ميلاد مارسيل بروست.. كيف أبدع وكتب رواية “البحث عن الزمن المفقود”؟

اشتهر مارسيل بروست بأسلوبه السردى الذى أهمل فيه الحبكة الروائية والأحداث لصالح شرح الراوى ووصفه لتجاربه فى الحياة، ونالت روايته “البحث عن الزمن المفقود” شهرة واسعة فى فرنسا والعالم، وجعلت منه واحدًا من أهم روائيى القرن العشرين، ولكن كيف كتبها؟.

كان مارسيل بروست قد تمكن خلال عام 1909 من تحديد الخطوط والأفكار العريضة لروايته العظيمة “البحث عن الزمن المفقود” لكنه على الرغم من ذلك، شعر بالعجز عن صياغة تلك الأفكار ضمن هيكل الرواية.

وبينما كان يشرب الشاى ويتناول الخبز المحمص فى شهر يناير عام 1909، عاد به الزمن إلى الوراء ليسترجع ذكريات شبابه التى قضاها فى حديقة جده، هذه المشاعر كشفت له عن جانب خفى فى ذاته عبر عنها فى كتاب Contre Sainte-Beuve، ومن هنا شعر بأن عملية الانبعاث الفنى هى الموضوع الملائم لروايته. ولذلك نرى أن بروست كان مهتمًا فى عرض نظرته الشخصية للحياة عوضًا عن تقديم وصف واقعى لها.

وفى روايته حرص مارسيل بروست على تتبع مراحل نضوجه عبر استحضار سلسلة من التجارب التى خاضها، فأدرك أنها تعكس ذاته الداخلية بواقعية أكثر مما تعكسه حياته فى العالم.

وباشر بروست فى كتابة رواية “البحث عن الزمن المفقود” منذ عام 1909، واستمر فى العمل عليها حتى وفاته. وفى عام 1913، التقى بصاحب دار للنشر عرض عليه نشر المجلد الأول منها من أصل 3 مجلدات على حساب بروست.

وفى عام 1916، حصل المؤلف الفرنسى أندريه جيد على حقوق نشر المجلدات الباقية. وهكذا ظهر المجلد الثانى إلى العلن عام 1918، ونجح فى الفوز بجائزة غونكور عام 1919.

وتوالت بعدها المجلدات الأخرى، وقد كان بروست يحرص على إضافة فصول وأقسام أخرى لها قبل النشر. ولما شعر بروست بدنو أجله، كان قد أنهى روايته، وبدأ العمل على تنقيحها وتصحيح النسخ المطبوعة منها.