Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار وثقافة

هل قرأت رواية “بحر ساركاسو الواسع”.. ما علاقتها بـ جين إير؟

ثقافة أول اثنين:


كثير ممن قرأوا رواية “جين إير” للكاتبة الإنجليزية الشهيرة “شارلوت برونتى” ظل معهم أثر هذه الرواية لم ينته، فقد كتب البعض تنويعات على هذه الرواية من ذلك رواية “بحر ساركاسو الواسع” لـ جاين ريس والتي تدور عقب نهاية العبودية وبيع الرق في المدينة الإسبانية جمايكا عام 1836.


تستعيد جاين ريس الكاتبة البريطانية المولودة في جزيرة دومينيكا الكاريبية في روايتها هذه شخصية مهمشة في إحدى أشهر الروايات العالمية، رواية (جاين آير)، والشخصية هي زوجة السيد روشستر الكريولية، الزوجة المجنونة التي لم نعرفها إلا مشعلة للحرائق وعقبة في سبيل زواج بطلتنا جاين آير من السيد روشستر، هذا ما يجعل (بحر ساركاسو الواسع) تندرج تحت أدب ما بعد الاستعمار، وهو الأدب المهتم بعرض وجهة نظر المهمشين والمستعمَرين في مقابل وجهة نظر المستعمر، يمكننا القول أن الرواية رد اعتبار لأنطوانيت كوسواي، بمنحها مساحة أوسع ورواية قصتها منذ البداية مع كل ما تعرضت له في طفولتها حتى زواجها من روشستر وانتقالها إلى منزله الإنجليزي، أنطوانيت هنا ضحية دائمة، ضحية ولادتها بيضاء في جامايكا، منبوذة من البيض ومن السود على حد سواء، هذا التيه بين العالمين يعرضها لمحنة وملاحقة خطيرة في طفولتها، وزواجها من روشستر لا يخلص المسكينة من هذه اللعنة، فروشستر لا يفهمها، كما أنه يجردها من اسمها ليسميها بيرثا، هذا غير خيانته لها وبشكل فاضح، حتى من يحيطون بها يسعون وبشكل واضح إلى تدمير زواجها وتخريب علاقتها بزوجها، كل هذا يجعل نهاية أنطوانيت/ بيرثا الحزينة والتي فرضتها جاين آير أكثر ألماً، فأنطوانيت لم تعد مجرد مجنونة في مقابل معلمة عاقلة – جاين آير- وإنما هي روح معذبة لم تجد خلاصها إلا قلعة إنجليزية محترقة.


 عندها ينتهي الحال بعائلة انطوانيت إلى الفقر الشديد بعد أن كان أبوها وجدها من أهم تجار العبيد القادمين من أفريقيا.


تراقب انطوانيت أمها وهي تذوي كل يوم ، فهما وعلى الرغم من أنهما تعيشان في أحلى مناطق العالم، إلا أنهما لا تستمتعان بذلك على الاطلاق، أنطوانيت ترتدي ثياباً رثة، تمتلك ثوبين فقط، وتكره تقطيبة جبين أمها خصوصاً تلك التي تراها على وجهها كلما حاولت هذه الأخيرة النظر الى البحر بجانب الخيزران، حيث يزعجها السود في تلك الأثناء، لقد وصل الأمر بهم الى قتل حصانها، فلم تعد تتجول، وفنت شبابها وجمالها الآسر في محاولة البقاء على قيد الحياة.


انعزلت انطوانيت في هذه الفترة وتجنبت الجميع وكان كل ما يهمها أن تبقى آمنة، وأن تؤكد لنفسها أن حشائش الموس التي تجرح ساقها ارحم من الناس.


كانت تخبئ بجانبها على الدوام عصا  ذات مواصفات خاصة، حتى تتمكن من الدفاع عن نفسها اذ اقتضى الأمر. تحب انطوانيت الأثاث الاليف وكوليبري الفاتنة وتحب أن تكون آمنة من الغرباء، وهي تغني بإستمرار عن كل شيء كما هي عادة الناس في جمايكا، وتغني عن الوداع بكلمات قد تبدو مرحة لكنها حزينة على نحو كئيب ، ومن أغانيها الآسرة : ازهار شجرة الأرز التي لا تعمر أكثر من يوم واحد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى