اخبار وثقافة

الهوية العربية فى فكر جابر عصفور.. إصدارات ناقش فيها أبرز قضايا الفكر العربى

ثقافة أول اثنين:


لم يكن الدكتور جابر عصفور مجرد ناقد أدبي بالمفهوم العادي، لكنه كان مفكرا ومثقفا موسوعيا، استطاع يناقش أفكار ويسبر أغوار قضايا مزمنة في الثقافة العربية، كانت هوية الثقافة العربية هي قضيته الأولي، واختار أن يعود إلى التراث من أجل يقرأ الحاضر ويستكشف المستقبل، واستطاع برؤية ناقد ومفكر كبير أن يجد إجابات على أسئلة كبيرة وقضايا معلقة في التراث والفكر العربي.


وتمر اليوم الذكرى السنوية الأولى على رحيل المفكر والناقد الكبير جابر عصفور، الذي غادر عالمنا في اليوم الأخير من عام 2021، عن عمر يناهز الـ 77 عامًا، تارك إرثا فكريا كبيرا، حيث ألف وترجم عشرات الكتب فى مجال الأدب والنقد، فضلا عن تقيم وتحرير كتب أخرى لكتاب مصريين وعرب، فضلا عن إسهاماته النقدية، ذات العمق المعرفى والسند المنهجى، ومن أبرز تلك الأعمال:


عن الثقافة والحرية


اقترنت الثقافة بالحرية في عنوان هذا الكتاب لأن الثقافة مرادفة للحرية والشرط الأول لحضورها وازدهارها بوصفها أفقا من الوعي المفتوح على المستقبل الواعد في كل مجال، الوعي الذي يدرك حضوره الخلاق في فعل تمرده على كل شروط الضرورة، ومن ثم تمرده على كل ثقافة منغلقة على أية سلطة تحول دون حرية الإنسان في أن يصنع لنفسه ولغيره عالما حرا، تقترن فيه الحرية الفردية بالمسؤولية الاجتماعية. وينطوي هذا الكتاب على بعض ما كتبه دفاعا عن حرية الثقافة والإبداع، وكذلك ما كتبه ضد التمييز الاجتماعي والديني.


كما يشتمل الكتاب على ما كتب من رؤية مغايرة لثورة 1919 بوصفها الثورة التى ينتسب، الدكتور جابر عصفور، إلى شعاراتها عن حرية الوطن والمواطن على السواء، فهي الثورة التي أسست في تاريخنا الحديث معنى الوطن الذي يتسع للجميع، ولا يتمايز فيه مواطن عن غيره على أساس من جنس أو عقيدة دينية أو طائفية أو حتى ثروة.


الهوية الثقافية والنقد الأدبي


يرى الدكتور جابر عصفور فى هذا الكتاب أن طريق التنوع الثقافي الخلاق هو السبيل الواعد للخروج من بين شقى الرحى: العولمة والأصوليات المناقضة لها، والمضي في طريق واعد للإنسانية التى أصبح من الحتمي على مثقفي العالم الثالث منها، تحديدًا، إعادة طرح الأسئلة الجذرية عن الهوية الثقافية، والغزو الثقافي، والاستشراق، والاستغراب، ومفهوم الثقافة الوطنية، وعالمية الأدب التي أخذ يتهوس بها أدباؤنا بعد حصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل سنة 1988.


أوراق ثقافية


يقيم جابر عصفور مقالات هذا الكتاب – وغيره من كتب ودراسات سابقة – على ضرورة “المساءلة”: مساءلة النفس والغير، ومساءلة الماضي والحاضر والمستقبل. وعليه، لم يعد ممكناً للمثقف العربى أن يظل منكفئاً على مقولاته القديمة كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمل عند الخطر. وعليه، كذلك، تنبع أهمية الوعي النقدي الذي هو قرين فعل المساءلة الذى يتحرر من الثوابت الجامدة والعدسات المعتمة.


قراءة التراث النقدي


يعالج هذا الكتاب ثلاث مشكلات أساسية، هى مشكلة حضور التراث، ومشكلة علاقتنا به، والحدود القصوى لعملية القراءة أو فعلها، لهذا أضاف المؤلف إلى دراسته هذه الدراسة بعنوان “الخيال المعتقل” عند شعراء الإحياء ونقاده لأنها برأيه تكشف – أولاً – عن الكيفية التى قرأ بها نقاد الإحياء وشعراءه التراث، فأعادوا إنتاجه لصالح عالمهم التاريخي، وبكيفية تتناسب مع الأنواع الأدبية الجديدة التي أقبلوا عليها، أما – ثانياً – فالدراسة تكشف عن التجاوب الذي يقع بين “رؤيا عالم” القارئ، و”رؤيا عالم” النص المقروء، بالمعنى الذي أكثر دلالة الاختيار ودلالة التوازي بين الرؤيتين، والدراسة تكشف – ثالثا – عن بعض المتوسطات القرائية التي ورثناها والتي أسهمت في توجيه نظرتنا إلى التراث النقدي.


آفاق العصر


الكتاب يسعى إلى ما يعتبره ممارسة فعل الوعي النقدي في مجال من مجالات الفكر التي لا ينفصل فيها سؤال النقد الأدبي الخاص عن السؤال الثقافي العام ولا تتباعد فيها مساءلة الآخر عن مساءلة الأنا، أو تختلف فيها النظرة إلى الحاضر عن النظرة إلى الماضي.


أو يتناقض فيها الإيمان بخصوصية الهوية الثقافية مع الإيمان بالحركة الواعدة لنزعة الكوكبية الوليدة وذلك من منطلق البحث عن إجابات مغايرة وصياغة أسئلة جديدة تنبذ منطق التبعية والاتباع وتكشف عن المتحول لزحزحة جنادل الثابت انتماء إلى أفق واعد من آفاق العصر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى