Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار وثقافة

نهاية الماركسية.. تعرف على أبرز كتب شوقى جلال فى الفكر والإصلاح

ثقافة أول اثنين:

بعد رحلة كبيرة في عالم الفكر والترجمة، رحل عن عالمنا صباح اليوم، المفكر والمترجم الكبير شوقي جلال، عن عمر ناهز  عاما، وهو مفكر تنويري، ومترجم من طراز رفيع، وصاحب رؤية حضارية ومشروعٍ فكري أنفق فيه دهرا ليقدمه للقارئ العربي تأليفا وترجمة، حائز العديد من الجوائز منها على جائزة رفاعة الطهطاوى للترجمة، أثرى المكتبة العربية بعدد كبير من المؤلفات والترجمات، نذكر منها: “نهاية الماركسية”، “العقل الأمريكى يفكر”، “الترجمة فى العالم العربى: الواقع والتحدى”.. ومن أبرز كتبه:


 

نهاية الماركسية


نهاية الماركسية!؟ سؤال ربما يشغل البعض في فترات عدة لعل أبرزها مع سقوط الاتحاد السوفيتي، وانهيار الأحلام الشيوعية الكبيرة، وفى هذا الكتاب يطرح شوقي جلال تساؤل عن معنى الفكر نشأة وصيرورة حياة؟ وتساؤل عن منهجنا نحن العرب في تناول الفكر؟


 


ويتناول بالشرح والتحليل، عدة قواعد مثل الفكر عقيدة أو مذهبًا ليس من عدم يأتي ولا إلى عدم يمضي، له أسبابه ومحدداته وجذوره ومسيرته وتحولاته بشهادة الواقع، وكل عقيدة أو مذهب موجة في بحر لجِّي لا يمكن الوقوف للابتداء بها أو الانتهاء عندها. مواكبة الفكر للواقع، أو قل جدل الفكر والواقع إشكالية إنسانية على مدى الزمان. 


 


ويتحدث عن أن الماركسية هي الرافد الراديكالي للتنوير، وهي فلسفة مواجهة، وتمثل إنجازًا حضاريًّا رهن زمان ومكان. ونصوص ماركس معارك سجالية مع قوى وفلسفات عصره، وأن آفة تطبيق الماركسية أن نهض به أصحاب ثقافات نصية، حرفية، تؤمن بالمطلقات. ويحاول شوقي جلال أن يكشف عن المسكوت عنه في تحول نهج راديكالي جدلي إلى نص عقائدي جامد، وكذا المسكوت عنه بشأن سقوط الليبرالية قرين سقوط التنوير الغربي.. وبات التحدي الملح الآن هو التغيير نحو مجتمع آمن من جوع وخوف، عقلاني النهج والمسار، ركيزته الحرية الفردية.


 

الترجمة في العالم العربي


يميِز شوقي جلال بين نوعين من الثقافات: “ثقافة الوضع”، وهي ثقافةٌ قانعة بحالها، راضية برصيدها التاريخي الموروث، عازفة عن الإبداع والتجديد؛ و”ثقافة الموقف”، وهي ثقافةُ إرادة واختيار، عازمة على التجديد والتغيير وفَهم مجريات الأحداث والظواهر، ومن ثم يتخذ من الترجمة مؤشرا رئيسيا لقياس واقع الثقافة والإنتاج المعرفي في العالم العربي؛ فموقفنا من الترجمة تعبير عن موقفنا من المعرفة إنتاجًا وإبداعًا.


 


كما يُورِد إحصاءات مفصلة ومقارنة بين واقع الترجمة في مختلِف البلدان، وتؤكد هذه الإحصاءات أننا منصرفون عن القراءة، وعن المعرفة الحضارية العلمية المعاصرة، وأننا لا نزال نعيش عصر المشافهة، ولا سبيل إلى الارتقاء بمستوى الترجمة من دون إعادة تنظيم البِنية الذهنية للإنسان، بحيث يكون فضوله المعرفي موجها نحو تحصيل معارف لازمة لبناء المجتمع بعبقريته وإنجازات أبنائه عن الذات، وعن الحاضر والمستقبل.


 

الشك الخلاق


بالشك تستيقظ المجتمعات، وبالعمل تتقدَّم ويصبح لها وجود حضاري في خريطة المستقبل، أما اليقين فهو آفة المجتمعات الراكدة التي تركن إلى مقولات السلف؛ يشل فيها الفِكر، ويغيب العقل، وتتغذى على الماضي، وهو لسان حال المجتمعات العربية التي لا تزال تستحضر الماضي لتعيش فيه، وهذا ما دفَع شوقي جلال إلى تأليف هذا الكتاب في محاوَلة لإيقاظنا من سبات عميق، وإخراجنا من الدائرة المفرغة التي ندور فيها، مؤكدا على أن الإنسان العاقل هو من يشك ويسأل ويعمل، وأن الإنسان الحكيم هو من يرى الموروث التاريخي خطابًا لأهل زمانه، قابلًا للنقد والتصويب؛ ولذا فإن أي مبادرة منه نحو التقدم قوامها الرؤية النقدية للموروث، واكتشاف نقاط الخلل والاختلاف والمفارقة، واستبيان أسباب القصور والعجز، متخذا من العقل أداة للشك المنهجي، ومن الفعل بداية للوجود الحركي الدينامي المتغير.


 

الفكر العربي وسوسيولوجيا الفشل


في هذا الكتاب يرى شوقي جلال، الشعوب العربية في حالة سكون منذ القرن الخامس عشر، وبات السؤال الحضاري أمرا ملحا: لماذا اختفى الدور العربي في بناء الحضارة الحديثة؟ ولماذا اغترب “الخوارزمي” و”البيروني” و”ابن خلدون” في موطنهم، بينما احتفت بهم واستفادت من إنتاجهم المعرفي مجتمعاتٌ أخرى؟ يناقش هذا الكتاب أزمة الفكر العربي باعتباره أحدَ أهمِّ المنتَجات الحضارية والاجتماعية، ويسلط الضوء على معوقات تحرره؛ كالنظر إلى التراث باعتباره الموروث الثقافي المقدَّس، والفَهمِ المغلوط للهُوِية الإسلامية باعتبارها كينونة متجانِسة، بدلًا من الوعي بالصيرورة التاريخية بكل تفاعُلاتها وتناقضاتها، وإخفاق الخطاب اليساري نتيجة استخدامه الآلياتِ القديمة؛ كما يسلط الضوءَ على سمات كل من المجتمعات الزراعية والصناعية، وأثر ذلك على الفِكر، مؤكدا على ضرورة عقلانية الفِكر، وتفكيك طرق التفكير التقليدية، وأن يكون نسقًا مفتوحًا يُؤمِن بأن جميع الحقائق قابلةٌ للنقد والتفنيد، ومستوعبًا نظرياتِ الفكر الإنساني وتياراته.


 

المجتمع المدني وثقافة الإصلاح: رؤية نقدية للفكر العربي


يضبط شوقي جلال في هذا الكتاب مفهوم المجتمع المدني الذي انحصر في السُّلطة السياسية، دونَ الجانب الحضاري المتعلِّق بالمجتمع والفرد داخلَه؛ إذ يرى أن المجتمع المدني وليدُ نقدِ الذات، والوعي الصحيح، والتشخيص العِلمي الدقيق، والمؤسَّسات المدنية التي تصبُّ جهدها في بناءِ إنسانٍ جديد يتحلَّى بدينامية الفكر والفعل في مناخ من الحرية والاستقلال الذاتي.


كما يضبط الكتاب بالتبعية الكثير من الأفكار والمفاهيم التي تعرقل نشوء مجتمعٍ مدني حر؛ فيرفض كلمةَ الإصلاح ويستبدل بها التطوير، راسمًا طريقه وشروطه، ومقدِّمًا دراسةً نقدية لثوابت الفكر العربي، ومثيرًا أسئلة عديدة مثل: هل يوجد فكر عربي؟ وإذا كان موجودًا فما قضاياه وإنجازاته؟ وما دوره وفعاليته؟ وما مدى مُواكَبته لتطوُّر الأحداث والمجتمعات؟ وما مضمونه ومرجعيته؟ ثم يجنح إلى دراسة حالة الحضارة المصرية وعملية التدمير التي تعرَّضت لها الثقافة المصرية على يد الغُزاة الذين تَوالَوا عليها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى