Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار وثقافة

جيرار دى نرفال.. كاتب فرنسى ترك بلاده إلى القاهرة هربا من الجنون

ثقافة أول اثنين:


جيرار دي نرفال أديب فرنسي وشاعر وكاتب مقالات ومترجم، عاش في القرن التاسع عشر حيث ولد عام 1805 واسمه الحقيقي جيرار لابروني لكن لهذا الكاتب قصة مع مصر فقد رحل إليها عن بلاده هربا من الجنون إذ رأي أنه بحاجة للهجرة إلى بلاد الشرق.


وقد جاء عنه في كتاب القاهرة مؤرخة مشاهد من ثقافة وتمثيل المدينة عبر الزمن للدكتور نزار الصياد: منذ القرن السادس عشر، تعددت أسباب توافد الرحالة الأوروبيين إلى مصر، من رحلات تبشيرية، لأخرى استكشافية لبعثات تعليمية وثقافية وفنية، للبحث عن العمل والثراء والشهرة. لكن أيا من هؤلاء الرحالة لم يأت بحثا عن التعافي من مَس الجنون بالهروب إلى عالم السحر والمجهول مثلما فعل الكاتب الفرنسي جيرار دو نيرفال في عام 1843م، بعد عامين من إصابته بنوبة جنون استدعت إيداعه مصحة نفسية للعلاج لمدة عشرة أشهر، تعافى بعدها واتخذ قراره بالسفر إلى الشرق، ذلك العالم السحري الغامض، بحثا عن ملاذ لروحه التي هامت طويلا ما بين الهلاوس والشتات والصراع مع الذات.


لا يمكننا أن نختزل كتاب “رحلة إلى الشرق” بكونها مجرد يوميات سفر ولا توصيفها بأدب الرحلات الذي يتميز بالدقة الزمنية والتاريخية والالتزام بوصف المشاهدات تفصيليا بغرض تعليمي، ولكنها تندرج في عالم الرواية المليء بالخيال الشعري والمدرسة الرومانسية الفرنسية في القرن التاسع عشر التي ينتمي إليها نيرفال والشخصيات المستوحاة من الواقع والسرد الروائي الذي يختلط فيه الواقع بالخيال، والذي يرسم الكاتب من خلاله ملامح الحياة اليومية المعاصرة للقاهرة وسكانها بشكل أشبه بلوحة فنية ساحرة.


ووفقا لميشيل جانريه يصيغ نيرفال، بدرجة كبيرة، نصا يكتبه بضمير المتكلم، يستغرق فيه تماما ويحقق من خلاله تمازجا ما بين الحلم والواقع لذلك كانت القاهرة وجهته الأولى التي طالما راوده حلم رؤيتها منذ صغره، حتى إنه شرع في تعلم اللغة العربية والخط العربي في شبابه.


في خطابه المفتوح إلى صديقه الكاتب الفرنسي تيوفيل جوتييه ، يصف نيرفال ما كانت القاهرة تمثله له قبل أن يراها: “قاهرتي القديمة، تلك التي رأيتها مرارا في أحلامي، حتى إنني ظننت مثلك أني عشت بها حتما في عصر من العصور، ربما في عصر السلطان بيبرس أو الخليفة الحاكم ..جاء نيرفال إلى القاهرة بحثًا عن صخب الحياة، أرادها “قاهرة” لمرضه ونوبات جنونه، فمنحته ما أراد، وعاد من رحلته ليكتب عملا روائيا يعد من أروع ما كتب عن القاهرة في القرن التاسع عشر. حتى إن فيكتور هوجو مدح الكتاب قائلا: “لو لم يذهب چیرار دو نيرفال إلى مصر، ولم يقم برسم عاداتها بكل هذا السحر والدقة، لكنت سافرت إليها بكل تأكيد الآن لست مضطرًا لذلك”، وهذا أقصى مديح يمكنني أن أكيله لكتابه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى