اخبار وثقافة

فؤاد حداد والد الشعراء.. ميراثه لا يزال حيا في قلوب الأدباء الشباب

ثقافة أول اثنين:


فؤاد حداد.. الشاعر الأكثر شهرة حتى يومنا هذا، ويكفي أنه يحمل لقب والد الشعراء والعمال، وليس غريبا أن شعراء اليوم، وتحديدا الشباب الذين لم يعاصروه، يكنون له التقدير الكبير، ويتعاملون مع دواوين باعتبارها ميراثهم من والدهم.


فؤاد حداد الذى نحتفى بذكرى ميلاده اليوم، 30 أكتوبر 1928، لا يزال حتى يومنا هذا بمثابة المثل الأعلى للشعراء الشباب، فميراثه الشعرى لا يزال حى في قلوب الشعراء الشباب.


وفى هذا السياق، أوضح لنا الشاعر سيد محمود، خلال حديثه مع “اليوم السابع” أن فؤاد حداد جرب أشكالا شعرية كثيرة، وهو أمر مغري للشعراء الشباب، ناهيك عن الإيقاع الذى أبدع فيه “حداد”، والأهم من ذلك، هو إبداعه أيضا فى الصور الشعرية الملهمة جدا.


سيد محمود


 


كما أوضح سيد محمود أنه إذا ما نظرنا إلى 150 عاما فى تاريخ شعر العامية المصرية، سنجد أن عبد الله النديم كان يكتب الشعر الثورى، أما بيرم التونسى فحاول إضافة لمساته الخاصة، وأما فؤاد حداد فكان مخلصا للبناء التقليدي للشعر العربي القديم، فهو ينظر إلى وحدة القصيدة، ويخلص لها جدا، وفقد كان متمسكا بتراث الشعر التقليدي الكلاسيكي، وهذا لم يكن موجودا قبل فؤاد حداد، فقبله كانوا يكتبون الزجل الشعبي مثلا، بالإضافة إلى أنه كان لديه ثقافة فرنسية كبيرة جدا، وكان لديه اطلاع كبير على منجز الحداثة الفرنسية، وهو ما أثر عليه فى تكوين الصورة، ولهذا سنجد أن لديه العديد من القصائد التى لا يمكن أن ينساها القارئ، ودائما ما نقول بأن فؤاد حداد دائما ما يحتاج إلى إعادة القراءة كثيرا، ففى كل مرة تقرأ له، تشعر وكأنك لم تقرأ له من قبل.

حسن عامر
حسن عامر


 


أما الشاعر حسن عامر، فقال لـ”اليوم السابع” إن فؤاد حداد شاعر ذو قيمة شعرية كبيرة جدا، لا يمكن أن تمر على منجز شعر العامية، بدون المرور على منجزه، وتراثه الشعرى، فهو من الشواهد فى شعر العامية المصرية، فهو شاعر معجون بالروح المصرية، فهو شاعر مصرى باقتدار، تجربته خارجة من عمق الحارة المصرية، لديه فلسفة معجونة بالحالة البسيطة، فجملته تكاد تكون بسيطة جدا، ولكن واسعة الدلالة، ولهذا نراه على منصات السوشيال ميديا، فهو شاعر الاقتباسات، يمكنك أن تقتبس من القصيدة الوحيدة العديد من الاقتباسات.


وقال حسن عامر، أظن أن فؤاد حداد استطاع ببساطته أن يبقى حتى وقتنا الحالى حاضرا، مثله مثل المتنبى الذى لا يزال حاضرا حتى يومنا هذا، ولهذا أرى أن فؤاد حداد بنفس هذه القيمة الأدبية، فهناك شعراء لا يمكن للزمن أن يقبض عليهم أو يضعهم فى فترة زمنية محددة، شعراء أراهم خارج الزمن، وهو ما قاله فؤاد حداد من قبل: “ألفين سنة ويفضل كلامى جميل”.

أحمد عايد
أحمد عايد


 


بينما قال الشاعر أحمد عايد، إن فؤاد حداد ليس وحده من استطاع أن يفلت اسمه الموت، ليبقى إرثه الشعرى خالدا حتى يومنا هذا، وهو فى حقيقة الأمر اختبار قاس لجميع الشعراء، فالشهرة وأنت حى ليست معيارا جودة ما تكتبه، وحتى وإن كان ما تكتبته جيدا، سيأتى “غربال الزمن” ويعيد تقيم إبداعك.


ورأى أحمد عايد، أنه هناك أسبابا كثيرا تساعد الشاعر وشعره على الصمود أمام الزمن، فالشاعر الذى يجاري الأحداث لا يستمر مع الزمن، وهذا ما نجده لدي الشاعر فؤاد حداد، فهو شاعر فيلسوف، ويتميز بأن لديه لغة طازجة، كلما قرأتها شعرت وكأنه طازجة كتبت الآن، وأيضا لديه لغة ثالثة، وهى اللغة التى يجمع فيها بين الفصحى والعامية.


وأوضح أحمد عايد، أن من أهم ما يميز أشعار فؤاد حداد، هو أن كتابته ليست نخبوية، ولا هى مبتذلة، فهو يعرف كيف يصل إلى الشخص المثقف، والعادى، ويتناول تجارب إنسانية مررنا بها جميعا، وأظن أن أكثر ما يجعلنا نحب الشعر مهما مر عليه الزمن، هو الصدق، وفى واقع الأمر، أننى لم أقرأ قصيدة لفؤاد حداد إلا وشعرت بالصدق وبحبه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى