الثقافي، ومنها ما كتب عن فضائلها وأحكامها، ومن تلك المصنفات ما عُني بتراجم أعلام مكة المكرمة.

 

ومن هنا، أتى هذا الكتاب الذي تتبّع سيرة أحد الأعلام المتأخرين في مكة المكرمة، وهو الشيخ عبد الستّار بن عبد الوهاب الدهلوي، متتبعًا أخباره، ومنقبًا عما كتبه وقام بنسخه.

 

ولقد اعتمد البحث واستمدّ معلوماته من مصادر أصلية، وقد شكّلت مكتبة الشيخ عبد الستّار الدهلوي الخطيّة المحفوظة بمكتبة الحرم المكي الشريف، المصدر الرئيس لهذا البحث من الناحيتين الشخصية والعلمية.

 

ومن الكتب التي قام الشيخ عبد الستار الدهلوي بنسخها وما زالت محفوظة بخطه في مكتبة الحرم المكي، كتاب “تنزيل الرحمات على من مات” لأحمد القطان المكي، و”منائح الكرم” للسنجاري، و”الجامع اللطيف” لابن ظهيرة، و”العقد الثمين”، و”شفاء الغرام” للفاسي، و”خبايا الزوايا” للعجيمي، و”هامش الإتمام” لحسن بن عبدالقادر الشيبي، و”إتحاف فضلاء الزمن” للطبري، وغيرها من الكتب المكية.

 

والمطالع لمنسوخات الدهلوي لا يجد نفسه أمام كتاب منسوخ وحسب، بل إنه يضيف في هوامشه من علمه ما يزيل اللبس ويكمل المعلومة، كما كان كثيرًا ما يستدرك ويصحح في الهوامش؛ ليقف القاري أمام منسوخ محقق نسبيًا، علاوةً على وضوح الخط ومراعاة العناوين الجانبية والمواضع المهمة وذلك بكتابتها في الهامش، وكتابتها في المتن بمداد مغاير غالبًا ما يكون بالأحمر للتنبيه.

 

كما ترك عددًا من المؤلفات في التاريخ المكي والتاريخ العام، وبعض التراجم، والتي يمكن اعتبارها من أهم المصادر في تاريخ مكة المكرمة، بل نستطيع القول إنه لا يمكن لأي باحث في التاريخ المكي خصوصًا في العصر العثماني الثاني، عدم الرجوع إلى مؤلفات الشيخ عبدالستار الدهلوي، ومن ذلك:

“فيض الملك الوهاب المتعالي بأنباء أوائل القرن الثالث عشر والتوالي”، و”مائدة الفضل والكرم الجامعة لتراجم أهل الحرم”، و”نثر المآثر فيمن أدركت من الأكابر”، و”أزهار البستان الطيبة النشر في ذكريات أعيان كل عصر”، و”نزهة الأنظار والفكر فيما مضى من الحوادث والعبر من هبوط آدم أبي البشر”، و”أزهار البستان الطيبة النشر في ذكريات أعيان كل عصر”، ونور الأمة بتخريج كشف الغمة” المسمى أيضًا “السلسال الرحيق الأصفى” في ستة مجلدات، و”سرد النقول في تراجم الفحول” في مجلدين، وكذلك رسالة في أنواع التوسل، ورسالة في أفعال العباد، وغيرها من المؤلفات التي تجاوزت 20 مؤلفًا.

 

وقد أوقف الدهلوي مكتبته الضخمة عام 1313هـ، وجعل نظارتها بعد وفاته لابنه عبدالغني، ثم رجع عن ذلك وجعل نظارتها لتلميذه المؤرخ “عبدالله الغازي” صاحب كتاب “إفادة الأنام”، وما زالت مجموعة الشيخ عبدالستار من أهم المجموعات الوقفية التي تضمها مكتبة الحرم المكي.

 

ويُمثِّل هذا البحث للأستاذ “عبد الله بن علي الرقيب الثبيتي” الدراسة الأولى الشاملة لسيرة الشيخ عبد الستّار الدهلوي بجانبيها الشخصي والعلمي، ولعلّه يكون خير مُعين لدارسي تُراث الشيخ عبد الستّار الدهلوي لاحقًا.







المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى