Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار وثقافة

يحيى حقي.. كيف رد على انتقادات رواية “أولاد حارتنا” ونجيب محفوظ

ثقافة أول اثنين:


ما من رواية مصرية حققت جدلا ونجاحا معا وصل إلى حدود العالمية مثل رواية “أولاد حارتنا” للأديب العالمي نجيب محفوظ، تلك الرواية التي تسببت في محاولة اغتيال صاحب نوبل في الأدب لعام 1988، واعتقد البعض أنها كانت سببا في حصول صاحب “الحرافيش” على نوبل، وهو ما اتضح عدم صحته لأن نوبل تعطى عن مجمل الأعمال وليس عن عمل واحد.


الرواية سالفة الذكر كان لها الكثير من المعارضين خاصة من فصيل الإسلام السياسي، وحتى بعض السياسيين، لاعتقادهم أنها تنتقد النظام الناصري، لكن على الجانب الآخر دعم الرواية الكثير من المثقفين والأدباء، وتحدثوا عنها بشكل فني ونقدي، وكان من هؤلاء الأديب الكبير يحيى حقي.


تمر اليوم الذكرى الـ 118 على ميلاد الأديب الكبير يحيى حقي، إذ ولد فى 17 يناير عام 1905، والذي يعتبر علامة بارزة في تاريخ الأدب والسينما ويعد من كبار الأدباء المصريين، ورغم غيابه منذ 30 عاما حيث رحل فى عام 1992، إلا حضوره لا يزال كبيرا في وجدان قراء الأدب ومشاهدي الدراما معا.


وارتبط حقي بعلاقة صداقة كبيرة بالأديب الكبير نجيب محفوظ، وكان الأول يترأس الأخير في عمله لفترة من الزمن، وكان أحد الذين أشادوا بتجربة صاحب “الثلاثية” الإبداعية، ومن هنا تحدث حقي عن رائيه في رواية “أولاد حارتنا” وعلى الانتقاد التي تتعرض له، وقد كتب يحيى حقي عن رواية “أولاد حارتنا”، مخاطبًا نجيب محفوظ عبر صفحات مجلة “أدب ونقد” في العدد 76 عام 1991، قائلًا: “رواية أولاد حارتنا واضحة كل الوضوح، لم يفعل نجيب محفوظ سوى أنه نقل بعض الآراء السائدة في الفلسفات المادية والقائلة إن العلم قتل الدين، فبدلًا من أن نعتمد الغيبيات في إدراك المعارف فإننا نلجأ إلى المعامل والمختبرات، فانتهى بذلك دور الغيبيات”.


وتابع “حقي”: لكن هناك سؤال.. هل نجيب محفوظ يعتقد هذا الرأي أم أنه يصور تطور بعض جوانب الفلسفة في الغرب؟، رأيي أنه ليس من حقنا أن نحاكمه ونسأله هل هو هذا أو ذاك؟، فقد حذرتنا تعاليم الإسلام أشد الحذر من باب التأديب ألا ننصرف عن ظاهر الشهادة بالبحث والتنقيب “والدعبسة” و”اللغوصة” وراءها، إلى هذا الحد بلغ اعتداد الإسلام بكرامة الفرد وحفظ سرائره، التي لا يعلمها إلا الله”.


 وأضاف “حقي”: غضبت من نجيب محفوظ، وعاتبته بنفسي على كلمة واحدة وردت في الفصل الخاص بـ”قاسم”، وقلت له: لا أعترض من الوجهة الدينية فحسب بل من الوجهة الفنية، فهذه الكلمة ليست أساسية في بناء الرواية، ولا تفقد الرواية شيئًا من قيمتها الفنية إذا حذفت هذه الكلمة، وقد نسيت هذه الكلمة لأنني اعتبرتها زلة لسان، وأرجوك أن تعتبرها كذلك مثلي، ومن حيث المصادرة فأنا لا أوافق مطلقًا على مصادرتها، بل إنه من المضحك أنها صودرت بعد أن نشرت مسلسلة في الأهرام، وعيب نجيب محفوظ أنه يلتزم الصمت دائمًا ولا يفسر عمله”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى